أخبار العالم

دراسة علمية ترصد مستوى ظاهرة التصحر في واحات الجنوب الشرقي المغربي



أصدرت مجلة “Nature” العلمية دراسة تكشف وجود تصحر في الواحات المغربية بالجنوب الشرقي، نتيجة الإفراط في استغلال المياه وعوامل التغير المناخي والجفاف.

وجاء في محتويات دراسة المجلة العلمية أن “واحة سكورة قرب مدينة ورزازات، والتي تعتبر فيها المياه الجوفية المصدر الرئيسي لأشجار النخيل والفاكهة، تعرف عمليات للتصحر في جميع الأنحاء”.

وفسرت الدراسة ذاتها هاته الظاهرة، من خلال اعتماده على صور للأقمار الاصطناعية، بأنه “على الرغم من استمرار عمليات الري التقليدية، باستخدام نظام “الخيطارا”، فإن سنوات الجفاف ألقت بظلالها على مخزون المياه”.

وباستخدام تقنية ” Google Earth Engine” نجحت المجلة سالفة الذكر في رسم خريطة للمناطق التي تعاني من التصحر في الواحات المغربية؛ من خلال معالجة صور الأقمار الاصطناعية، وتحديد المناطق النباتية بوضوح، وإنتاج سلسلة زمنية من التغييرات التي طرأت عليها.

وقالت Nature إن “صور الأقمار الاصطناعية الخاصة بالجنوب الشرقي المغربي، والتي أفرجت عن بيانات عالية الدقة حول نسب التصحر، غير قابلة للتنزيل والنشر في الوقت الحالي”.

واكتشفت المجلة سالفة الذكر أن “تربة وادي درعة، الذي يزود سد المنصور الذهبي بمدينة ورزازات وبشكل غير مباشر واحة سكورة، تعاني من نسب عالية من التصحر بعد إجراء تدقيقات على صور الأقمار الاصطناعية المتوفرة”؛ غير أن المصدر سالف الذكر سجل أن “هاته الدراسة تبقى غير كاملة نظرا لاعتمادها فقط على صور الأقمار الاصطناعية، ولا تأخذ بعين الاعتبار عمليات التصحر التاريخية وطويلة المدى الزمني”.

وفي تفسيرها بشكل أدق وبمعطيات علمية “معقدة” لطريقة استنتاجاتها لوجود عمليات للتصحر في واحات الجنوب الشرقي المغربية، أشارت المجلة ذاتها إلى أنها قامت بـ”تحديد ميزات الإدارة الهيدروليكية التقليدية الموجودة في واحة سكورة وما جاورها، مع إجراء مسح بصري للصور المتاحة باستخدام تقنية Google Earth Pro”.

وأوضحت الدراسة أن “بعض النتائج التي تم الحصول عليها لم تكن دقيقة وأخرى غير صحيحة، باعتبار أنها أخذت بعض الصور من مناطق سكنية وأخرى تعرف تربة كلسية، وفسرتها بأنها حقول جافة وتعاني من التصحر”.

وخلصت مجلة Nature إلى أن “نظام الخيطارا المغربي عرف عمليات للترميم وإعادة البناء، وفي أحيان أخرى إهمالا واضحا. كما أن التدقيق وفهم أسباب التصحر طويلة الأمد يستدعي توسيع نطاق البحث ليتجاوز واحة سكورة، مع تحديد دقيق أرضي لصور الواحات التي تم التقاطها”، مشيرة إلى أن “عوامل الاستغلال والتغير المناخي التي هي من المحتمل أن تكون السبب في ظواهر التصحر في واحات الجنوب الشرقي المغربي تستدعي تحقيقا عاجلا من قبل السلطات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى