إعصار دانيال: “كارثة الفيضانات في ليبيا من صنع الإنسان جزئيا” – الفاينانشال تايمز
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء العديد من القضايا العربية والدولية من بينها كارثة فيضانات درنة في ليبيا والمتسبب فيها، وإطلاق طهران سراح سجناء يحملون الجنسية الأمريكية ومدلولات ذلك، وظروف المتردية في أحد مراكز إيواء اللاجئين في بريطانيا.
نبدأ من صحيفة الفايناشال تايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “كارثة الفيضانات في ليبيا من صنع الإنسان جزئيا”. وتقول الصحيفة عندما هبت العاصفة دانيال على عبر البحر الأبيض المتوسط باتجاه المنطقة الساحلية الشرقية لليبيا، كان لدى المسؤولين المحليين إنذار كاف باقتراب العاصفة من سواحلهم. وكانت العاصفة قبل أيام تسببت في فيضانات في اليونان وتركيا وبلغاريا أودت بحياة أكثر من عشرة أشخاص.
وتقول الصحيفة إنه في ليبيا لم يكن أحد مستعداً لحجم الكارثة التي كانت على وشك الوقوع. ومع هطول الأمطار الغزيرة والرياح القوية على المنطقة، انهار سدان على التلال فوق درنة، مما أدى إلى سيل من المياه اجتاح قلب المدينة.
وتقول الفاينانشال تايمز إن “العدد الدقيق للضحايا ليس معلوم إلى الآن ولكن تم إصدار شهادات وفاة لنحو أربعة آلاف شخص”.
وترى الصحيفة إن مثل هذه الكارثة قد تشكل تحديات لأي دولة، لكن في ليبيا لم تكن هناك دولة فاعلة في البداية، وبدلاً من ذلك، هناك فصائل سياسية متنافسة، مشهورة بالفساد وتدعمها الميليشيات، قسمت البلاد على مدى العقد الماضي بين الشرق والغرب”. وأوضحت الصحيفة أن هذه الفصائل المتناحرة عليها الآن أن تتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية عن المأساة التي حلت بالليبيين.
وتقول الفاينانشال تايمز إن الضرر الكبير لذي حل بالمدينة نجم عن انهيار السدين القديمين اللذين كانا على ما يبدو في حالة سيئة، ولطالما حذر الخبراء من المخاطر التي تشكلها إذا لم يتم الاعتناء بها بشكل صحيح. وتضيف أن تقريراً صادراً عن هيئة تدقيق تديرها الدولة حذر قبل عامين من مغبة عدم القيام بأعمال الصيانة للسدين على الرغم من تلقي السلطات أكثر من مليوني دولار لإصلاحها في عامي 2012 و2013. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، حذرت دراسة نشرتها مجلة جامعية ليبية من شقوق في السدود و”عواقب وخيمة” في حال انهيارهما.
وتقول الصحيفة إن ليبيا الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تدخل فيها الغرب، تحت لواء حلف شمال الأطلسي، عسكريا لدعم التمرد ضد الطاغية خلال الانتفاضات العربية عام 2011. وتضيف أن الدول الغربية التي شاركت في تدخل حلف شمال الأطلسي لم تبد اهتمامًا كبيرًا بعملية إعادة الإعمار. وترى أن الولايات المتحدة تنظر إلى ليبيا في المقام الأول من خلال منظور مكافحة الإرهاب.
اتجاه جديد للدبلوماسية الغربية
ننتقل إلى صحيفة الغارديان وتقرير لباتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي للصحيفة، بعنوان “اتفاق إطلاق سراح السجناء الإيرانيين يشير إلى اتجاه جديد في الدبلوماسية الغربية”.
ويقول الكاتب إنه بعد وقت قصير من إطلاق سراحها، لاحظت السجينة السياسية الإيرانية السابقة، نازانين زغاري راتكليف، أن الحرية لا تكتمل أبدًا، لأن المفرج عنهم يتذكرون دائمًا أولئك الذين تركوا وراءهم.
ويقول الكاتب إنه على النقيض من ذلك، فإنه عندما يصل خمسة أمريكيين تم إطلاق سراحهم من الأسر الإيراني إلى قطر في طريق عودتهم إلى عائلاتهم، سيكون المزاج العام مبهجًا وعاطفيًا. وعلى النقيض أيضا من إطلاق سراح زغاري راتكليف، فإن العملية الدبلوماسية المطولة التي أدت لإطلاق الرهائن الأمريكيين كانت معقدة ومحفوفة بالحسابات.
ويقول الكاتب إن العلاقات الإيرانية الأميركية تشهد تغيراً مستمراً، حيث تتجه تيارات في اتجاهات مختلفة، بعضها نحو المواجهة والبعض الآخر نحو تهدئة التوترات. ويضيف أنه لم يكن من الواضح منذ أشهر ما إذا كانت إدارة جو بايدن تفضل خيارًا واحدًا على الآخر، أو تفضل الوضع الراهن بالفعل.
وأضاف الكاتب أنه عند اتخاذ قرار بالإفراج عن ستة مليارات دولار من عائدات النفط الإيرانية المجمدة في حساب مصرفي كوري جنوبي بسبب العقوبات الأمريكية، أعطى الرئيس الأمريكي الأولوية لتأمين إطلاق سراح الخمسة، الذين ظل بعضهم في السجن لمدة عشرة أعوام. ويرى الكاتب أن ذلك يعد ذلك بمثابة تقدير للحملات العامة التي تطالب بالإفراج عنهم، ولكنه قد يشير أيضًا إلى اتجاه جديد في الدبلوماسية الغربية تجاه إيران.
ويقول الكاتب إن بايدن قام بمخاطرة مزدوجة؛ فهو يواجه انتقادات من الجمهوريين الذين يقولون إن الاتفاق سيشجع على المزيد من احتجاز الرهائن,
ويقول إن بايدن أيضل يواجه انتقادات من مصادر أقل حزبية. فقد تم إبرام الصفقة في وقت كان فيه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يبيع طائرات بدون طيار إيرانية الصنع إلى روسيا لمهاجمة المدن الأوكرانية.
“حكومتنا التي لا ترحم”
وننتقل إلى صحيفة الإندبندنت التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “مركز المهاجرين “المهين” الذي يخبرنا الكثيرعن حكومتنا التي لا ترحم”.
وتقول الصحيفة إن التحديات العملية الخاصة بإدارة الهجرة غير النظامية هائلة. ويرى أن شعار “أوقفوا القوارب”، على الرغم من أنه شعار فظ، هو في الواقع شيء تتفق عليه جميع الأطراف، بمعنى أن الهجرة التي تديرها العصابات الإجرامية أمر يؤدي في كثير من الأحيان إلى مأساة.
وتقول الصحيفة إن الطريقة التي تتعامل بها بريطانيا مع من يصلون إلى هنا في أشد الظروف خطورة وإحباطا، سواء اخترنا أن ننظر إليهم كلاجئين أو مهاجرين لأسباب اقتصادية، يجب أن تتواكب مع الرغبة في عدم تكبيدهم مخاطر وعدم إيذائهم.
وتضيف إنه أيا كان تاريخهم وأياً كانت الطريقة التي وصلوا بها إلى هنا، فلابد من معاملتهم بشكل إنساني، كما لا ينبغي إخضاعهم لظروف تصل إلى حد التعذيب.
وتقول الصحيفة إنه يبدو أن النهج الإنساني لم يتم تطبيقه في مركز احتجاز بروك هاوس الخاص بالمهاجرين غير الشرعيين. وتضيف إن التحقيق المستقل الذي ترأسته كيت إيفز بشأن بروك هاوس خلص إلى أن المحتجزين الضعفاء تعرضوا لمعاملة غير إنسانية ومهينة. وعلى الرغم من أن التحقيق يتعلق بأحداث وقعت قبل بضع سنوات، إلا أنه لا يوجد سبب مقنع للاعتقاد بأن الأمور أفضل بكثير في هذه المراكز الآن.
وتقول الصحيفة إن التفاصيل التي كشف عنها التقرير يجب أن تثير استياء حتى أكثر المراقبين قسوة، حيث كان اللاجئون وغيرهم من المهاجرين، الذين كانت جريمتهم الوحيدة هي البحث عن الأمان ومحاولة الحصول على حياة أفضل، يعيشون في ظروف رة تشبه ظروف السجن، وكما كان متوقعا، أصيبوا بأمراض نفسية، والتي ربما أدت في بعض الحالات إلى سوء معاملة أكبر.
وتقول الصحيفة إن الأشخاص المحتجزين في المركز، كانوا يعاملون معاملة السجناء وكانوا عراة أو شبه عراة، وتعرضوا للإهانة والتنكيل. وتضيف أن الأدلة تشير إلى استخدام “لغة مسيئة وعنصرية ومهينة” ضد المعتقلين، وفقدان الحريات الدينية، والعيش في ظروف غير الصحية.