السودان: لماذا يرفض البرهان المشاركة في محادثات جنيف؟
تتواصل في مدينة جنيف السويسرية المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان، بمشاركة وفد يمثل قوات الدعم السريع، على الرغم من رفض الجيش والحكومة السودانية المشاركة في المحادثات.
وبدأت محادثات جنيف، الأربعاء 14 من أغسطس/آب، ومن المفترض أن تستمر لنحو عشرة أيام. ويشارك في المحادثات، فضلا عن ممثلي قوات الدعم السريع، ممثلون عن كل من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والسعودية والإمارات والاتحاد الإفريقي وكذلك عن الأمم المتحدة.
وتسعى المحادثات إلى محاولة إيجاد حل لإيقاف الحرب الدائرة في السودان، وإنهاء معاناة المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وتؤكد الولايات المتحدة أن أحد أهداف محادثات جنيف هو بحث سبل زيادة إيصال المساعدات الإنسانية، وإيجاد آلية مراقبة تضمن تطبيق أي اتفاق مستقبلي.
ورغم محاولات الإقناع الأمريكية، رفض رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، المشاركة في المحادثات وإرسال وفد إلى جنيف. ويُبدي الجيش السوداني والحكومة السودانية تحفظا على آلية المحادثات والمشاركين بها.
وفي لقاء له مع وفد من الإعلامين السودانيين والمصريين، في بورتسودان، السبت 17 من أغسطس/آب، جدد البرهان رفضه المشاركة في محادثات جنيف، قائلا: “إذا كانت واشنطن جادة في مساعي السلام بالسودان فلتُلزم المليشيا المتمردة بتنفيذ قرار مجلس الأمن بإنهاء حصار الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور، ووقف قصف المدنيين وقتلهم وتدمير المستشفيات”.
وأشار البرهان إلى أنه بعد 3 اتصالات مع الأمريكيين “تمسكنا بعدم حضور محادثات جنيف إلا في حال تنفيذ إعلان جدة”.
وأكد البرهان أن الإدارة الأمريكية وافقت، عبر رسالة، على لقاء وفد يرأسه ممثل عن الجيش السوداني. واستطرد البرهان قائلا: “لكننا سنبعث لهم وفدا من الحكومة للقائهم مع السعودية باعتبارهما رعاة (إعلان جدة) لمناقشة خطوات تنفيذ الإعلان بعدما سلمناهم رؤيتنا في هذا الشأن في وقت سابق”.
وأشار البرهان الى أن “إعلان جدة” يلزم قوات الدعم السريع بالخروج من منازل المواطنين والأعيان المدنية في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار ودارفور، وأنه “لا تراجع عن ذلك وفي حال رفضوا سنستمر في قتالهم لإخراجهم بالقوة”.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن مجلس السيادة الانتقالي، الأحد 18 من أغسطس/آب، قوله إنه بناء على اتصال مع الإدارة الأمريكية والإدارة المصرية، سترسل الحكومة السودانية وفدا إلى القاهرة لبيان رؤيتها في كيفية “إنقاذ اتفاق جدة”.
ويرفض البرهان فكرة مناقشة اتفاق جديد لإنهاء الحرب، ويصر على أن السبيل لإنهاء الحرب هو تطبيق “إعلان جدة”.
“إعلان جدة”
وكان ممثلون عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد وقعا في مدينة جدة السعودية، في 11 مايو/أيار 2023، ما سُميَّ بـ “إعلان جدة”، وهو اتفاق مبادئ أولي للالتزام بالامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين.
وشدد “إعلان جدة” على ضرورة حماية المدنيين، واحترام القانون الدولي والإنساني لحقوق الإنسان. كما ينص الإعلان على السماح باستئناف العمليات الإنسانية الأساسية وحماية العاملين في هذا المجال، وعدم وضع أي عوائق أمام مرور المعدات الطبية أو المنظمات الإغاثية، وعدم التدخل في العمليات الإنسانية، وحماية أصول وإمدادات ومستودعات هذه المؤسسات.
ولا يعتبر “إعلان جدة” وقفا لإطلاق النار، لكن اتفاق مبادئ يتم البناء عليها للوصول إلى وقف لإطلاق النار.
ويرى البرهان أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بهذه المبادئ، ويجب عليها الالتزام بها أولا قبل الجلوس إلى المزيد من المحادثات.
في المقابل، تتهم قوات الدعم السريع الجيش السوداني، والبرهان تحديدا، بـ “عدم الرغبة في إنهاء الصراع”.
وفي كلمة له قبل انطلاق محادثات جنيف، أكد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الإثنين 12 من أغسطس/آب، استعداد قوات الدعم السريع للجلوس في مفاوضات لإنهاء الحرب الدائرة في السودان.
وعدد حميدتي، في كلمته، المرات التي أعربت فيها قوات الدعم السريع عن استعدادها للتفاوض من أجل إنهاء الحرب، متهما قادة الجيش السوداني والبرهان بـ “عدم إظهار جدية ورغبة” و”الانسحاب في اللحظات الأخيرة بأعذار مختلفة”.
ودعا حميدتي قادة الجيش إلى تغليب مصلحة الشعب السوداني لإنهاء الحرب.
واندلع الصراع المسلح بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل/نيسان 2023، وتسبب في سقوط نحو 14 ألف قتيل، طبقا لتقديرات الأمم المتحدة. إلا أن مصادر محلية أخرى تشير إلى أن أعداد القتلى قد تصل نحو 40 ألف قتيل.
كما شرّدت الحرب أكثر من 10.7 مليون سوداني – نحو خُمس سكان البلاد – في أسوأ أزمة لاجئين يشهدها العالم منذ سنوات. كما تسببت الحرب في تدمير البنية التحتية وانهيار كبير في الخدمات. ويواجه نحو نصف السودانيين شبح المجاعة.
- كيف ترون رفض البرهان المشاركة في محادثات جنيف؟
- لماذا رفض الجيش المشاركة في المحادثات رغم موافقة قوات الدعم السريع؟
- كيف يمكن إنهاء الصراع الدائر في السودان؟
- وكيف ترون الدور الأمريكي في محاولة إنهاء الصراع الدائر في السودان؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 19 أغسطس/ آب
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic