“نتنياهو يعلم أنه يحتاج إلى الحرب لحشد الدعم، ولا ينبغي لإيران أن تمنحه ذلك” – في الغارديان
في عرض الصحف اليوم، نتناول عدة قضايا من بينها، ملف الرهائن و كيف كانت الأصداء داخل إسرائيل بعد الحديث عن اتفاق قريب حول صفقة في غزة، وفي ظل انتظار رد إيراني محتمل، ثلاث خطوات رئيسية من شأنها أن تساعد في تأمين السلام في المنطقة، بالإضافة إلى قراءة الوضع في المنطقة العربية بين الدول والتنظيمات.
ونبدأ من صحيفة الغارديان البريطانية ومقال لسيد حسين موسويان الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية للأمن القومي في إيران، تحت عنوان “نتنياهو يعلم أنه يحتاج إلى الحرب لحشد الدعم، ولا ينبغي لإيران أن تمنحه ذلك”.
يقول الكاتب إن “إسرائيل نفذت عملية اغتيال هنية بنية واضحة، وهي جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، وسيحدد حجم رد إيران ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل”.
ويضيف موسويان: “لا يتوقع الرئيس بايدن أن تنفذ إيران ضربة انتقامية إذا جرى التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، وفي ذات الوقت وافقت الولايات المتحدة على بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار، وهي واحدة من أكبر الحزم العسكرية منذ بداية حرب غزة”.
ويرى موسويان أنه ومع كل ذلك “لا تريد إسرائيل ولا الولايات المتحدة حربا مع إيران، ولكن كما قال بايدن، هناك كل الأسباب التي تجعل الناس يعتقدون أن نتنياهو يطيل أمد الحرب في غزة عمداً لأسباب سياسية”.
يعتبر الكاتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “فقد الدعم عالمياً وداخل إسرائيل، وبمجرد انتهاء الحرب، من المحتمل أن يُجبر على ترك منصبه ويواجه محاكمة بتهمة الفساد”، واستدرك: “من المفهوم أن إيران تحتاج إلى أن يكون ردها قوياً بما يكفي ليُنظر إليه على أنه رادع، ولكن في صياغة ردها، يجب أن تتجنب إشعال حرب مع الولايات المتحدة، حيث سيتكبد الجانبان خسائر فادحة، وستصبح المنطقة أكثر تقلباً”، ويضيف أنه “إذا كانت إيران تريد الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، بدلاً من شن ضربة عسكرية مباشرة على إسرائيل كما فعلت في أبريل/نيسان الماضي، فيتعين عليها أن تستخدم أدوات القانون الدولي”.
واقترح الكاتب ثلاث خطوات رئيسية من شأنها أن تساعد في تأمين السلام في المنطقة، أولها وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، واعتبر أن “الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بالنفوذ اللازم لدفع نتنياهو إلى قبول وقف إطلاق نار مستدام”.
وثانيا يقترح الكاتب أنه بدلاً من توجيه ضربة عسكرية انتقامية مباشرة إلى إسرائيل، “على إيران أن تركز على كيفية محاسبة نتنياهو، وعلى هذا النحو، فإن ردها على مقتل هنية من شأنه أن يعزز الدعم الدولي لفلسطين ووقف إطلاق النار الفوري”.
وأخيراً يرى الكاتب أنه إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين، “فإن إيران ستكون قادرة على بذل كل جهد ممكن لتقديمهم إلى العدالة”.
“كيف يمكن إقرار صفقة الرهائن في إسرائيل؟”
إلى صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية والتي نشرت مقالاً للبروفيسور يديديا شتيرن رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي، وأستاذ القانون في جامعة بار إيلان، بعنوان “صفقة الرهائن – كيف يمكن إقرارها؟”
يرى الكاتب أن إسرائيل الآن “في خضم عاصفة كاملة: حرب مستمرة، نهايتها غير مؤكدة، ولها عواقب وخيمة على قوة الردع الإسرائيلية؛ وانهيار جليدي في مكانتها الدولية، وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة والقيادة المنتخبة، وخلافات داخلية شرسة بين مكونات المجتمع”.
ورغم أن كل هذه الأمور تشكل أهمية كبرى، ولكن وفقاً لشريحة كبيرة من الناس ــ وبالتأكيد أغلب وسائل الإعلام ــ كما يقول شتيرن، إلا أنه يعتبر أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد مصير الرهائن المتبقين في غزة.
ويقول شتيرن إن كل هذه القضايا متشابكة، ولا يمكن عزل قضية الرهائن عن بقية القضايا، ولكن ينظر كثيرون إلى الاتفاق على تحرير الرهائن على أنه نقطة البداية.
ويشير الكاتب إلى أن إسرائيل “تتخذ إجراءات حاسمة عندما يقع مواطنوها في قبضة الأعداء: فمن أجل تحرير الرهائن، تتصرف دولة إسرائيل أحياناً بشجاعة وتصميم هائلين، مثل عملية يوناتان في عنتيبي قبل نحو خمسين عاماً، وعملية أرنون الشهر الماضي فقط هما دليل على هذا، وفي حالات أخرى تصرفت بخضوع وخنوع، مثل صفقات جبريل، وتيننباوم، وشاليط”.
وذكّر الكاتب بأن إسرائيل في عام 2006، “خاضت حرباً بسبب رهينتين، ريجيف وجولدفاسر في لبنان، والآن ترفض وقف الحرب من أجل إطلاق سراح 115 رهينة، بل إنها تتحمل خسارة جنودها في المعركة”، ويرى أنه على الرغم من أن “أغلب الإسرائيليين، على استعداد لإرسال أبنائهم إلى المعركة لأنهم يدركون أن هذا هو ما يتطلبه الوجود الوطني السيادي”، إلاّ أن أخذ المدنيين والجنود كرهائن “يثير ديناميكية مختلفة وأكثر اضطراباً”.
ويقول شتيرن إن المواقف تختلف داخل إسرائيل فيما يخصّ صفقة الرهائن، إذ أن “القوميين المتدينين يميلون إلى وضع المصلحة الوطنية الجماعية فوق المصلحة الشخصية، ومن الطبيعي، وفقاً لمنظورهم، أن يكون الفوز في الحرب أمراً بالغ الأهمية، وأن يكون إطلاق سراح الرهائن نتيجة ثانوية”.
وعلى النقيض من ذلك، يقول الكاتب إن اللبراليين “يقدسون الفرد ويعتقدون أن الدولة تهدف إلى خدمته، وليس العكس، ولهذا السبب فإن إعادة الرهائن تشكل هدفاً أسمى بالنسبة لهم”.
ويعتبر الكاتب أن “الموقفين غير مترابطين، فما دام إطلاق سراح الرهائن يُنظَر إليه باعتباره أمراً ضرورياً للحفاظ على وحدة إسرائيل ـ ولا شك أن هذا هو رأي كثيرين ـ فإن القوميين المتدينين، لابد وأن يضعوا التوصل إلى صفقة على رأس قائمة الأولويات”.
ويختتم الكاتب بأنه لا ينبغي للاهتمام بملف تحرير الرهائن أن يضعف، و”القرار لصالح أو ضد أي صفقة لا ينبغي أن ينبع من حزن عميق، أو شعور بالذنب، أو تفضيل طائفي، أو ضرورة دينية، المعيار الوحيد لاتخاذ القرار هو التفكير العقلاني، ووزن المزايا والعيوب من منظور الأمن القومي الكلي” على حد تعبيره.
الكيانات العربية والتدخلات الخارجية
ونختتم جولتنا بمقال من صحيفة الشرق الأوسط للكاتب رضوان السيد تحت عنوان: “الاضطراب العربي بين الدول والتنظيمات”.
يتطرق الكاتب في مقاله إلى ما اعتبرها أسباباً للتصدع والانهيار في بعض الكيانات العربية نتيجة التدخلات الخارجية، “وهي تدخلات بدأتها الولايات المتحدة في العراق، وتابعتها في ليبيا، ونافستها في ذلك إيران”، واعتبر أن إيران “انفردت باصطناع أسلوب أو منهج قوامه إيجاد ميليشيات أمدتها بالسلاح والإمكانات الأخرى، بحيث استطاع مسؤولوها الافتخار في العقد الثاني من القرن الحالي بالسيطرة على أربع عواصم عربية هي بغداد، ودمشق، وبيروت وصنعاء”.
يقول السيد إن تصدع الكيانات الوطنية العربية أصبح “ظاهرةً” تستدعي التساؤل المتكرر، إذ أنّ نسبة التصدع والتدخلات لا يُسلِّم بها الكثيرون الذين يشيرون إلى “الاهتزازات التي أحدثها الربيع العربي، وهي في الأصل ناجمة عن مشكلاتٍ داخلية أدّت إلى التدخلات الخارجية” بحسب رأي الكاتب.
ويضيف الكاتب: “يلفت آخرون الانتباه إلى الدور الأميركي الذي صار معروفاً في أحداث الربيع العربي بحجة نشر الديمقراطية، وهي الحجة نفسها التي استخدمها الأميركيون في غزو العراق عام 2003، إضافةً إلى أسطورة النووي العراقي”.
ويحاول فريقٌ ثالثٌ، بحسب الكاتب، حل لغز اختلاف البدايات والتفاصيل بالذهاب إلى الجمع بين أمرين، “الهشاشة الداخلية، والتدخل الخارجي، ويذكرون مثالاً على ذلك بما يحدث في السودان”.
ويرى الكاتب أن حماس أصبحت “لديها شعبية هائلة في فلسطين وخارجها، لكن لا إسرائيل ولا الدول العربية تريدها أن تعود للسلطة في غزة، وقد اتفقت مع السلطة بوساطة الصينيين على حكومة وحدة تكنوقراطية، وتستطيع حماس العودة إلى مخالفة الاتفاق كما حصل من قبل، لكن قد لا يكون ذلك ممكناً بعدما حدث في غزة”.
ويختتم الكاتب بأن هناك فرصة لتوحد الفلسطينيين من جديد بـ”برنامج وطني للعمل معاً لإقامة الدولة الفلسطينية بمساعدة العرب والغرب”، ويتساءل: “هل تتجه حماس لإنفاذ البرنامج في عهد السنوار؟ أم يحدث ما حدث مراراً في ليبيا والسودان وسوريا؟”.