حرب غزة: غالانت يتهم نتنياهو بتأخير الصفقة، وتوقعات بردٍ إيراني قبل مفاوضات الخميس
قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان لها اليوم، إن وزير الدفاع يوآف غالانت، يتبنى ما سمته “السردية المناهضة لإسرائيل، ويضر باحتمالية التوصل إلى صفقة تبادل”، مشيرة إلى أن غالانت من المفترض أن يهاجم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، الذي اتهمته بـ “رفض إرسال وفد إلى المفاوضات” وبأنه “لا يزال العائق أمام إتمامها”.
وجاء بيان رئاسة الوزراء رداً على ما قاله غالانت أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن الصفقة تأخرت “بسبب إسرائيل”، معتبراً أن نتنياهو “لا يبدي الشجاعة التي يتحدث عنها علنا، في الغرف المغلقة”.
ونقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية، أن غالانت قال إنه “لن يحدث شيء إن خرج الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا لمدة شهرين”.
ومع تصاعد التصريحات بينها، قالت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، نقلاً عن مقربين من نتانياهو، بأن الأخير لا يفكر في إقالة غالانت “رغم الخلاف بينهما”، فيما أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن نتانياهو، يدرك أنه لا يمكن إقالة غالانت في خضم الحرب.
ومع تصاعد التصريحات بينها، قالت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، نقلاً عن مقربين من نتانياهو، بأن الأخير لا يفكر في إقالة غالانت “رغم الخلاف بينهما”، فيما أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن نتانياهو، يدرك أنه لا يمكن إقالة غالانت في خضم الحرب.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد حذر في وقت سابق، وزراء حكومته من أن الأيام المقبلة ستكون مصيرية، وطلب منهم عدم الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام فيما يتعلق بالشؤون الأمنية في ظل الحديث عن هجوم إيراني وشيك على إسرائيل، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.
وتفيد هيئة البث الإسرائيلية بحسب تقديرات أمنية بأن إيران تصرّ على الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مُرجحة أن الرد الإيراني سيكون أكبر مما كان في نيسان/أبريل الماضي.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن إسرائيل غيّرت تقديراتها السابقة بأنّ حزب الله سيهاجم أولاً وبعد ذلك إيران، مرجحة أن يكون ردّ إيران وحزب الله “هذا الأسبوع”.
ويشير تقييم الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن هجوم إيران قد يسبق محادثات وقف إطلاق النار المقررة الخميس، حسبما ذكر موقع أكسيوس، الذي أشار إلى أن إيران قرّرت “قصف إسرائيل مباشرة ردًا على اغتيال هنية”.
وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصادر أمنية أن إيران تقترب من اتخاذ قرار بقصف إسرائيل مباشرة من أراضيها، وموضحة أن ذلك “سيكون محدودًا بحيث لا يؤدي إلى حرب واسعة”.
“حاجز” مع الأردن
من جانبه اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر منشور على حسابه على منصة “إكس”، قوات الحرس الثوري الإيراني بتهريب أسلحة وأموال إلى الأردن لـ “زعزعة استقرار النظام” الحاكم هناك، وذلك بالتعاون مع من وصفهم بـ “عملاء حركة حماس”.
وطالب بالإسراع في بناء “حاجز” على طول الحدود مع الأردن، لـ “منع تهريب الأسلحة إلى إسرائيل”، متهماً من سمّاه “المحور الإيراني الشرير”، بالسيطرة على مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية ما يجعل السلطة الفلسطينية عاجزة عن التصرف، وداعيا إلى شن “حملة شاملة” لتفكيك ما وصفه بـ “البنية التحتية للمخيمات الفلسطينية”، التي قال إنها تمثل “مراكز الإرهاب” كمخيم جنين.
ورد وزير الخارجية الأردني على هذه التصريحات من خلال منشور على منصة إكس قال فيه إن “الادعاءات المفبركة”، و”الأكاذيب التي ينشرها مسؤولون إسرائيليون متطرفون، وبما في ذلك تلك المستهدفة الأردن”، لن تكون “قادرة على إخفاء حقيقة أن عدوان إسرائيل على غزة، وخروقاتها القانون الدولي، واستباحتها حقوق الشعب الفلسطيني هم التهديد الأكبر لأمن المنطقة واستقرارها” بحسب الصفدي.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة
يُذكر أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لم يعلن عن أي تغييرات على تعليمات الجبهة الداخلية خشية من الرد الإيراني.
ومن المفترض أن تشير نتائج المفاوضات الأسبوع المقبل إلى ما إذا كانت المنطقة ستغرق بشكل أعمق في أزمة وحرب دائمة وواسعة – أو ما إذا كان هناك تغيير كبير سيحدث لأول مرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ولا يزال النقاش الداخلي في إيران مستمراً ومن الممكن أن تتغير عملية صنع القرار الإيرانية، كما قال أحد المصادر المطلعة بشكل مباشر على المعلومات الاستخباراتية.
ويسعى الحرس الثوري الإيراني إلى اتخاذ رد أكثر صرامة وأوسع نطاقاً من الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في الثالث عشر من أبريل/نيسان، ولكن الرئيس الإيراني الجديد ومستشاريه يعتقدون أن التصعيد الإقليمي الآن لن يخدم مصالح إيران، كما قال مصدر مطلع.
واشنطن تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
في غضون ذلك، أمر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن بـ”سرعة الوصول” إلى الشرق الأوسط، حسبما أعلن البنتاغون الأحد، في وقت يهدد التصعيد العسكري المنطقة بأسرها بسبب الحرب في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، إن أوستن أمر الأسطول الذي تقوده يو إس إس أبراهام لينكولن، ويضم مقاتلات من طراز إف-35 سي، بالتحرك بشكل أسرع، لمواجهة خطر هجوم واسع النطاق من جانب حزب الله اللبناني، أو من إيران نفسها على إسرائيل.
وأضاف رايدر أن أوستن أجرى محادثة مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأحد، وأمر أيضا بإرسال غواصة الصواريخ “يو إس إس جورجيا” إلى المنطقة.
وذكر المتحدث أن الوزيرين ناقشا “أهمية الحد من الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين، وإحراز تقدم نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة”، إضافة إلى ردع الجماعات المدعومة من إيران عن شن هجمات.
وكانت واشنطن قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط عبر نشر مزيد من السفن الحربية والمقاتلات.
ومن المقرر أن تنضم حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى حاملة طائرات أمريكية أخرى في المنطقة هي يو إس إس ثيودور روزفلت.
محادثات أمريكية أوروبية
وانضم السير كير ستارمر إلى الزعيمين الفرنسي والألماني في الدعوة إلى “خفض التصعيد والاستقرار الإقليمي” في الشرق الأوسط.
وحث رئيس الوزراء البريطاني في بيان مشترك مع إيمانويل ماكرون وأولاف شولتز إيران وحلفاءها على عدم “تعريض فرصة الاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن” في غزة للخطر.
وقال البيان الأوروبي: “نحن، زعماء فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، نرحب بالعمل الدؤوب الذي يقوم به شركاؤنا في قطر ومصر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن”.
وأوضح البيان: “نحن متفقون على أنه لا يمكن أن يكون هناك مزيد من التأخير. لقد عملنا مع جميع الأطراف لمنع التصعيد ولن ندخر أي جهد للحد من التوتر وإيجاد طريق للاستقرار”، مضيفاً أنه “يجب أن ينتهي القتال الآن، ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس”، ومؤكداً على أن شعب غزة “يحتاج إلى تسليم وتوزيع المساعدات بشكل عاجل وغير مقيد”.
ودعا البيان الأوروبي “إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن الهجمات التي من شأنها أن تزيد من تصعيد التوتر الإقليمي وتعريض فرصة الاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن للخطر”.
وجاء البيان الأوروبي بعد رسالة مماثلة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس السيسي، والأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، عندما أيدوا إطارا من ثلاث مراحل للمطالبة بسحب إسرائيل لقواتها من غزة، وإعادة حماس للرهائن إلى عائلاتهم والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية.
وكان زعماء الولايات المتحدة ومصر وقطر قد قالوا في بيانهم الصادر الخميس إنه: “لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار من أي طرف لمزيد من التأخير”.
وحثوا “كلا الجانبين” في حرب غزة على الانضمام إلى المحادثات في القاهرة أو الدوحة في 15 أغسطس/آب، مضيفين: “نحن مستعدون، بصفتنا وسطاء إذا لزم الأمر، لتقديم اقتراح نهائي لحل قضايا التنفيذ المتبقية بطريقة تلبي توقعات جميع الأطراف”.
شركات طيران تعلق رحلاتها
وأعلنت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا تعليق رحلاتها إلى تل أبيب، وطهران، وبيروت، وعمان، وأربيل، إلى 21 أغسطس/ آب، بسبب استمرار التوتر في المنطقة.
وقالت إنها ستتجنب استعمال المجالين الجويين الإيراني والعراقي، إلى غاية 21 أغسطس/ آب، بعدما بدأت ذلك بتاريخ 13 أغسطس/ آب.
وأضافت لوفاتهانزا أنه يمكن للمسافرين إما إلغاء حجوزاتهم أو تغييرها مجانا، متأسفة على الإزعاج الذي سببته الأوضاع الأمنية في المنطقة.
ومددت الخطوط الجوية الفرنسية وفرعها تراسافيا الاثنين رحلاتهما إلى بيروت حتى 14 أغسطس/ آب. وجاء في بيان الشركة الفرنسية أن الرحلات معلقة منذ 29 يوليو/ تموز، واستئنافها “يخضع لتقييم جديد للأوضاع على الأرض”.
ولكن رحلات الخطوط الجوية الفرنسية مستمرة إلى تل أبيب.
وأعلنت شركات طيران أخرى تغيير مواعيد رحلاتها إلى المنطقة، في الفترة الأخيرة.
المفاوضات ستمضي كما خطط لها
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الاثنين إنها تتوقع أن تمضي محادثات السلام في غزة “كما هو مخطط لها”، بعد أن طالبت حركة حماس بتقديم خطة لتنفيذ المقترح الذي طرح مطلع يوليو/تموز الماضي، ووافقت عليه الحركة آنذاك، مقترحة الذهاب إلى رؤية الرئيس الأمريكي بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام إسرائيل بذلك بدلاً من الذهاب إلى جولات جديدة من المفاوضات.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، في حديثه للصحفيين، إن الوزارة تتوقع استمرار المحادثات وأنها ستواصل العمل مع الأطراف المعنية حول ذلك، مؤكداً أن إدارة بايدن تعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال ممكناً.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات لوسائل إعلام إسرائيلية إن ردّ حركة حماس يوم أمس، هو جزء من “تكتيك الحركة في المفاوضات”، مضيفاً أن الجهود مستمرة في “جسر الهوّة للتوصّل إلى اتفاق”.