أخبار العالم

المصدرون المغاربة يراهنون على التقارب الدبلوماسي للولوج إلى أسواق فنلندا



بعد دعم فنلندا كأول دولة في شمال أوروبا لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء إثر الزيارة الأخيرة التي قادت وزير الخارجية المغربي إلى عاصمتها، وتعبير البلدين عن رغبتهما في الارتقاء بالعلاقات التجارية وتوسيع المشاورات السياسية لتشمل الشؤون الاقتصادية؛ يراهن مصدرو الخضر والفواكه المغاربة على هذه الدينامية من أجل استهداف الأسواق الفنلندية بمنتجاتهم، ومنها باقي أسواق الشق الشمالي من القارة العجوز.

ويبدو أن هذا الرهان يتماشى مع دينامية مماثلة شهدها سوق تصدير الخضر والفواكه المغربية، التي استطاعت في السنوات القليلة الماضية الوصول إلى أسواق دول أوروبية عديدة؛ بما فيها بعض الدول المجاورة لفنلندا، على غرار النرويج التي سجلت المنتوجات المغربية عودة قوية إليها ابتداء من سنة 2020، خاصة الطماطم والفلفل، إذ أكدت مواقع متخصصة استحواذها على حوالي 97 في المائة من مجموع الصادرات المغربية إلى هذا البلد برسم السنة ذاتها.

أحمد الفال محمد، مندوب الفيدرالية البيمهنية لإنتاج وتصدير الفواكه والخضر “FIFEL” بجهة الداخلة وادي الذهب، قال: “نحن لا نصدر في الوقت الحالي إلى الأسواق الفنلندية؛ إلا أننا بالتأكيد سنسعى إلى استثمار هذا التقارب في المواقف مع المغرب وتعبير كلا البلدين عن رغبتهما في تعزيز علاقاتهما التجارية، من أجل الوصول إلى سوق هذه الدولة الإسكندنافية”.

وأضاف مندوب الفيدرالية البيمهنية لإنتاج وتصدير الفواكه والخضر “FIFEL” بجهة الداخلة وادي الذهب أن “مواقف فنلندا تساعد على إقامة علاقات تجارية طويلة الأمد معها على مستوى تصدير الخضر والفواكه. كما تساعد أيضا في إشعاع المنتجات الفلاحية المغربية في باقي أنحاء أوروبا، خاصة الجزء الشمالي منها”، مسجلا في الوقت ذاته وجود عدد من هذه المنتجات التي يمكن أن تصل إلى الأسواق الاستهلاكية لهذا البلد.

في هذا الإطار، أشار المصرح لجريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن “الطماطم، التي تعرف السوق الأوروبية خصاصا على مستواها، تعد على سبيل المثال من المنتجات المرشحة لاستهداف السوق الفنلندية، إضافة إلى الفلفل والبطيخ، فضلا عن المنتجات التي تتميز بخاصية الصمود لمدة طويلة أثناء عملية النقل”، مشددا على أن “عضوية فنلندا في الاتحاد الأوروبي، الذي تربطه اتفاقيات شراكة مع المغرب، تعد عاملا مساعدا على اقتحام سوق هذه الدولة”.

في سياق مماثل، قال رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، إن “أهم الأسباب التي دفعت المنتجين والمصدرين في بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وإسبانيا، إلى مضايقة الشاحنات المغربية التي تنقل الخضر والفواكه هو قدرة المنتج المغربي، خاصة بعد جائحة كورونا، على الوصول إلى أسواق جديد في مختلف بقاع أوروبا.. وبالتالي فإن التموقع وبقوة في السوق الفنلندي يبقى مجرد مسألة وقت فقط”.

وسجل الخبير عينه، ضمن تصريح لهسبريس، أن “فنلندا مرشحة بالأساس لاستيراد الفواكه الحمراء المجمدة، خاصة أن وحدات التلفيف المغرب بدأت باعتماد ما يسمى “تقنيات التجميد الفردي السريع” التي تضمن وصول هذه الفواكه إلى وجهتها النهائية طرية؛ وهو ما يمنح المنتجات الفلاحية المغربية ميزة إضافية ويضمن وصولها إلى أسواق مختلفة”.

ومن المنتجات المرشحة أيضا للتصدير إلى هذا البلد، أشار المتحدث ذاته إلى “الفلفل والقرعيات بمختلف أنواعها والقادرة هي الأخرى على الوصول إلى هذه الوجهة وهي طازجة”، مُقرا في الوقت ذاته بـ”صعوبة توريد الطماطم إلى الأسواق الفنلندية في الوقت بحكم العراقيل التي تضعها بعض دول عبور هذا المنتج، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من أجل إتلاف هذا المنتج في مسار التصدير والاستيراد وتكبيد المصدرين المغاربة خسائر مالية مع رفع تكلفة النقل، للأسباب التي ذكرناها سابقا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى