الانتخابات الرئاسية الأمريكية: بايدن يتمسك بالترشح وسط تزايد المطالبين بتنحيه
- Author, ريتشل لوكر
- Role, بي بي سي، واشنطن
يعتزم الرئيس الأمريكي، جو بادين، العودة إلى حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، معززا تمسكه بالاستمرار في سباق الرئاسة، بينما ترتفع أصوات جديدة، بين الديمقراطيين، تطالبه بفسح المجال لمرشح بديل للحزب.
وقال ردا على من يطالبونه بالتنحي، بين المقربين منه: “إن التحديات كبيرة. والاختيار واضح. معا، سيكون النصر حليفنا”.
ويتعرض بايدن، منذ أسابيع، إلى ضغوط متزايدة تدفعه إلى التخلي عن الترشح. فقد طالبه قياديون في الحزب الديمقراطي بالانسحاب من المنافسة الرئاسية. وفقد أيضا دعم عدد من كبار المانحين، فضلا عن تزايد الضغط عليه بأن قراره سيؤدي بالحزب إلى فقدان السيطرة على الكونغرس.
ففي يوم الجمعة فقط، طالبه 12 نائبا على الأقل بالانسحاب من المنافسة، وكلفت نائبة الرئيس، كاملا هاريس، بطمأنة المانحين، بشأن قدرة الحزب على الفوز في الانتخابات.
ونقل مصدر، استمع إلى حوار هاريس مع المانحين، لبي بي سي، أنها قالت: “أنا على يقين بأننا سنفوز بهذه الانتخابات”.
وأضافت: “نحن نعرف أن المرشح الذي يقدم الشعب الأمريكي عن كل شيء في هذه الانتخابات هو رئيسنا بايدن”.
وقبلها، فندت مديرة حملة بايدن الانتخابية، جينفير أومايلي ديلون، الأخبار التي مفادها بأن الرئيس سيعلن انسحابه في البرنامج التلفزيوني “مورنينغ جو”.
وقالت بشأن ما يعتزمه بايدن: “بكل تأكيد، الرئيس مستمر في المنافسة”.
وأضافت أنه “أكثر التزاما من أي وقت مضى بإلحاق الهزيمة بترامب”، وبأنه “أفضل مرشح لمنافسة الرئيس السابق”.
وأشار الرئيس في بيانه إلى خطاب ترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري، قائلا إنه سيواصل “فضح التهديد” الذي يمثله الرئيس السابق، ويدافع في الوقت نفسه عن “إنجازاته” هو في الرئاسة.
وقال: “إن رؤية ترامب القاتمة للمستقبل لا تمثلنا نحن الأمريكيين. ونحن معا كحزب وكبلاد بإمكاننا إلحاق الهزيمة بترامب وسنفعل ذلك، في صناديق الاقتراع”.
ويخضع بادين حاليا للحجر الصحي في بيته في ديلاوير، منذ أن ثبتت إصابته بكوفيد 19 وهو في لاس فيغاس، مطلع هذا الأسبوع. وذكر البيت الأبيض أن الرئيس ظهرت عليه “أعراض خفيفة”.
وأصر بايدن، منذ أدائه السيء الشهر الماضي في مناظرة ترامب، على الاستمرار في السباق الرئاسي. ولكن الأسباب التي قد تجعله يتخلى عن الترشح باسم لحزب الديمقراطي، تطورت منذ ذلك الحين.
ففي تصريح سابق على قناة أي بي سي، قال بايدن إن “الله وحده هو الذي سيجعله يتنحى”. ولكن موقفه تغير هذا الأسبوع، إذ قال في حديث على قناة بي إي تي إنه سيعيد النظر في حملته إذ قرر الطبيب بأنه يعاني من حالة صحية خطيرة.
ولكن إصرار بايدن على الاستمرار في السباق الرئاسي لم يتزعزع، حسب ما ورد في مذكرات من حملته الانتخابية.
“موقف جو بايدن واضح وضوح الشمس. إنه مستمر في السباق الرئاسي، وهو مستمر فيه للفوز به. وهو مرشح الحزب. ولا يعتزم الحزب تقديم مرشح بديل. وبعد أسابيع قليلة سيكون جو بايدن مرشح الحزب الرسمي. حان الوقت لنتوقف عن التنازع فيما بيننا. فالشخص الوحيد الذي سيتنصر عندما نتنازع هو ترامب”.
ولكن الوقت يمر دون أن يقرر بايدن ما إذا كان سينحسب.
فسينعقد مؤتمر الحزب الديقمراطي يوم 19 أغسطس آب. ولكن اللجنة الوطنية للحزب ستنعقد افتراضيا في الأسبوع الأول من الشهر لتسمية بايدن مرشحا رسميا، في الآجال القانونية.
واجتمعت اللجنة القانونية للحزب الجمعة لمناقشة إجراءات التصويت الافتراضي، الذي سيجري يوم 7 أغسطس آب.
وعندما سئلت رئيسة اللجنة، ليا دوتري، عما إذا كان هناك منافس لبايدن على الترشح، قالت إن “أي منافس لابد أن يكون مدعوما دعما ثابتا من مئات المندوبين”.
وبما أن بايدن حاز على دعم جل المندوبين في الانتخابات التمهيدية، فإن المهمة ستكون تقريبا مستحيلة على أي منافس محتمل.
وقالت السيدة دوتري إن “مثل هذا التحدي لم يسبق أن حدث في الخمسين سنة الماضية من الانتخابات التمهيدية”.
ولكن الضغوط تتزايد على بايدن من كل جانب.
ففي يوم الجمعة، أصبح عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، عن نيو مكسيكو، مارتن هينريتش، ثالث عضو في الغرفة العليا يطالب بايدن بالانسحاب.
وكتب على موقع أكس”عندما يسلم المشعل، فإنه يضمن مكانته بين أعظم قادة الأمة، ويسمح لنا بالاتحاد خلف مرشح أقدر على إلحاق الهزيمة بترامب، وحماية مستقبل ديمقراطيتنا”.
وجاء بيانه بعد بيان عضو مجلس الشيوخ، جون تيستر، عن مونتانا، الذي طالب بايدن الخميس بالتخلي عن الترشح للرئاسة.
وكتب هو أيضا على أكس يقول: “إني أقدر التزام الرئيس بايدن بالخدمة العامة، وخدمة الوطن، ولكنني أعتقد أنه لا ينبغي له أن يترشح لفترة ثانية”.
وفي مجلس النواب، دعا عضو الكونغرس، جيم كوستا، الخميس أيضا، بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي.
وبعث أعضاء الكونغرس جاريد هوفمان من كاليفورنيا، ومارك فيسي من تكساس، وتشوي غارسيا من إلينوي، ومارك بوكن من ويسكنسون الجمعة برسالة مشتركة يقولون فيها إن: “أكثر قرار مسؤولية ووطنية يمكن لبايدن أن يتخذه هو التنحي عن الترشح باسمنا”.
وجاء في البيان المشترك: “بناء على إعجابنا الكبير بشخصك، واحترامنا الصادق لعقود من الخدمة العامة والقيادة الوطنية التي أبديتها، وتثمينا لكل ما أنجزناه معا خلال فترتك الرئاسية، حان الوقت الآن لتسلم المشعل إلى جيل جديد من القادة الديمقراطيين”.
وكتب عضو مجلس الشيوخ في إلينوي، شون كاستن، الجمعة في صحيفة شيكاغو تريبيون، إنه لا يعتقد أن الرئيس قادر على ألحاق الهزيمة بالرئيس السابق ترامب.
“بقلب مفطور، وبعد تفكير ملي، إنني أدعو الرئيس بايدن إلى تسليم المشعل إلى جيل جديد”.
والتحق أعضاء جدد في المجلس إلى المجموعة المطالبة بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي، من بينهم زوي لوفغرين من كاليفورنيا، وكاثي كاستور من فلوريدا، ومورغن ماكغارفي من كنتاكي، وغريغ لاندسمان من أوهايو، وبيتي ماكولم من مينيسوتا.
وأفادت تقارير هذا الأسبوع بأن قياديين كبارا في الحزب الديمقراطي أصبحوا يميلون إلى هذا الموقف.
ويعتقد أن بعضهم عبروا في نقاشاتهم الخاصة مع بايدن عن قلقهم من ترشحه، من بينهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، ورئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي.
وفي التصريحات العلنية، قال مكتب بيلوسي إن كلامها أسيء فهمه، وأكد جيفريز دعمه لبايدن.
وأفادت تقارير عن الرئيس السابق، باراك أوباما، إن حظوظ بايدن في الفوز بفترة رئاسية ثانية تقلصت، بشكل كبير.
ولم يقتصر التخلي عن بايدن على أعضاء الكونغرس، بل إن كبار المانحين سحبوا دعهم المالي له أيضا، من بينهم جورج كلوني، ووريثة عائلة ديزني، أبيغيل ديزني.
وعلى الرغم من ذلك فإن آخرين لا يزالون متمسكين به.
ومن بين هؤلاء، نائبة نيويورك، وأبرز الوجوه التقدمية في الحزب، ألكسندريا أوكازيو كورتيز، التي دعمت بايدن في الأسابيع الأخيرة. ففي بث مباشر الجمعة على إنستاغرام، تحدثت عن مخاطر عقد المؤتمر، دون بايدن باعتباره مرشح الحزب المفترض، بما يحمله ذلك من مشاكل قانونية.
وعقدت لجنة أعضاء الكونغرس من أصول لاتينية، التي تضم 40 عضوا، و60 عضوا من كتلة النواب السود بالرئيس بايدن وعبروا له عن دعهم لترشحه لفترة ثانية.