أخبار العالم

سائقو الدراجات النارية عبر التطبيقات الذكية يشكون “غياب الجدية والكريساج”



بعدما انتقلت خدمة النقل عبر التطبيقات من الاعتماد على السيارات فقط لتشمل الدراجات النارية، رصد بعض من السائقين الشباب لهذا النوع الحديث من النقل مشاكل تهمّ “عدم جدية بعض الزبائن”، وتصاعد مخاطر “الكريساج”.

بدأت هذه الخدمة الجديدة، وفق سائقي دراجات نارية تحدثوا لهسبريس، تلقى إقبالا كثيفا في الآونة الأخيرة، خاصة بمراكز المدن التي تعرف اكتظاظا كبيرا وفي الوقت ذاته مظاهر جعلت مزاولة هذا العمل “تتطلب الكثير من الحذر”.

وتفجّرت قضية انتقال التطبيقات الذكية التي تنشط بالمغرب من خدمة السيارات إلى الدراجات النارية مؤخرا، وهو ما لقي غضبا واسعا من مهنيي سيارات الأجرة، الذين يعتبرون ذلك “خطوة جديدة لتعزيز مظاهر النقل السري”.

وتوفّر هذه الخدمة حلا جديدا للنقل في الشوارع المغربية، وتحظى بإقبال متواصل، وفق المصادر ذاتها، لكن ليس كل الطلبيات تتم، بسبب “غياب الجدية” من قبل بعض الزبائن، الذين يطلبون النقل عبر الدراجة النارية فقط للاستكشاف، وليس من أجل التنقل.

وعلى صعيد آخر، يتخوّف عدد من سائقي الدراجات النارية من تعرضهم لـ “عمليات السرقة”، ودفع ذلك بهم إلى “العزوف عن الاشتغال ليلا، والابتعاد عن المناطق المشبوهة، المعروفة في بعض المدن الكبرى بانتشار ظاهرة (الكريساج)”، وفق تعبيرهم.

كريم، شاب مغربي يمتهن النقل عبر الدراجات النارية لدى إحدى شركات التطبيقات الذكية، قال إن حلول الليل ينهي عمله، ويستحيل حينها أن يقدم خدماته، خوفا من طلبات احتيالية تنتهي في آخر المطاف بالتعرض للسرقة.

وأضاف كريم، في تصريح لهسبريس، أن بعض “الزبائن يطلبون خدمة الدراجة النارية، وعند وصولك إلى موقعهم الجغرافي، تتفاجأ بوجود كم كبير من الأشخاص يرغمونك على تقديم أموال، أو حتى دراجتك النارية”، مؤكدا أنه “شخصيا يتفادى بعض المناطق التي تعرف بهذه الأنشطة الإجرامية”.

وذكر المتحدث أن مشاكل عدم جدية الزبائن تصاعدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن “حوالي خمسة إلى أربعة أشخاص يوميا يتلاعبون بطلبات التنقل”، وأنه هو شخصيا يتلقى طلبا ويوافق عليه ليتفاجأ عند ذهابه إلى موقع الزبون بأن لا أحد هناك، كاشفا أنه قدّم إبلاغا بذلك للشركة للحصول على تعويض وأيضا حظر حساب الزبون غير الجاد.

ويعاني عماد الدين العلوي، وهو أيضا سائق دراجة نارية يعمل بالتطبيقات الذكية، من “عدم جدية طلبات الزبائن”، قائلا: “هذا الأمر أصبح مستشْريا، وغالبية الطلبات التي أتلقاها يوميا مزيفة، وفقط أصحابها يستكشفون هذه الخدمة”.

وأضاف العلوي، في تصريح لهسبريس، أن عدد الطلبيات المزيفة التي يسجلها بشكل يومي يصل في المعدل إلى ثلاث، موردا أن “هذا الأمر تفشّى كثيرا منذ ظهور هذه الخدمة”.

وتابع: “بالنسبة لعمليات السرقة، لم أتعرّض لها، لأنني أتجاهل الأماكن المشبوهة، المعروفة بهذه الجرائم، وأتفادى العمل ليلا حفاظا على سلامتي الشخصية”، وفق تعبيره.

ودفعت هذه الظواهر السائقين الشباب للدراجات النارية إلى إنشاء مجموعات عبر تطبيق ” واتساب” تحذر من الوقوع في هذه الحوادث.

في المقابل، لا يرى محمد أجيكس، وهو أيضا سائق دراجة نارية مسجلة لدى أحد تطبيقات النقل الذكية، وجود مظاهر “الكريساج، أو عدم جدية الزبائن”، موضحا أن هذه الأمور لم يصادفها هو شخصيا إلى حدود اللحظة.

وأكد أجيكس، ضمن تصريح لهسبريس، أن جميع الزبائن الذين التقى بهم لم يشهد منهم أي تصرفات سلبية، وقال: “الطلب كبير للغاية مؤخرا، وخاصة في مراكز المدن”، معتبرا أن “تجربة قيادة الدراجة النارية لتوصيل الأشخاص عبر التطبيقات، مميزة، وتدر ربحا محترما”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى