حرب غزة: مقتل عشرات الغزيين في مختلف أنحاء القطاع، والكنيست يتبنى مشروع قرار يؤكد “رفض إقامة دولة فلسطينية”
كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتزامه “زيادة الضغط” العسكري على حماس، في الشهر العاشر من الحرب.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 52 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا في الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ 25 غارة خلال الـ 24 ساعة في غزة ودمر “بنى تحتية عسكرية” في مواقع عدة شملت مدينة رفح، وموقعاً في شمال غزة أطلقت منه صواريخ باتجاه مدينة سديروت في جنوب إسرائيل.
وقال مسعفون إن غارة جوية قتلت شخصان في مدينة رفح، التي نفذت الدبابات الإسرائيلية ضربات في شمالها قبل أن تنسحب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات “تواصل أنشطة عملياتية دقيقة ومبنية على معلومات مخابرات في منطقة رفح”.
وعقّب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الجيش “حقق مكاسب كبيرة وإن الضغط يحقق نتائج”.
وصباح اليوم، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت بلدتي “مفلسيم” و”نيرعام” في غلاف غزة برشقة صاروخية.
وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، وأعلنت إسرائيل عن مقتل 326 جندياً في المعارك.
“مناشدات مستمرة”
في الأثناء، نددت العديد من المنظمات غير الحكومية مثل منظمة أطباء بلا حدود وأطباء العالم، هذا الأسبوع، بتصاعد الضربات التي “تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية”، فضلاً عن “العقبات التي يفرضها استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية”.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن، إن 16 شاحنة مساعدات فقط تابعة للمنظمة دخلت قطاع غزة خلال شهر يونيو/حزيران من معبر كرم أبو سالم، بينما ظلت عشرات الشاحنات الأخرى منتظرة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن من بين 36 مستشفى في القطاع، هناك 15 فقط تعمل بشكل جزئي، وأن أكثر من ألف هجوم استهدف المنشآت الطبية في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وتغلق إسرائيل معبر رفح الحدودي مع مصر منذ سيطرة الجيش عليه في 7 مايو/ أيار الماضي.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الأربعاء، ارتفاع عدد الوفيات المتأثرين بجراحهم نتيجة إغلاق إسرائيل معبر رفح منذ 72 يوماً إلى 292 فلسطينياً.
وأشار المكتب في بيان إلى أنه “منذ إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح، حُرم أكثر من 3,500 مريض وجريح من السفر لتلقي العلاج في مستشفيات خارج قطاع غزة”.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الخميس، أن “سفك الدماء في غزة يجب أن يتوقف فوراً”، معتبرة أن “أرواح الكثير من الأطفال والنساء والمدنيين زهقت في رد إسرائيل على إرهاب حماس الوحشي”.
وأضافت فون دير لايين “فيما تكثف إسرائيل ضرباتها القاتلة في قطاع غزةن سكان غزة باتوا غير قادرين على التحمل، والبشرية كذلك. نحتاج إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم، نحتاج إلى الافراج عن الرهائن الإسرائيليين”.
“مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية”
وفي الضفة الغربية المحتلّة، دخل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صباح اليوم باحات المسجد الأقصى بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
وقالت دائرة وزارة الأوقاف الإسلامية في القدس إن بن غفير دخل من جهة باب المغاربة، وتجوّل بالساحة الشرقية، وبرفقته عدد كبير من عناصر الشرطة.
وأضافت الأوقاف أن هذا هو الدخول الثالث لبن غفير لباحات المسجد الأقصى، حيث دخله مرة في السابع والعشرين من تموز/ يوليو الماضي، وومرة في الثاني والعشرين من أيار دخوله في السابع والعشرين من تموز-يوليو الماضي، وقبله في الثاني والعشرين من أيار/ مايو الماضي.
وقال بن غفير من باحات المسجد الأقصى إن إعادة “الرهائن ” يجب أن تتم عبر زيادة الضغط العسكري على حماس”.
ونفذت القوات الإسرائيلية، الليلة الماضية، عدة مداهمات واعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، تخللها اشتباكات في مدينة نابلس.
وقالت مصادر محلية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت مدينة نابلس، وسط اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في محيط مخيم العين للاجئين.
وفي بلدة تل جنوب نابلس، اعتقلت القوات الإسرائيلية شقيقتين، عقب مداهمة منزلهما في البلدة.
كما داهمت القوات الإسرائيلية عدة منازل في بلدة فصايل شمالي مدينة أريحا، دون أن يبلغ عن أي اعتقالات.
“لا لدولة فلسطينية”
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الهيئة العامة للكنيست تبنت، فجر اليوم، مشروع قرار يؤكد رفض إقامة دولة فلسطينية، وذلك بعد القرار الذي اتخذه الكنيست في فبراير/شباط الماضي، برفض الاعترافات الدولية “أحادية الجانب” بالدولة الفلسطينية.
وينص القرار على أن “الكنيست يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية غرب الأردن”، ويعتبرأن “إقامة دولة فلسطينية سيشكل خطراً وجودياً على إسرائيل وسيؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة”.
كما جاء في نص القرار أنه “لن يستغرق الأمر سوى وقت قصير حتى تستولي حماس على الدولة الفلسطينية وتحولها إلى قاعدة إرهابية إسلامية متطرفة، تعمل بالتنسيق مع المحور الذي تقوده إيران للقضاء على دولة إسرائيل”، بحسب نص القرار.
وقدم مشروع القرار عضو الكنيست، زئيف إلكين، عن كتلة “اليمين الرسمي”، وحظي الاقتراح بتأييد من المعارضة والائتلاف، بما في ذلك أحزاب “اليمين الرسمي” والليكود، و”المعسكر الوطني”، و”شاس”، و”يهدوت هتوراه”، و”عوتسما يهوديت”، و”يسرائيل بيتينو”، و”الصهيونية الدينية”.