العطلة الصيفية تخدم الرواج التجاري والاقتصادي في القرى الساحلية المغربية
تشهد العديد من القرى الساحلية بالمغرب رواجا تجاريا وانتعاشا اقتصاديا مهما بمناسبة حلول فصل الصيف وتدفق السياح المغاربة والأجانب إلى هذه القرى الممتدة على طول الخط الساحلي المغربي من الشمال إلى الجنوب، والتي تفضلها العائلات من أجل تمضية جزء من عطلتها الصيفية خاصة في ظل المقومات الطبيعية التي تزخر بها على غرار شواطئها النظيفة وجودة مياهها والهدوء الذي تتميز به.
وتساهم الدينامية السياحية التي تشهدها العطلة الصيفية في انتعاش نشاط كراء الشقق، إضافة إلى انتعاش مجموعة من الأنشطة الخدماتية والمهن الموسمية بهذه القرى الشاطئية؛ وهو ما ينعكس بدوره على الدخل الأسري في هذه المناطق، وبالتالي تحفيز النمو الاقتصادي المحلي والحفاظ على التماسك الاجتماعي.
في هذا الإطار، قال الزبير بوحوت، خبير سياحي، قال إن “العطلة الصيفية تعرف توافد أعداد مهمة من السياح الأجانب وكذا مغاربة العالم اعتبارا لتزامن هذه الفترة مع العطل المدرسية في أغلب البلدان، والتي تصل في بعض الدول حوالي 14 أسبوعا؛ وهو ما يوفر هامشا مهما من الوقت للعائلات من أجل زيارة مختلف الأماكن السياحية واستكشاف وجهات جديدة في المغرب، خاصة الشاطئية منها بما في ذلك القرى الساحلية”.
وسجل المصرح لـ هسبريس أن “إقبال السياح الأجانب أو المغاربة على القرى الساحلية، خاصة الممتدة منها عبر سواحل مدن كبرى كأكادير والدار البيضاء والجديدة، يجد له تفسيرا في توفر هذه القرى على مجموعة من المقومات خاصة المتعلقة بجودة مياه الشواطئ وبعض المناظر الخلابة وكذا الهدوء الذي تمتاز به التي تجعل منها عامل جذب للسياح خاصة العائلات منهم”.
وأوضح أن “هذا الإقبال ينعش الدورات الاقتصادية المحلية في هذه القرى التي يقدم ساكنتها مجموعة من الخدمات للزوار؛ على غرار خدمات كراء الشقق أو المطاعم الصغرى ومحلات بيع المواد الغذائية واللحوم والأسماك والخضر والفواكه، إذ تشكل في هذه الفترة من كل سنة فرصة لتوسيع مصادر للدخل بالنسبة للساكنة المحلية، كما يُساهم في الرواج التجاري وفي إنعاش بعض الأنشطة الأخرى الموسمية، إضافة إلى المساهمة في التعريف بهذه القرى وبالتالي تنويع العرض السياحي من جهة، والدفع بالدينامية السياحية على المستويين المحلي والجهوي من جهة أخرى”.
من جهته، قال ياسين أعليا، خبير اقتصادي، إن “الرواج التجاري والاقتصادي الذي تعرفه مجموعة من القرى الساحلية بالمغرب بمناسبة حلول فصل الصيف وانتعاش حركة السياحة والسفر يساهم في الحد من ظاهرة البطالة الموسمية في هذه المناطق، كما يشكل بالنسبة للسكان المحليين فرصة لتكوين مدخرات تمكنها من العيش خلال الفترات التي تعرف تراجعا في النشاط السياحي”.
وأضاف أعليا، في حديث مع هسبريس، أن “هذه الدينامية السياحية والاقتصادية تساهم أيضا في إنعاش أنشطة موازية على غرار المطعمة وخدمات الإيواء، كما تساهم في الرفع من قيمة العقار في هذه القرى؛ وهو ما يجعل من الوعاء العقاري جاذبا للاستثمار من أجل تشييد وبناء الشقق السكنية المعدة للكراء، وهو ما يساهم بدوره في إنعاش نشاط بعض المهن والحرف”.
وتابع بأن “الانتعاشة الاقتصادية التي تشهدها القرى الساحلية بالمغرب خلال العطلة الصيفية تعزز الناتج الداخلي المحلي وتحافظ على الاستقرار الاجتماعي والأسري، كما تساعد في الحد من الهجرة نحو المدن وتعزز الفكر المقاولاتي لدى شباب هذه القرى التي ورغم بعدها عن المراكز الاقتصادية الكبرى فإن الرواج الذي تشهده يحرك عجلة الاقتصاد المحلي ويعزز من الجاذبية السياحية والاقتصادية لهذه القرى الساحلية”.