“سياسة اغتيال قادة حزب الله لم تجلب سوى الموت والدمار” – هآرتس
عادت حرب غزة وتصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل لتصدر عناوين وافتتاحيات الصحف العربية والعالمية، إضافة إلى تطورات الحرب الروسية في أوكرانيا.
نبدأ عرض الصحف اليوم من صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي نشرت افتتاحية بعنوان: “سياسة اغتيال قادة حزب الله لم تجلب سوى الموت والدمار”.
ترى الصحيفة أن ما تقوم به إسرائيل من عمليات اغتيال ضد قادة حزب الله، هو “أمر يدفع الإسرائيليون ثمنه” في نهاية المطاف؛ إذ تبدأ عمليات “تصفية الحسابات” مع إسرائيل بعد كل عملية اغتيال وهو ما يشكل “مخاطرة”، بسبب “رد الفعل” من حزب الله والذي يؤدي إلى مقتل إسرائيليين.
وتساءلت الصحيفة هل يمكن للاغتيالات بالفعل تعزيز عودة السلام والأمن إلى إسرائيل، والمساهمة في أمن سكانها لا سيما في الجليل ومرتفعات الجولان، إلى جانب “الإنجاز التكتيكي والقيمة المعنوية” لتلك الاغتيالات؟.
وتضيف الصحيفة: “يبدو أن اغتيال كبار أعضاء حزب الله لم يعد يتم انطلاقا من مبدأ تغيير التوازن الاستراتيجي بين إسرائيل والحزب، بل أصبح بديلا عن الإنجازات الاستراتيجية، بهدف الاستجابة للمطالبة في إسرائيل بشن حرب شاملة في الشمال”.
وتعتبر الصحيفة أن الأعمال العسكرية التي تشجع على التصعيد في الشمال (مع حزب الله)، وفي الجنوب في قطاع غزة – الذي دعت إسرائيل سكانه لإخلاء المناطق الجنوبية مؤخراً – لا تؤدي إلا إلى عرقلة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن.
وترى الصحيفة أن الهجمات لم تنجح حتى الآن في تغيير ميزان التهديدات في قطاع غزة أو في الشمال، معتبرة أن السبيل الوحيد لإعادة الرهائن وضمان عودة سكان الشمال إلى منازلهم، يتلخص في وقف إطلاق النار في غزة، وبذل جهد حقيقي للتوصل إلى تسوية دبلوماسية في الشمال، بحسب الصحيفة.
“صفقة غزة”
وإلى صحيفة الشرق الأوسط التي نشرت مقالا لهدى الحسيني في صفحة الرأي بعنوان “صفقة غزة ليست في الأفق!”
وتقول الكاتبة إن الاستخبارات الأمريكية تحذر من حرب وشيكة واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله، ومن أن الحرب الشاملة ستندلع قريباً بين الطرفين ما لم تتوصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وتشير الكاتبة إلى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاءه يتعرضون لضغوط سياسية محلية لدفع حزب الله بعيداً عن الحدود، حتى يتمكن 60,000 إسرائيلي من العودة إلى ديارهم”.
وترى الكاتبة أن المسؤولين الأمريكيين يخشون من أن يؤدي القتال العنيف بين إسرائيل وحزب الله إلى إشعال صراع إقليمي، وشد القوات الأمريكية إلى معركة “للمساعدة في الدفاع عن القدس”، موضحة أن ذلك يثير قلق واشنطن والغرب، لا سيما مع وجود تهديدات بتحول “جنوب لبنان إلى غزة أخرى” قبل أن ينتقل القتال إلى “كامل لبنان”، بحسب الكاتبة.
كما تشير الكاتبة إلى أنه على “الرغم من ضغوط إدارة بايدن، ظل المسؤولون الإسرائيليون حازمين في رغبتهم في ملاحقة حزب الله في لبنان، إذ تأمل إسرائيل في إنشاء منطقة عازلة بطول 10 أميال على طول الحدود اللبنانية، وفقاً للمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين”.
وتختتم الكاتبة بأن إيران و”أحد وكلائها حزب الله” لا يبحثان عن حرب شاملة مع إسرائيل، إذ “تفضل طهران الوضع الحالي الذي يضع إسرائيل تحت الضغط الدولي”، بالإضافة إلى “الانقسامات السياسية الداخلية، والتوترات بين الحلفاء الإسرائيليين التي يؤججها القتال في غزة والشمال الإسرائيلي”.
لمن النصر في أوكرانيا؟
وننتقل إلى صحيفة التايمز، التي نشرت تحليلاً لمارك بينيتس، حمل عنوان “من ينتصر في الحرب في أوكرانيا ومتى تنتهي؟”.
ويقول الكاتب إنه بينما يجتمع الرئيس الأوكراني، فولدمير زيلينسكي، مع الحلفاء الغربيين في قمة الناتو، لم تُظهر كييف ولا موسكو أي علامات على التراجع، في عام مضطرب شهدتهُ السياسة العالمية.
ويضيف الكاتب في تحليله “تقف قوات كييف في موقف دفاعي، ويفوقها الجيش الروسي عدداً وغالباً ما تكون أقل تسليحاً، على الرغم من الإمدادات الجديدة من المساعدات العسكرية الغربية.
ويشير الكاتب إلى أن “سيل الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت جميع أنحاء أوكرانيا هذا الأسبوع، بما في ذلك على مستشفى للأطفال في كييف، أثار المخاوف من أن الكرملين يسعى إلى تكثيف هجماته على البنية التحتية المدنية لإضعاف معنويات البلاد قبل الشتاء المقبل”.
وذكر التحليل أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين، “قال إنه لا يمكن أن تكون هناك نهاية للحرب، التي دخلت الآن عامها الثالث، ما لم توافق كييف على تسليم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوهانسك وزابورجيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا”.
ويرى الكاتب في تحليله، “أن روسيا تحرز تقدماً بطيئاً ولكنه ثابت، في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا”.
وتدور حالياً معارك ضارية في تشاسيف يار وتوريتسك، وهما مدينتان ذات أهمية استراتيجية “ومن المرجح أن يسمح الاستيلاء عليهما لقوات موسكو بالتقدم إلى المنطقة”، وفق ما جاء في التحليل.
وحول تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأن تتسلم أوكرانيا خمسة أنظمة دفاع جوي جديدة من الدول الأعضاء في حلف الناتو، لمساعدتها في الدفاع عن مدنها من الصواريخ الروسية، يعتقد الكاتب “أن الأنظمة المتقدمة ليست ذات فائدة ضد القنابل الموجهة جواً التي تستخدمها موسكو لقصف القوات والبلدات والمدن الأوكرانية في شرق البلاد”.
وحذر الكاتب من أن “روسيا تعلمت كيفية التهرب بشكل أكثر فعالية من الدفاعات الجوية الغربية”.
واستشهد التحليل بما كتبه الكولونيل، يوري إغنات، ممثل القوات الجوية الأوكرانية، بعد الضربات الروسية يوم الاثنين الذي قال: “صواريخ العدو مجهزة بوسائل إضافية، بما في ذلك الرادار والفخاخ الحرارية”.