أخبار العالم

جمعويون ينادون بإنقاذ واحات المغرب



أطلقت جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة وسم (هاشتاغ) “أنقذوا واحات المغرب قبل فوات الأوان”، قائلة إنها تدعو من خلاله “كل الغيورين والبيئيين وكل الضمائر الحية من أجل إنقاذ واحات المغرب، كتراث حضاري وإنساني وبيئي، من الدمار والخراب التي تعيشها بسبب الجفاف والحرائق والسياسات العمومية الخاطئة”.

وفي هذا الإطار، قال جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة، إن “هذا الإقليم يعيش، اليوم، وضعية مقلقة وصعبة بسبب جفاف دام لمدة سبع سنوات ما بيمن 2014 و2022؛ فقد تراجعت التساقطات المطرية بشكل كبير ولم تتعد 30 مليمترا سنويا، وارتفعت كذلك الحرارة بشكل مهول بين 0.5 درجات إلى درجة واحدة فوق معدلاتها الطبيعية”.

وأوضح أقشباب، ضمن تصريح لهسبريس: “في فصل الصيف، تصل الحرارة إلى أزيد من خمسين درجة، كذلك ارتفعت نسبة التبخر من ألف مليمتر إلى ألف وخمسمائة مليمتر، وارتفعت نسبة التصحر وزحف الرمال من 200 هكتار إلى ألف هكتار”.

وأكد رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة أن ما تعرفه المنطقة هو “جفاف قاسٍ حسب شهادات فلاحين من مختلف منطقة واحات درعة، إذ يعد أقسى جفاف تعيشه المنطقة أدى إلى نضوب المخزون المائي سواء تعلق الأمر بالمياه الجوفية أو السطحية”.

وفي هذا الصدد، لفت الفاعل الجمعوي إلى أن “نسبة ملء سد أحمد المنصور الذهبي لا تتعدى اليوم 10 في المائة، أي ستين مليون متر مكعب تقريبا يسقي أزيد من 26 ألف هكتار من واحات النخيل بإقليم زاكورة”.

وأردف المتحدث ذاته: “كان طبيعيا أن نمر إلى احتياطي الماء الجوفية في ظل هذه الوضعية لتدارك الموقف؛ لكن هذه المياه تم استنزافها بشكل ممنهج بسبب زراعات دخيلة على المنطقة مستنزفة للفرشاة الباطنية، وهي زراعة البطيخ الأحمر والتي بدأت مع ما يعرف بمخطط المغرب الأخضر، إذ عدد الهكتارات كان في البداية لا يتعدى ألفي هكتار ووصلت ذروتها سنة 2016 إذ بلغت أزيد من 20 ألف هكتار وهي الزراعة التي تستنزف المياه الجوفية وتحتاج أزيد من 15 مليون مكعب من هذه المياه سنويا”.

وأكد أقشباب أن هذه المياه هي “مصدر الأمن المائي والماء الصالح للشرب”، منبها إلى أن لهذا الجفاف “انعكاسات خطيرة داخل مناطق الواحات، التي تعتبر تراثا حضاريا وإنسانيا والتي لعبت أدوارا مهمة في استقرار السكان”.

وتابع رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة: “لقد تضررت آلاف أشجار النخيل، إذ بات المشهد دراماتيكي بشكل خطير، وتحولت الواحات إلى حقول جرداء يابسة، مع توفر كل شروط انتشار الحرائق، ففي السنتين الماضيتين تم إحراق أكثر من 40 ألف نخلة”.

ونبه المصرح لهسبريس إلى أن هذا الوضع تسبب في “هجرة الفلاحين نحو الشمال، ناهيك عن أن الوضعية تؤدي إلى أزمة عطش خانقة في مختلف الجماعات الترابية التابعة للإقليم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى