حريق يلتهم النخيل في “واحة تودغى”
اندلع حريق، مساء أمس الخميس، في واحة نخيل بجماعة تودغى العليا (إقليم تنغير)، وأتى على العشرات من أشجار النخيل، فيما تمكنت جهود الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة والساكنة المحلية من إخماده دون تسجيل خسائر بشرية.
وفتحت المصالح الأمنية تحقيقا أوليا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد الأسباب الحقيقية وراء نشوب الحريق، فيما أرجعت بعض المصادر الأسباب إلى ارتفاع درجات الحرارة ووجود أعشاب يابسة ساهمت في نشوب النيران بشكل سريع وانتقالها إلى الأشجار المجاورة.
علاقة بالموضوع، وفي ظل النشرة الإنذارية المقلقة لارتفاع درجات الحرارة المتوقعة بداية الأسبوع المقبل في عدد من المناطق، خاصة بأقاليم الجنوب الشرقي للمغرب، أطلق نشطاء بيئيون في مناطق الواحات نداءات استغاثة حول الخطر المتزايد لنشوب الحرائق الكارثية في حالة تسجيل درجات الحرارة المرتفعة.
وحذر النشطاء من أن هذا الارتفاع الحاد في الحرارة قد يؤدي إلى اشتعال العشرات من الحرائق في واحات الجنوب الشرقي، ما يشكل تهديدا وجوديا للغطاء النباتي والحيواني المتبقي الذي يعتبر الرئة الخضراء للمنطقة برمتها، ملتمسين اتخاذ إجراءات عاجلة وطارئة من أجل القيام بالواجب في وقت وجيز في حالة نشوب حرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وإغاثة المواطنين.
جمال أيت عيسى، ناشط بيئي بواحة زيز في إقليم الرشيدية، قال إن النشرة الإنذارية حول احتمال تسجيل ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الواحات والساكنة المحلية بشكل عام، مضيفا أن الواحات عانت لسنوات طويلة من الجفاف وقلة المياه، وفي حالة تسجيل ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة فذلك يعني نهايتها بشكل مأساوي، وفق تعبيره.
وأضاف الناشط البيئي ذاته في تصريح لهسبريس: “الواحات تواجه احتمال نشوب عشرات الحرائق التي قد تؤدي إلى تدمير آلاف الأشجار من النخيل وأصناف أخرى”، ملتمسا “القيام بالإجراءات الاستباقية والاستعجالية لحماية المنظومة البيئية والواحاتية في هذه المناطق المتضررة لسنوات بسبب الجفاف”.
من جهته كشف أحمد جباري، فاعل حقوقي وناشط بيئي بإقليم زاكورة، أن الوضع الحالي الذي خلفته سنوات الجفاف وانحباس الأمطار يهدد أيضا بتشريد آلاف السكان المعتمدين على هذه الواحات في معيشهم اليومي، مضيفا أن احتمال تسجيل درجات حرارة مرتفعة يعني أن الواحات مقبلة على كارثة بيئية واجتماعية محدقة إذا لم يتم التصدي لها بشكل عاجل.
وأكد المتحدث ذاته أن الدولة من خلال القطاعات المعنية ملزمة بتوفير طائرات الإطفاء “كاندير” بواحات الجنوب الشرقي مع بداية الأسبوع المقبل، قصد استعمالها في حالة نشوب حرائق في هذه الواحات الممتدة من كلميم إلى فجيج، مؤكدا أيضا على ضرورة تحديد نقط ملء المياه من قبل المطافئ والطائرات بشكل مسبق قصد التدخل في وقت وجيز.