منصة إلكترونية مجانية تتيح تعلم اللغة الأمازيغية بالتعبيرات المغربية الثلاثة
بشكل رسمي، أطلق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أمس الاثنين، على هامش احتفاله بالذكرى الثالثة عشرة لترسيم اللغة الأمازيغية، منصة مجانية مفتوحة على شبكة الإنترنيت من أجل التعلم الذاتي لهذه اللغة بالنسبة للمبتدئين، (MOOC IRCAM) حيث جرى تصميمها وترتيب محتوياتها وفق رؤية تربوية وبيداغوجية تراعي الخصوصيات الجهوية للأمازيغية بتعبيراتها الثلاثة (تاريفيت- تامازيغت- تاشلحيت).
ويأتي هذا المشروع الجديد المُكمل للهدف الحكومي من أجل التعميم الكلي لتدريس اللغة الأمازيغية في السلك الابتدائي في أفق سنة 2030. كما يأتي في إطار تنزيل مضامين القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجالات التعليم وفي مجالات الحياة ذات الأولوية، وفي إطار ضمان مسايرة هذه اللغة للمستجدات الرقمية وإدماجها في تكنولوجيا التعليم.
في هذا الإطار، قالت بشرى البركاني، باحثة بمركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، منسقة الفريق البيداغوجي لمشروع المنصة الرقمية، إن “منصة تعلم اللغة والثقافة الأمازيغيين هي منصة مجانية ومتاحة للجميع، تحتوي على دروس وثلاثة مساقات لتعليم هذه اللغة الأمازيغية عن بعد؛ المساق الأول يهم أمازيغية الشمال، بينما يهم المساقان الثاني والثالث أمازيغية الوسط والجنوب”، مضيفة أن “الفريق البيداغوجي للمنصة اشتغل على إبراز القواسم المشتركة بين هذه التعبيرات اللغوية الثلاثة”.
وأوضحت أن “المنصة توفر دروسا مختلفة، وتهم في الأساس المستوى المبتدئ، كما نشتغل على المستوى المتوسط المرتقب أن يوضع في المنصة خلال مقبل الأيام”، مسجلة أن “الدروس مبنية بشكل متناسق لتمكين الذين يلجؤون إلى المنصة من التمكن من الأساسيات والمفردات الأساسية التي تستعمل في لغة التداول اليومي، كما تضم تمارين تدريبية واختبارات لتقييم التعلم”.
وأشارت المصرحة لهسبريس إلى أن “هذا الحامل الرقمي الجديد موجه إلى غير الناطقين بالأمازيغية من أجل تعلمها واكتساب المعارف والكفايات الأساسية المرتبطة بها، وموجهة أيضا إلى الناطقين بفرع من الأمازيغية من أجل تعلم فرع آخر غير ذلك الذي يتقنه أو يتحدث به. كما يمكن لأبناء الجالية المغربية في الخارج بدورهم الاستفادة منها، حيث قمنا بترجمة التعليمات والمصطلحات التقنية في المنصة إلى اللغة الفرنسية”.
وشددت على أن “إخراج هذا المشروع إلى الوجود يتماشى مع رهان تعميم اللغة الأمازيغية في السلك الابتدائي، وإدماجها في الإدارات وفي مجالات الحياة ذات الأولوية وفق مقتضيات القانون التنظيمي ذات الصلة. كما يأتي هذا المشروع استجابة لتزايد الطلب على تعلم الأمازيغية من طرف المعاهد الوطنية، حيث كان باحثو المعهد يقدمون دروسا سواء في مقر المعهد أو في بعض المعاهد في إطار شراكات؛ وبالتالي فقد فكرنا على المستوى المركزي من تقريب هذه اللغة والتأسيس لتعلمها ذاتيا من خلال هذه المبادرة”.
من جانبه، قال لحسن أوباس، رئيس الجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية بجهة الدار البيضاء – سطات، إن “المهندسين البيداغوجيين الذين وضعوا هذا المساق أو هذه المنصة كانوا أذكياء واحترموا الضوابط البيداغوجية؛ ذلك أن تدريس اللغة الأمازيغية في الأصل ينطلق من تدريس فروعها اللغوية، أي الانطلاق من الفرع ومن المستويات الدنيا وصولا إلى المستويات العليا وضبط اللغة المعيارية؛ وهو ما معمول به حاليا في تدريس هذه اللغة في السلك الابتدائي”.
وأضاف أوباس، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المنصة الرقمية ستتيح لغير الناطقين بالأمازيغية تعلمها باعتبارها لغة دستورية ورسمية للبلاد، كما يمكن أن يستفيد منها أيضا الناطقون أنفسهم وكذا سكان دول أخرى في شمال إفريقيا التي عادت مؤخرا لتدريس الأمازيغية بعد سنوات من المنع على غرار ليبيا”.
وخلص رئيس الجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية بجهة الدار البيضاء – سطات إلى أن “المنصة التي أطلقها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تشكل إضافة نوعية للغة الأمازيغية، خاصة على مستوى إدماجها في وسائل التكنولوجيات الحديثة لتساير المستجدات التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة؛ وبالتالي إعطاؤها إشعاعا أكبر وإعادة إحيائها وإنقاذها من الانقراض”.