ويمبلدون: التونسية أنس جابر تأمل بإحراز اللقب خلال مشاركتها الثالثة في البطولة
كانت صورة كاثرين أميرة ويلز وهي تقوم بمواساة لاعبة التنس التونسية أُنس جابر في الملعب هي الأبرز خلال بطولة ويمبلدون 2023 بعد خسارتها الثانية على التوالي في نهائي السيدات.
وجاءت هزيمة جابر أمام ماركيتا فوندروسوفا بعد 12 شهرا من خسارتها نهائي بطولة ويمبلدون 2022 أمام الكازاخستانية إيلينا ريباكينا.
وترك ذلك التونسية، التي كانت اللاعبة الأعلى تصنيفا في كلتا المناسبتين، مع “بعض الذكريات السلبية” مع عودتها إلى نادي أول إنجلاند لاون للتنس للمشاركة في بطولة هذا العام.
وقالت جابر لبي بي سي سبورت أفريكا: “شعرت بالحزن بعض الشيء عند عودتي إلى هنا، لكن من الواضح أن بطولة ويمبلدون هي بطولتي المفضلة، أحب أن أكون هنا، أحب الجماهير، وأحب الملاعب الرائعة”.
وأضافت: “لذا آمل أن يجلب لي هذا الكثير من السعادة وأنا ممتنة حقًا لأنني حصلت على فرصة للمشاركة في ويمبلدون مرة أخرى”.
وبدت جابر مسيطرة على نهائي 2022 أمام ريباكينا، بعد أن فازت بالمجموعة الأولى، ولكنها تعرضت بعد ذلك لضغوط من منافستها الأصغر سناً مما أدى إلى ارتكابها عدة أخطاء.
وعادت التونسية إلى الملعب الرئيسي بعد 12 شهرا، لكن جابر كشفت هذا الأسبوع أنها أصيبت بنوبة هلع أثناء فترة الإحماء خلال نهائي العام الماضي.
وخسرت جابر 6-4 و6-4 على التوالي أمام فوندروسوفا وأرادت اللاعبة البالغة من العمر 29 عاما تسليط الضوء على ما يمكن أن يحدثه الضغط والرغبة في القيام بشيء “أكثر من اللازم”.
وقالت لبي بي سي سبورت: “أشعر أنه من المهم إرسال هذه الرسالة، فقط كن منفتحًا بشأن المشاعر، ودعها تخرج، لا تبقيها في داخلك”.
وأضافت: “بالنسبة لي، أود فقط أن أشارك تجربتي مع اللاعبين الشباب الآخرين حتى يعلموا أنه كلاعب تنس محترف، هناك لحظات سعيدة، وهناك لحظات حزينة، وهناك لحظات صعبة، ولا بأس في الحصول عليها جميعا”.
وأردفت: “فقط تعامل مع تلك اللحظات، وحوّلها من الشعور السلبي إلى الشعور الإيجابي”.
جابر، التي خسرت أيضًا نهائي بطولة أمريكا المفتوحة 2022، كان يدور في ذهنها أكثر من مجرد الفوز بأول لقب لها في البطولات الأربع الكبرى، كما أن الهزيمة في النهائي العام الماضي أيضًا أجبرتها على إعادة التفكير في خططها للبدء في تكوين أسرة.
وأوضحت: “كنت أرغب دائمًا في الفوز بإحدى البطولات الأربع الكبرى، وأذهب لأنجب طفلاً ثم أعود مرة أخرى، لذا فإن خسارة النهائي سلبت ذلك بعيدًا عني”.
وأضافت: “في الوقت نفسه، أعتقد أنني كنت أربط إنجاب طفل وبالفوز ببطولة كبرى، وهو الأمر الذي ربما لم يكن من الصواب القيام به، إنه مجرد حلم، وربما عدت إلى رشدي، هذا هو الواقع، وأنا أتطلع للعب مرة أخرى”.
هل تكون الثالثة ثابتة؟
ولم تُخفي جابر حزنها بعد خسارتها أمام ماركيتا فوندروسوفا من جمهورية التشيك في نهائي ويمبلدون عام 2023.
ولكن بعد حسرة الخسارة في النهائيين الماضيين، هل يمكن أن تكون محظوظة في المرة الثالثة خلال عام 2024؟
تقول اللاعبة التونسية لبي بي سي سبورت أفريكا عشية البطولة: “هذا ما أتمناه”.
وبعد موسم مليء بالمرض والإصابات وتراجع المستوى، احتلت جابر المركز العاشر هذا العام.
كما عانت أيضًا من مشكلة متكررة في الركبة على مدار العامين الماضيين، وفي محاولة لإعطاء الأولوية لصحتها، قررت عدم المشاركة في أولمبياد باريس وسط مخاوفها من أن تضطر للعب على ملاعب عشبية وذات أرضية صلبة.
لكنها تعلمت دروسًا من مباراتيها النهائيتين، وتقول إن نهجها سيكون مدروساً هذا العام في جنوب غرب لندن.
وتضيف: “سأتعامل مع الأمر نقطة بنقطة، ومجموعة بمجموعة، وآمل أن أتعامل مع كل مباراة على حدة”.
ويمكن أن تبدأ استراتيجية جابر الجديدة في الجولة الأولى ضد اليابانية مويوكا أوشيجيما، حيث تتطلع إلى أن تصبح أول امرأة أفريقية وعربية تفوز بلقب غراند سلام في العصر المفتوح.
“وزيرة السعادة والمرح”؟
واستمتعت جابر ببعض اللحظات الجميلة في ملاعب التدريب مع المصنفة الثالثة أرينا سابالينكا في ويمبلدون هذا العام.
وأطلق عليها جيش من معجبيها التونسيين لقب “وزيرة السعادة”، لكن هل ينبغي أن تحصل جابر على دور جديد كـ “وزيرة للمرح؟”.
ازدهرت شخصية جابر وطباعها في السنوات الأخيرة ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين مشجعي التنس في جميع أنحاء العالم.
لقد غنت مع أنصارها في الملعب في بطولة فرنسا المفتوحة، كما أنها تحظى بشعبية كبيرة بين زملائها، حيث شوهدت مؤخرًا وهي ترقص مع سابالينكا خلال جلسة تدريب في ويمبلدون.
أصبح نشر الفرح الآن جزءًا من هويتها، وقالت جابر: “إنه أمر مهم للغاية، أحب الابتسام والاستمتاع”.
وتوضيف: “أقول دائماً أن التنس هو رياضة مذهلة، لكن يومًا ما سيتوقف كل شيء، وما سيبقى من ذكرياتنا هي لحظات المرح التي عشناها، ولقد حاولت فعل ذلك في كل لحظة”.
جابر تدرك أيضًا مدى أهمية كونها قدوة لمتابعيها في أفريقيا والعالم العربي، حيث يسافرون بأعداد كبيرة لمشاهدتها في ويمبلدون.
وأضافت: “نعم، إنها مسؤولية جيدة، إن حبهم مهم جدًا بالنسبة لي، المجتمع التونسي والعربي هنا مهم حقًا”.
وأردفت: “أشعر بالحب أيضًا من الجماهير بأكملها، إنه لأمر رائع جدًا أن يكون لدي هذا الحب، أشعر بأنني محظوظة لأنني أحظى به، وآمل أن أتمكن حقًا من بذل قصارى جهدي والفوز وإسعادهم أيضًا”.