حزب الله قد يختبر القدرات القتالية للجيش الإسرائيلي _ التايمز
نبدأ جولتنا في الصحف من التايمز البريطانية التي ألقت الضوء على القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. يطرح روجر بويز، كاتب مقال التايمز، عدّة تساؤلات تتضمن: إلى أين يمكن أن تأخذ هذه الحرب المنطقة؟ وما مدى تأثيرها على الجيش الإسرائيلي وقدراته؟ وهل تختبر هذه الحرب قدرات إسرائيل؟ وهل تنجح إسرائيل في هذا الاختبار إذا دخلته؟
وقال الكاتب: “تتعهد وحدات حزب الله الإرهابية، التي يرتدي أفرادها عصابات الرأس الحمراء، بمواصلة الحرب ضد العدو، كما تستعرض على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي حوالي 1500 انتحاري أعلنوا استعدادهم لاجتياح مرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل، علاوة على القصف المستمر بقذائفها للبلدات الإسرائيلية في الشمال بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان”.
وأضاف: “يشهد سير الحرب تحولًا في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى اتساع نطاق الصراع في المنطقة، في الوقت الذي بدأت فيه جهود إسرائيل، الرامية إلى القضاء على حماس في رفح، في التراجع إلى حدٍ كبيرٍ في حين يتحول الاهتمام إلى الشمال بعيداً عن غزة. وهناك خط حدودي طويل مع لبنان، كما بدأت ساحة المعركة تتخذ شكلاً أوضح في الفترة الأخيرة بحيث يمكن أن تجتذب إيران – التي تستعد لانتخاب رئيس جديد – إلى حرب مفتوحة بالوكالة”.
وأثارت تلك التكهنات مخاوف حيال إمكانية أن تتحول غزة إلى ثقب أسود “تستعصي مشكلته على الحل وينشر التطرف في المنطقة”، وفقاً لبويز الذي أشار إلى أن حزب الله أعلن أنه لن يتوقف عن الهجوم على الأراضي الإسرائيلية إلا بعد التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.
لكن نتنياهو لم يشتبك بعد مع قضية “كيف تُحكم غزة بعد الحرب؟”، في حين رفض جنرالاته فكرة الاحتلال العسكري للقطاع لما قد يحدثه من استنزاف قدرات الجيش أو على أحسن الأحوال تجميد الصراع (بمعنى أن يبقى الحال كما هو عليه) في المنطقة، بينما حماس “إذا لم يكتب لها النجاة والاستمرار كقوة سياسية حاكمة، فقد تظل تشكل تهديداً كجماعة إجرامية أو مجموعة من المرتزقة”.
وأشار الكاتب إلى ما اعتبره اتساع نطاق الصراع ليكون ضد حماس وحزب الله في نفس الوقت – إذ تُعد هذه هي أطول عملية عسكرية إسرائيلية في المنطقة على الإطلاق – ويُصاب الجنود، الذين يأتي أغلبهم من قوات الاحتياط، بالإرهاق الشديد بينما يستعدون لإعادة نشرهم في الشمال من أجل تنفيذ عملية قصيرة الأمد ومركزة للقضاء على حزب الله ثم الانسحاب من المنطقة الحدودية، وفق المقال.
ويرى الكاتب في مقاله، أن هناك في المقابل، عناصر حزب الله الذين سلحوا ودربوا بشكل أفضل، وزوّدا بمعدات أفضل مقارنة بحماس، مما يجعل التحدي أكثر صعوبة أمام القوات الإسرائيلية ويضع قدراتها القتالية في اختبار صعب، حسب المقال.
صراع بايدن ونتنياهو
ننتقل إلى صحيفة القدس العربية التي نشرت مقالاً لجلبير الأشقر الذي تناول بالتفصيل المشهد السياسي الإسرائيلي والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وقال الأشقر: “إن كان ثمة حاجة لبرهان إضافي على حدود ’الديمقراطية التمثيلية‘ التقليدية، فإن المشهد السياسي الإسرائيلي يقدّم مثالاً ساطعاً عن تلك الحدود. فبالرغم من أن عملية ’طوفان الأقصى‘ قلبت المناخ السياسي الإسرائيلي لغير صالح نتنياهو والكتلة الحاكمة التي شكّلها مع أقصى اليمين الصهيوني في نهاية عام 2022، نراه مستأثراً بالسلطة وقادراً على الاحتفاظ بها دستورياً حتى عام 2026”.
وأشار إلى مناورة سياسية أخرى قام بها نتنياهو لامتصاص غضب الشعب الإسرائيلي من طريقة تعامل حكومته مع الصراع، وهي تشكيل “حكومة الحرب”، التي ضمت اثنين من رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي السابقين؛ هما بيني غانتس وغادي أيزنكوت، وهو ما يحيل على الأرجح إلى تحميل ضريبة الفشل في تحقيق النصر لأكبر عدد ممكن من المسؤولين، حسب الكاتب.
لكن هذه الحكومة “تصدعت إلى حدٍ كبير” عندما بدأ الحديث عن “اليوم التالي”، على حد تعبير صاحب المقال، وهو العنوان الذي يُشار به إلى المستقبل السياسي لغزة بعد الحرب، والذي يرى الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه قد يؤدي إلى ما يطلقون عليه “الحل” الذي يتضمن “الجمع بين قسم من أراضي غزة وقسم من أراضي الضفة الغربية في ’دولة فلسطينية‘ بعد تعديلها بعض الشيء، تحكمها اسميا ’السلطة الفلسطينية‘ مع خضوع القطاع لإشراف عسكري مشترك إسرائيلي وغربي (مصري بالدرجة الأولى)”، وفقا لكاتب المقال.
وتطرق الكاتب إلى ما اعتبره المناورات السياسية التي يقوم بها نتنياهو والتي تستهدف ” إثبات أنه يريد صالح الدولة اليهودية والحفاظ على وحدة الصف فيها، لكن ذلك يتم بطريقة تتعارض مع السياسات الأمريكية التي يريد البيت الأبيض اتباعها في المنطقة، وهو ما يساعد نتنياهو على كسب المزيد من الشعبية على حساب بايدن”.
عودة بوريس جونسون
ربما يكون بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، في طريقه إلى العودة إلى حزب المحافظين الحاكم، لكنه هذه المرة “يعود في صورة المنقذ للحزب، ليس من تريزا ماي أو من حزب العمال، إنما من طموح نايجل فاراج في أن يشن هجمة مضادة للاستحواذ على المحافظين بعد الهزيمة الساحقة الذي مُني بها في الانتخابات الماضية”، وفقا لمقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية للكاتب أندرو غرايس.
“وليس من الغريب أن نسمع بعودة جونسون إلى المشهد السياسي، رغم أنها عودة قبل الموعد المتوقع لها بكثير، إذ يتوقع أن يتلقى أنصار حزب المحافظين البريطاني بريداً إلكترونياً من جونسون يدعو فيه لإيقاف مسيرة فاراج، خاصة وأن حزب ‘الإصلاح’ الذي يرأسه يقترب من سد الفجوة بين الحزبين الرئيسيين في البلاد”.
وذكر المقال أن هناك من بين قيادات حزب المحافظين، من أمثال الزعيمة المحتملة للحزب سويلا بريفرمان ووروبرت جينريك، من يريد انضمام نايجل إلى المحافظين، كما ترحب القاعدة الشعبية للحزب بتوليه منصب مسؤول النظام في الحزب حال انتخابه عضوا في مجلس العموم.
ولا أحد ينكر الدور الهام الذي لعبه بوريس جونسون ونايجل فاراج في البريكست في 2016، لكن كل منهما كان على رأس حملة منفصلة عن الآخر. وحتى الآن لا يمكنهما العمل معًا، إذ لا يتسع المقام لاحتواء اثنين من هؤلاء الرجال الذين يعانون من تضخم “الأنا”، وفق الكاتب.
ورغم أن الكثيرين من أعضاء حزب المحافظين تمنوا أن يخسر جونسون الانتخابات من قبل، إلا أن رئيس الوزراء السابق لم يتخلف عن رئيس حزب المحافظين، ريشي سوناك، حتى في أصعب الأوقات التي مر بها أثناء الانتخابات. كما جاءت مقالات سوناك في صحيفته “دايلي ميل” خالية من أي هجوم على جونسون في حين هاجم فيها كير سترامر، زعيم حزب العمال البريطاني.