رواق بالرباط يستقبل “منتقيات” الرامي
الأربعاء 12 يونيو 2024 – 02:30
برواق محمد الفاسي بالرباط، افتتح معرض تشكيلي جديد للفنان عبد الله الرامي، بعنوان “منتقيات”.
ومن المرتقب أن يستمر هذا المعرض الجديد إلى يوم 23 يونيو 2024، مقدّما “تجربة عبد الله الرامي الفنية” في “مساحة شاسعة للتأمل والتفكير؛ لأنه ينجز أعمالا فنية يتشابك فيها الذاتي والجمالي، من داخل خلفية مرجعية ثرية، يلتقط عناصرها الأساسية من مسار حياتي يومي، لا يقصيه الفنان ولا يبعده، بل يستحضره، ويتركه يندس بشكل جمالي في لوحاته الفنية”.
ويعد هذا المعرض استمرارا لبحث الرامي واشتغاله على تعبيرات غير اعتيادية، بالكشف عن “أساليب جديدة تقود إلى: مغامرات (تشكيلية) بالمعنى العميق للمصطلح، مما يوضح بشكل جيد نموذجه القائم على الترجمة البصرية المستنيرة، أي جعل [المرئي في العالم لا مرئيا]”.
وفي تقديم المعرض، ذكر الناقد محمد سعود أن الفنان عبد الله الرامي يقدم “أعمالا فنية محصورة في حيز زمني، وبذلك تعتبر مرحلة من مساره الفني. وفيها جزء من أعماله التي عرضها سنة 2021 في معرض [رؤى وتجارب معاصرة] الذي اشتغل فيه على الخيش والقشور واللحاء وأغصان الأشجار والحجر.”
وتابع: “قد تختلف هذه الأعمال المعروضة في هذا الحيز الزمني عما قبل هذه المرحلة أو ما بعدها من مساره، ولكن ما يميزها ككل أن الفنان يشتغل بنسبة كبيرة على مواد خام وطبيعية، كما أن السند في حد ذاته عبارة عن قطع من الجوت، وبذلك لا يمكن فصل الحامل وما يحمله من مواد عن البناء الكلي للوحة، وكلها تصب في العملية الإبداعية… أغلب مكونات اللوحة من الجاهز، ويقوم بتوظيف هذه المواد البعيدة عن مواد الرسم المعروفة لتتساوق مع تصوره الذي يغلب عليه القصدية، لأن ما يقوم باختياره يكون عن وعي”.
لكن هذا لا ينفي، “اللاقصدية، فما يقوم به الفنان عن قصد هو استحضار لعالمه الطفولي عن غير قصد… وإذا كان السند المشكّل من أكياس الجوت التي تصنع لحفظ المواد الغذائية، فإنها لا شعوريا حفظ لذاكرة الفنان… وبذلك تطرح أعماله إشكالية معقدة حول نظرنا إلى المادة على اعتبارها من أهم ما اشتغل عليها الفنانون المعاصرون، وأثارت جدلا في الكثير من التعاريف والكتابات”.