مصر تتبنى خطابا معاديا لإسرائيل رغم معاهدة السلام – جيروزاليم بوست
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، مقالا تنتقد فيه موقف مصر من الحرب الدائرة حاليا في غزة، وقالت إن القاهرة تنشر “رسائل معادية لإسرائيل” رغم معاهدة السلام بين البلدين.
وجاء في المقال الذي كتبته روث واسرمان لاند، نائبة سفير سابق في مصر وزميلة في معهد مسجاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية وعضوة سابقة في الكنيست، أن مصر تمارس سياسية ثنائية، من خلال التعاون مع إسرائيل ونشر رسائل معادية لها في نفس الوقت.
وقالت روث إن مصر وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل وتسعى جاهدة لإنشاء طرق تجارية والتعاون مع الولايات المتحدة، لكنها من ناحية أخرى، تغذي الجمهور المصري برسائل معادية لإسرائيل بشكل خاص.
وأوضحت أنه من وجهة نظر مصر، فإن “إقامة الكيان الفلسطيني كان ركيزة أساسية لاتفاقية السلام، وعدم تحقيق هذا سمح للنظام المصري بقيادة مبارك بالامتناع عن تعزيز التعاون الثنائي مع إسرائيل في مجالات التجارة والثقافة والسياحة وغيرها”.
ومن ثم فإن أغلب الركائز الأخرى التي استند إليها اتفاق السلام لم تتحقق.
وأضافت الكاتبة أن مصر “تتبنى خطاباً معادياً لإسرائيل”، كما أن القيادة المصرية سمحت بل وشجعت في بعض الأحيان، على تبني خطاب معادٍ لإسرائيل بشكل واضح، “كآلية لصرف انتباه الرأي العام عن المشاكل الداخلية”.
وبعيدا عن الخطاب المعادي للصهيونية، فإن وسائل الإعلام تتضمن في كثير من الأحيان رسائل معادية للسامية بشكل واضح، مثل استخدام الرسوم الكاريكاتورية والرسوم التوضيحية، بحسب المقال.
كما انتقدت الدبلوماسية الإسرائيلية السابقة في القاهرة، عدم السماح للإسرائيليين بالظهور في وسائل الإعلام المصرية، مما يؤدي إلى إجراء جميع المناقشات حول موضوع إسرائيل دون أي تمثيل إسرائيلي.
وتحدثت الكاتبة أيضا عما أسمته “ازدواجية المعايير المصرية تجاه حركة حماس”، مشيرة إلى أن المسؤولين المصريين يعرفون طبيعة الحركة وانتمائها وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها مصر كمنظمة إرهابية.
كما أن مصر قلقة من تدفق اللاجئين الفلسطينيين من غزة وإمكانية تسلل نشطاء حماس بينهم، كما أنها لا ترغب في أن تتحول الإقامة “المؤقتة” للفلسطينيين إلى إقامة دائمة، كما حدث مع العديد من السكان الفلسطينيين في الدول العربية.
وتتساءل الكاتبة “ما الذي دفع مصر الرسمية إلى غض الطرف عن عشرات الأنفاق التي تعبر من غزة إلى مصر والتي اكتشفها جيش الدفاع الإسرائيلي عند دخول رفح؟”
وأشارت إلى أنه منذ عام 2017، يبدو أن هناك تحسنا في علاقات مصر مع حماس في غزة، بعد أن نشر قادتها نسخة محدثة من ميثاقها، تنأى بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
إن الحجم الكبير للأنفاق التي تم اكتشافها يشير إلى قرار استراتيجي على مستوى رفيع، أو على أقل تقدير، “غض الطرف” المتعمد على أعلى مستوى، حسب الصحيفة.
” وقف الحرب .. هزيمة لنتنياهو”
في صحيفة القدس الفلسطينية، تحدث الكاتب جمال زقوت، عن خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف القتال في غزة، وقال إن نهاية الحرب تعني هزيمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ووصف الكاتب أن خطاب بايدن، جاء ليعلن أن حرب إسرائيل في القطاع وصلت إلى نهايتها دون أن تكون قادرة على تحقيق أيٍ من أهدافها، باستثناء ما ألحقته من كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، “جراء ما ارتكبته إسرائيل من جرائم إبادة جماعية تلاحقها في المحاكم الدولية”.
وتحدث المقال عن “قصور مبادرة بايدن”، والتي جاءت لتعفي نتنياهو من إعلان الهزيمة فيما يتعلق بتحقيق أهدافه، وأيضا لتحد من قدرته على المناورة في محاولة إحباط مبادرة وقف إطلاق النار، كما حدث في آخر محاولة من الوسيطين المصري والقطري بالتنسيق مع الوسيط الأمريكي بعد موافقة حماس عليها، بعد أن كانت قد أُعِدّت بالتنسيق مع إسرائيل.
لكنه أوضح أن بايدن، ومن موقع التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وإسرائيل، طرح إعلانا يحتوي عددا من القصور، ليوفر لإسرائيل امكانية تحويل فشلها العسكري إلى إنجاز سياسي.
لكن الكاتب تحدث أيضا عن أن وقف الحرب مصلحة وطنية عليا فلسطينية، وفرصة لا يجب تفويتها لسكان القطاع، الذين يتعرضون لواحدة من أبشع مذابح العصر الحديث على مدار الأشهر الثمانية الماضية، على حد قوله.
وحذر الكاتب من أن عين نتنياهو ليست فقط على إنهاء قدرة حماس العسكرية، بل وعلى إجهاض مضمون الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين، واحتواء التحولات الجذرية في الرأي العام الدولي لجذور الصراع والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير.
وأشار إلى أن هذا هو الفخ السياسي، الذي تقع على جميع الأطراف والنخب الفلسطينية مسؤولية التصدي له، بعيداً عن الأوهام التي تقدمها الإدارة لجهة محاولة تمكين السلطة من العودة لحكم غزة عبر ترتيبات أمنية جوهرها تمكين إسرائيل من تحقيق الاهداف العسكرية التي فشلت في تحقيقها من خلال الحرب.
مصداقية بايدن على المحك
حذرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية من أن مصداقية الرئيس الأمريكي جو بايدن، باتت على المحك بعد إعلانه عن خطة لوقف الحرب في غزة.
وأشارت الكاتبة كيم غطاس إلى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، يتوجب عليه الاختيار بين رفض الرئيس الأمريكي أو قبول صفقة تخدم مصلحة إسرائيل على المدى الطويل.
وقالت الكاتبة إن بايدن يحاول طوال الأشهر الماضية الضغط على نتنياهو لبدء مناقشات حول اليوم التالي للحرب. وحدد البيت الأبيض مواعيد نهائية وحتى خطوطًا حمراء – وكلها تلاشت.
ويواجه بايدن انتقادات من الجميع في الولايات المتحدة، فاليسار ينتقده لأنه لم يستخدم أبدا نفوذا حقيقيا ضد نتنياهو، كما انتقده اليمين لاحتجازه حتى شحنة واحدة من الأسلحة إلى إسرائيل.
ويوم الجمعة، استخدم بايدن أخيرا الجزء الأخير من رصيده عند الإسرائيليين بعدما ذهب إلى إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول، وتجاوز نتنياهو وخاطب الشعب الإسرائيلي مباشرة في الجزء الأكثر أهمية من خطابه.
وقال: “إلى شعب إسرائيل، دعوني أقول هذا … أطلب منكم أن تتراجعوا خطوة إلى الوراء وتفكروا فيما سيحدث إذا ضاعت هذه اللحظة..إن الحرب غير المحددة في السعي وراء فكرة مجهولة للنصر الكامل لن تؤدي إلا إلى غرق إسرائيل في غزة”.
وحذر بايدن من عزلة إسرائيل المتزايدة في العالم. والأهم من ذلك، من خلال الحديث عن الهدوء المحتمل على الحدود مع لبنان واحتمال التطبيع مع المملكة العربية السعودية، قدم طريقًا إيجابيًا للمضي قدمًا لبلد أصبح مزاجه مظلمًا بشكل متزايد وسط الانجراف الاستراتيجي والضغوط الخارجية والانقسامات الداخلية.
وكان الإحباط من نتنياهو واضحًا في الطريقة التي صممت بها الإدارة الأمريكية ردود الأفعال على بيان بايدن، فالجميع سارع لتأييده، ومنهم الرئيس السابق باراك أوباما وزعماء مجموعة الدول السبع، وسلسلة من المكالمات الهاتفية للحلفاء الإقليميين. كان هناك حتى بيان مشترك غير عادي مع مصر وقطر يدعو كل من حماس وإسرائيل إلى الانتهاء من الصفقة.
وترى الكاتبة أن بايدن قد وضع مصداقيته على المحك بهذه الخطة، مشيرة إلى أنه لا تزال العديد من التفاصيل التي تتطلب العمل عليها، بما في ذلك أكثر التفاصيل تعقيدًا: كيفية الانتقال من المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار إلى وقف دائم للأعمال العدائية.