رغم ضعف الإنتاج .. موسم الحصاد يخفض أسعار الحبوب في أسواق المغرب
منذ بداية موسم الحصاد تعيش سوق الحبوب في المغرب تحولات كبيرة على مستوى الأسعار، فرغم المحصول المتراجع والضعيف مقارنة بالسنة الماضية إلا أن الأسعار شهدت تراجعا ملحوظا بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل أسابيع قليلة.
ووفق اتصالات أجرتها جريدة هسبريس الإلكترونية مع فلاحين بمنطقة الغرب وحوض اللوكوس فإن تهاوي أسعار الحبوب من صنف “فرينة” والقمح الصلب بات مقلقا، إذ يقدر سعر الأول بما بين 2,40 و2,50 درهما للكيلوغرام، والثاني لا يتعدى 3,5 دراهم، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف خسائر الفلاحين في الموسم الذي جاء مخيبا لانتظارات الكثير منهم.
وقال عبد السلام بلكناوية، أحد الفلاحين بجماعة سوق الطلبة القريبة من القصر الكبير، إن “الإنتاج هذه السنة كان ضعيفا مقارنة بالسنة الماضية”، مبينا أن “المعدل يتراوح في المناطق البورية بين 20 و25 قنطارا في الهكتار الواحد، وما بين 30 و35 قنطارا في المناطق السقوية”.
وأوضح بلكناوية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عدم انتظام التساقطات المطرية وانقطاعها في مراحل حساسة من نمو النبتة أدى إلى تحقيق إنتاج متوسط، تفاقم من تأثيره الأسعار المتراجعة التي لا تتعدى 2,5 دراهم للكيلوغرام من ‘فرينة’، وهذا يؤدي إلى مضاعفة خسائر الفلاحين”.
وأرجع المتحدث ذاته أسباب تهاوي الأسعار إلى الاستيراد، مؤكدا أن “المنتج المحلي يوجه بشكل مباشر إلى الاستعمال في علف الماشية”، وأن “هذا الأمر يجعل مجهود الفلاح المغربي من دون عائد حقيقي أو تأثير على السوق الوطنية والأمن الغذائي للمغاربة”.
وتواصلت الجريدة مع أحمد القرافلي، أحد تجار الحبوب المعروفين بالمدينة، الذي أكد أن التجار يشترون القنطار الواحد من القمح اللين من الفلاحين بـ240 أو250 درهما، والقمح الصلب بـ350 أو 400 درهم.
وأوضح القرافلي، في تصريحه، أن “الإنتاج يختلف من منطقة إلى أخرى”، مؤكدا أن “بعض الفلاحين بمنطقة العوامرة القريبة من العرائش تجاوز معدل الإنتاج عندهم في الهكتار الواحد الـ60 قنطارا”.
وبخصوص أسعار الحبوب قبل موسم الحصاد أقر التاجر ذاته بأن سعر “الفرينة” كان يقدر بما بين 350 و400 درهم للقنطار، فيما يتراوح سعر القمح الصلب بين 500 و600 درهم للقنطار، معتبرا أن تراجع الأسعار أمر طبيعي ومألوف في موسم الحصاد.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أعلنت أن الإنتاج المتوقع من الحبوب الرئيسية (القمح اللين والقمح الصلب والشعير)، برسم الموسم الفلاحي 2023/2024، يقدر بـ31,2 مليون قنطار، مقابل 55,1 مليار قنطار خلال موسم 2022/2023.
وأوضحت الوزارة ذاتها، في بيان أصدرته نهاية الأسبوع المنصرم، أن الأمر يتعلق بانخفاض قدره 43 في المائة مقارنة بالموسم السابق، مبرزة أن المساحة المزروعة بالحبوب الرئيسية برسم هذا الموسم بلغت 2.47 مليون هكتار، مقابل 3.67 مليون هكتار في الموسم السابق، أي بانخفاض قدره 33 في المائة.
وتقدر المساحة القابلة للحصاد بـ 1.85 مليون هكتار، أي حوالي 75 في المائة من المساحة المزروعة.
وحسب النوع، أفادت الوزارة بأن الإنتاج يتوزع بين 17,5 مليون قنطار للقمح اللين و7,1 مليون قنطار للقمح الصلب؛ و6,6 ملايين قنطار للشعير. وتساهم ثلاث جهات في 83 في المائة من الإنتاج الوطني: فاس-مكناس بنسبة 37.1 في المائة، والرباط -سلا -القنيطرة بنسبة 28.9 في المائة، وطنجة –تطوان- الحسيمة بنسبة 18.2 في المائة.