ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابية؟
تجتاح موجة احتجاجات طلابية على الحرب في غزة عددا من الجامعات الأمريكية، اشتدت وتيرها وبلغت حد اعتقال حوالي 300 متظاهر منذ الأسبوع الماضي.
وشهدت تلك المظاهرات، على سلميتها، اشتباكات بين الطلبة ورجال الشرطة، بينما أغلقت جامعات أخرى حرمها الجامعي تفاديا للمواجهات.
ماذا يريد المحتجون؟
ويطالب المتظاهرون من طلاب الجامعات بوقف إطلاق النار في غزة وقطع الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم الجهد العسكري الإسرائيلي في غزة بل وقطع كل علاقاتها مع إسرائيل في بعض الحالات. ونظمت تلك الاحتجاجات تحالفات مجموعات طلابية مستقلة عن بعضها إلى حد كبير.
وفي بحر أيام قليلة امتدت المظاهرات الطلابية لتشمل الأراضي الأمريكية طولا وعرضا. وانتقلت عدواها إلى أكثر من أربع وعشرين جامعة أمريكية، شملت مؤسسات رائدة منها هارفارد وييل وبوسطن ومعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا في الشمال الشرقي، مرورا بجامعات برينستن وبراون وكلومبيا ونيويورك وجورج واشنطن على الساحل الشرقي.
انتشار غير مسبوق
وفي وقت لاحق، امتدت تلك المظاهرات لتطال ثلاث جامعات في كل من دالاس وسانت أنتونيو وأوستين بولاية تكساس الجنوبية حتى بلغت جامعات ولاية نيو مكسيكو وستانفورد في ولاية كاليفورنيا قي الغرب. ولم تنج جامعات مينيسوتا وأوهايو في الوسط من عدوى الاحتجاجات.
كان القاسم المشترك بين هذه الاحتجاجات رفع المتظاهرين شعارات مؤيدة للفلسطينيين ومطالب بإنهاء أعمال قتل المدنيين في غزة، ووقف الدعم العسكري والمالي والسياسي الأمريكي لإسرائيل. ونصب المحتجون الطلبة خياما في حرم عدد من الجامعات ونظموا نشاطات تضامنية مع فلسطين وقطاع غزة بعيدا عن أي تهديد بالعنف أو تعطيل للدراسة حسبما أوردت وسائل إعلام أمريكية.
غير أن السلطات الاتحادية لم تستسغ انتشار مخيمات الاعتصام غير المسبوقة في باحات الجامعات وفعاليات تضامن الطلبة الذين رددوا هتافات مثل “فلسطين حرة” و”أوقفوا الدعم الأمريكي لإسرائيل”. وبعد تحذيرات متكررة لجأ رجال الشرطة الأميركية، الذين كانوا يحملون هراوات في عدد من الجامعات، إلى حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الطلبة وسط مشاهد من العنف تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات التلفزيونية الأمريكية والدولية.
ومع إصرار المتظاهرين على حقهم في حرية التعبير بشكل سلمي، تحركت الأصوات المؤيدة لإسرائيل للرد على حركة الاحتجاج. وخلال زيارة لجامعة كولومبيا في ولاية نيويورك حاول رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون طمأنة طلاب يهود بشأن مخاوفهم من معاداة السامية في حرم الجامعات. وقال “إن إسرائيل والطلاب اليهود في الحرم الجامعي لن يقفوا بمفردهم… لا ينبغي للطلاب اليهود مواجهة مثل هذا العنف على الأرض الأميركية.”
“المتظاهرون مكانهم السجن”
وفي جامعة تكساس بمدينة أوستن قال شيريدان نولن، المتحدث باسم إدارة السلامة العامة في الولاية في تغريدة على منصة إكس “إن المتظاهرين مكانهم السجن، وإن أي طالب ينضم إلى تلك الاحتجاجات المليئة بالكراهية ومعاداة السامية في أي كلية عامة أو جامعة في الولاية يجب طرده.”
وفي جامعة ولاية أوهايو اعتقل طالبان من بين المحتجين في الحرم الجامعي بتهمة التعدي الجنائي بعد “تحذيرات متكررة بالتزام الصمت” حسبما أفاد المتحدث باسم الجامعة بن جونسون.
“تدخلوا لحماية اليهود!”
وفي اسرائيل دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت السلطات الأمريكية إلى التدخل لحماية اليهود في الولايات المتحدة ووقف المظاهرات الداعمة لقطاع غزة في الجامعات الأميركية. وفي منشور له على منصة إكس اعتبر غلانت المظاهرات في الجامعات الأمريكية معادية للسامية وتحريضا على الإرهاب.
أما زميله في التحالف الحكومي وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير فنادى بتشكيل مجموعات مسلحة لحماية يهود الشتات مما اعتبره موجة عاتية من معاداة السامية تجتاح المجتمعات والجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم على حد تعبيره.
“نرفض الكراهية والتعصب”
وقد ردت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في تلك الاجتجاجات على اتهامها بكونها معادية للسامية بالقول إننا “نرفض بشدة أي شكل من أشكال الكراهية والتعصب، ونقف في يقظة ضد الأفراد من غير الطلاب الذين يحاولون تعطيل التضامن الذي يتم تشكيله من قبل عدد من الطلاب الفلسطينيين والمسلمين والعرب واليهود ومن أصول أفريقية والطلاب المؤيدين للفلسطينيين.. هؤلاء يمثلون التنوع الكامل لدعم الفلسطينيين داخل بلدنا… هناك عددا قليل من “الأفراد ممن حاولوا استغلال الأمر لتنفيذ أجندتهم، تصرفوا بطريقة غير مقبولة.”
“لا لعسكرة الجامعات”
في المقابل اعتبر مجلس الشؤون الإسلامية في أميركا الحملة الأمنية ضد المحتجين من طلبة الجامعات ومواجهتهم بقوة عسكرية سابقة خطيرة وقال في بيان صادر عنه إن “عسكرة المؤسسات التعليمية ونشر الشرطة ضد محتجين سلميين من الطلبة تطور مثير لقلق عميق.” ودعا المجلس قيادة جامعة كولومبيا إلى معارضة التهديد بنشر الحرس الوطني.
ويستنتج محللون من موجة الاحتجاجات هذه أن فئة من الشباب الأمريكي غير راضية عن سياسة الرئيس جو بايدن المؤيدة بشكل مطلق لإسرائيل في حربها في غزة. وكانت شخصيات سياسية ليبرالية أمريكية قد عبرت عن استيائها من استخدام أموال الضرائب لتمويل إسرائيل. وطالبت بايدن برهن استمرار الدعم لحكومة بنيامبن نتنياهو بوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
•لماذا لجأت السلطات في بعض الولايات الى استخدام القوة لفض احتجاجات طلابية سلمية؟
•برأيكم ما حقيقة اتهام الاحتجاجات الطلابية بكونها معادية للسامية؟
•لماذا انتقلت عدوى الاحتجاجات إلى جامعات مرموقة عبر الولايات المتحدة؟
•ماذا كشفت طريقة تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابية؟
•هل تؤثر الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية في موقف البيت الأبيض من الحرب في غزة؟
•هل كانت السلطات الأمريكية ستتبنى الموقف نفسه من الاحتجاجات الطلابية لو اندلعت هذه في دولة أخرى؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 26 أبريل/ نيسان
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب