فريق علمي يعلن اكتشاف نوعين جديدين من الخنافس في الصحراء المغربية
نوعان من فصيلة خنافس “Glycia rufolimbata Maindron 1905″، و “1905 Anister raffrayi Grouvelle” تم اكتشافهما لأول مرة بالمغرب، وتحديدا برمال الأقاليم الجنوبية بجهة الداخلة وادي الذهب، في كل من منطقتي “سبخة إمليلي”، و ” ’Adrar Souttouf”.
وفي دراسة علمية حديثة نشرها المعهد العلمي بالرباط، توصلت هسبريس بنسخة منها، فقد أصبح المغرب موطنا آخر لهذا النوع من الخنافس (غمديات الأجنحة)، والذي لم يسبق رصده بالتراب الوطني من قبل.
وأفادت الورقة العلمية بأن “هذا النوع، الذي يعيش في الصحراء، هو جديد بالمغرب. وبعد دراسة للمنطقة، تبيّن أن الأقاليم الجنوبية هي أيضا ملجأ له، وتشكل كذلك فضاء للتنوع البيولوجي الخالص”.
وأضاف المصدر ذاته أن “وجود خنفساء (Glycia rufolimbata) في سبخة إمليلي مثير للاهتمام؛ لأنها حاليا أقصى محطة شمالية لهذا النوع في شمال إفريقيا. كما يكشف عن عجز كبير في التنقيب الحشري في المجال الأرضي لمنطقة إمليلي”، وهاته العبارة تأتي لكون هاته الحشرة مكتشفة في مناطق أخرى من العالم منذ سنة 1905.
ولدى الباحثين العديد من عينات خنافس من فصائل أخرى هي قيد الدراسة، وسيتم الإفراج عن نتائجها مستقبلا، قصد تقديم نظرة شاملة عن خصائص التراب المغربي المتاخم لموريتانيا.
وأوردت الدراسة العلمية التي نشرها المعهد سالف الذكر أن “هذا الاكتشاف بدأ العمل عليه منذ سنة 2019، عندما زار وفد من معهد البحر الأبيض المتوسط للتنوع البيولوجي، والبيئة من مارسيليا جهة الداخلة وادي الذهب، رفقة فريق من المعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، بهدف تحليل التغيرات البيئية القديمة، والتنوع البيولوجي في منطقة عرفت بالتحول الإيكولوجي، ولا سيما في الأراضي الرطبة الأصلية في سبخة إيمليلي”.
وأوضح المصدر ذاته أن “هاته المنطقة تتميز بخصوصية احتوائها على أكثر من 160 جيبا من المياه، وموطن نظام بيئي معين يستضيف حيوانات ونباتات محددة”.
وفي الواقع فقد شكلت هاته البعثة المغربية الفرنسية “فرصة غير متوقعة” لاكتشاف هذا النوع الجديد في المغرب، إذ أردفت الدراسة أن “هاته المنطقة تمت دراستها من قبل؛ لكنها ركزت على الكائنات اللافقارية؛ فيما تم تجاهل الحشرات بشكل كامل”، لافتة إلى أن “البعثة لم يكن لديها الوقت الكافي لتغطي هذا النقص؛ غير أنها جمعت عددا من الخنافس قبل أن تتفاجأ أن بلادنا بها هذا النوع غير المرصود من قبل”.
وهاته الخنافس ظلت منحصرة في السجل العلمي في مناطق موريتانيا ومختلف دول الساحل (بكثرة في النيجر) وشرق إفريقيا (بالتحديد في السودان) ومختلف دول شبه الجزيرة العربية وإيران وأفغانستان ومصر واليونان وإسرائيل، واليوم تنضم المملكة المغربية إلى قائمة هاته الدول.
وأشارت الدراسة إلى أن “تحليل ودراسة العينات الست من هاته الخنافس كان في فرنسا، على أن يتم مستقبلا نقلها إلى المغرب بشكل نهائي لتحفظ من طرف المعهد العلمي بالرباط”، مؤكدة أن “الخلاصات تلزمنا بالعودة إلى جهة الداخلة وادي الذهب للمزيد من الدراسات الميدانية”.