محمد رضا زاهدي: من هو القيادي في الحرس الثوري الإيراني الذي قتل في دمشق؟
عند الساعة الخامسة من مساء الإثنين، تعرض مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق إلى ضربات جوية إسرائيلية، ما خلف قتلى وجرحى بحسب وزارة الاعلام السورية، والتي اتهمت إسرائيل “بشنّ عدوان جوي من اتجاه الجولان المحتل”، فيما قال السفير الإيراني في سوريا إن طائرات إف – 35 نفذت الهجوم على مبنى القنصلية.
وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني في آخر إحصائية صدرت عنه، بينهم القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي، فيما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن “الغارة الإسرائيلية على مبنى القنصلية في دمشق كانت تستهدف اغتيال لقائد الكبير بفيلق القدس محمد رضا زاهدي”.
ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري التعليق على الهجوم، لكنه قال في مؤتمر صحفي “نحن نركز على أهداف الحرب، وسنواصل عمل أي شيء يسهم في تحقيق تلك الأهداف”.
فمن هو العميد محمد رضا زاهدي الذي أعلنت طهران مقتله؟
كان العميد محمد رضا زاهدي يشغل منصب قائد فيلق حرس الثورة لسوريا ولبنان بحسب قناة العالم الإيرانية.
وتدرج زاهدي في العديد من المناصب العسكرية داخل الحرس الثوري الإيراني منذ ما يزيد عن أربعين عاماً.
ولد في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1960 في أصفهان، وانضم إلى “حرس الثورة الإسلامية” عام 1980 وكان أحد القادة في الحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية.
وخلال سنوات الحرب الثمانية، تسلّم زاهدي عدة مناصب في مواقع عسكرية مختلفة داخل الحرس الثوري، إذ تسلّم قيادة فرقة الإمام الحسين الـ14 في الأعوام ما بين 1983 إلى 1986، ثمّ أصبح قائداً للقوات البرية البرية في الحرس الثوري عام 1986، وذلك بموجب مرسوم صدر عام عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية والقائد الأعلى للقوات المسلحة آية الله السيد علي خامنئي، خاطب فيه زاهدي قائلاً: “نظراً لسجلك المشرق في الخدمة العسكرية في الجمهورية الإسلامية، في فترة الدفاع المقدس، أعينكم قائداً للقوة البرية لحرس الثورة الإسلامية” وفق الموقع الإلكتروني الخاص لخامنئي.
وفي عام 2005 تسلّم زاهدي قيادة قاعدة “ثأر الله” حتى عام 2008، وهي القاعدة التي تعمل كحاكم عسكري لطهران، بحسب ما أورد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وأوضح فيه أن مقرّ “ثأر الله” يتولى مسؤولية الإشراف على الأنشطة الاجتماعية – الثقافية في طهران.
وفي عام 2008 انتقل زاهدي للخدمة في فيلق القدس، ليصبح من كبار القادة حتى عام 2016، ثم شغل منصب قائد لقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني لسوريا ولبنان، كما عمل نائباً للعمليات في حرس الثورة الإسلامية عام 2017 ولمدة ثلاث سنوات.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد وضعت محمد رضا زاهدي على لائحة العقوبات التي تهدف “لتجميد أصول الإرهابيين ومؤيديهم”، بموجب أمرّ تنفيذي صدر عام 2010، وقالت فيه إن قائمتها تستهدف الدعم الإيراني لمجموعة من المنظمات التي وصفتها بالإرهابية، ومنها حزب الله اللبناني وحماس وحركة الجهاد الإسلامي، وأوردت اسم زاهدي إلى جانب ثلاثة من كبار الضباط في فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني بسبب ما قالت إنه دور في “دعم الإرهاب”.
وفور مقتل زاهدي، أعلن السفير الإيراني في دمشق أن إيران “سترد بحزم على الجريمة التي ارتكبها الصهاينة” وفق تعبيره.
من جهته قال المتحدث باسم الخارجية إن بلاده تحتفظ بحق الردّ واتخاذ إجراءات مضادة على الهجوم ومقتل زاهدي، وستقرر طبيعة ردّ الفعل ومعاقبة المعتدي على حد وصفه.