حريق فالنسيا: ماذا نعرف عن الحريق الضخم في إسبانبا؟
لا تزال إسبانيا في صدمة بعد الحريق الذي نشب في مجمع سكني في مدينة فالنسيا، وأدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل، واعتبار 15 آخرين في عداد المفقودين.
وكانت السلطات قد أعلنت في وقت سابق، مقتل عشرة أشخاص، لكنها تراجعت فيما بعد، وقالت إن القتلى تسعة أشخاص فقط، واعتبرت الشخص العاشر في عداد المفقودين حتى الأن.
كيف بدأ الحريق؟
وشب الحريق في مبنى مؤلف من 14 طابقاً في منطقة كامبانار ثم انتشر إلى مبان مجاورة ليشمل منطقة أوسع من المباني.
وبدأ الحريق مساء الخميس في الطابق الرابع من أكبر مبنى في المدينة، ولم تعرف أسبابه حتى اللحظة.
انتشر الحريق بسرعة إلى مبان أخرى بسبب الرياح التي أججت ألسنة اللهب.
ونجح رجال الإطفاء في إنقاذ بعض المقيمين في المبنى خلال ساعات الليل، لكنهم لم يتمكنوا من تجاوز الطابق الثالث، بسبب الحرارة العالية.
واستمرت المسيرات في التحليق فوق المنطقة وإرسال التفاصيل حول الحريق للمراقبين، حتى خلال ساعات الليل، كما ساعدت في العثور على الناجين.
لكن يبقى هناك عدد كبير من المفقودين، بينهم أسرة من أربعة أشخاص، بينهم طفل في الثالثة ورضيعة تبلغ من العمر 15 يوما.
واعتبرت وسائل الإعلام الإسبانية أن الحريق هو الأسوأ في تاريخ المدينة الإسبانية الشهيرة.
ما الأسباب المحتملة للحريق؟
يرى بعض الخبراء أن الطبقة المبطنة الخارجية للمبنى ربما تكون قد شكلت عاملاً أساسياً في نشوب الحريق، وانتشاره بسرعة.
وتساعد هذه الطبقة في حماية المبنى من عوامل التعرية، والطقس السيء، وأصبحت تستخدم بشكل واسع النطاق في المباني الحديثة.
وقالت نائبة رئيس كلية الهندسة التقنية الصناعية في فالنسيا، إستر بوشيدز لوسائل الإعلام الإسبانية، إنها قامت في السابق بتفحص المبنى.
وأشارت إلى أن الواجهات الخارجية للمبنى صنعت من مادة البولي إيثيرين، التي لم تعد تستخدم منذ فترة طويلة لهذا الغرض، بسبب المخاوف، من قابليتها للاشتعال.
وأضافت أن الواجهات الخارجية أيضا، كانت تضم حواف من الألومينيوم.
وأوضحت أن “السبب في سرعة احتراق المبنى هو هذا النوع من المواد المستخدمة في الواجهات”.
ويعتبر الخبراء أن هذه الطبقات الخارجية تسهم في عزل المبنى حرارياً، لكن وجود مسافة فارغة بينها وبين الطبقات التالية من المبنى يجعلها قابلة للاشتعال بشدة.
ماذا نعرف عن المبنى المُحترق؟
وتعد منطقة كامبانار التي وقع فيها الحريق، واحدة من أثرى المناطق الواقعة في ثالث أكبر مدن إسبانيا، وتم الإنتهاء من تشييد المبنى الذي وقع فيه الحادث، عام 2009، ويضم 138 شقة يقطنها نحو 450 شخصا.
وبدأت شركة “إف بي إي إكس” أعمال تشييد المبنى عام 2005، وسط تصاعد سريع لأسعار العقارات، لكن الشركة تعرضت للإفلاس بعد نحو 5 سنوات.
وقال ممثل الحكومة الإسبانية في فالنسيا بيلار بيرنابيه، إنه من الصعب تحديد أعداد المفقودين حتى الآن، لأن المبنى يضم الكثير من الشقق السكنية، ويقطن بعضها عدد كبير من الأجانب.