أخبار العالم

في ضيافة أشقائي الموريتانيين..


بلال مرميد (*)الأربعاء 24 يناير 2024 – 22:24

لا أعرف حقّاً ما الذي حفزني لكي أكتب هذا الركن في الثالثة والنصف صباحاً. هو بدون ارتياب حبي للأشقاء في موريتانيا، ولا يمكن أن أفوت الفرصة لرص بعض من سطور أبعثها مرفقة بكل الحب الخالص والصافي والصادق لبلد المليون شاعر. كان بإمكان الفيلم أن ينتهي بحصة أكبر، لكن قدر الله وما شاء فعل، والحمد لله على كل حال.

كيف يمكن لكل جحافل الممثلين المرغمين على الظهور في المحلات التلفزية التي ابتليت بها الجزائر أن يبرّروا الآن ضعف سينماهم؟ وكيف يمكن لذبابهم أن يشرح ما وقع، خصوصاً وأن غاساما قد تقاعد وارتاح من بكائياتهم؟ ما الذي سيقولونه الآن؟ وهل من اللازم أن يتكلم الإنسان العاقل أصلا بعد كل ما حدث؟ هل سيلجؤون مرة أخرى لكلمة “الكولسة” أم إن التصرف المتزن الآن بعد تجرع مرارة التنافس على أفضل مركز أخير هو تقديم التهنئة لمنتخب موريتاني شقيق صنع انطلاقة إنجازاته الكروية على حساب الجزائر؟ هل عليّ أن أضيف أسئلة أخرى تتقاطر على مخيخي أم إن عين العقل يفرض عليّ وعلى كل المواطنين الجزائريين ألّا نحمل الكرة أكثر مما تحتمل؟

بلاطو تلفزي في الجارة الجزائر يتحدث عن الكولسة، وآخر يظهر فيه محلل يقول إنه سيشجع كل المنتخبات التي ستواجه المغرب، وثانٍ يصرح بأن المنتخب الجزائري إن انهزم أمام نظيره الموريتاني، سيكون على الجزائريين أن ينهوا علاقتهم بالكرة وأن تتوقف كل البرامج المخصصة للكرة، وثالث يرى أن المنتخب الجزائري أكبر من منافسة قارية، وأنه لو تأهل إلى المونديال لعبر إلى النهائي… كل ذلك الكم من حماقات تبث وتذاع، ويصفق لها الذباب الإلكتروني، ويأتيك كثيرون ليحفزوك كإعلامي على التعليق.

رباه، ما كل هذا الحمق الذي يطلب منك البعض أن ترد عليه؟ هل هناك عاقلٌ واحدٌ يمكنه أن يسمح لنفسه أن يتابع مستقبلاً ما تكتبه الصحف وتذيعه الإذاعات وتبثه المحلات التلفزية الموجهة عند الجيران؟

بكل الصدق الممكن، أتأسف لحالهم، وأتفهم دون أن أفهم الفظاعات التي يُدفع الإعلام الجزائري لارتكابها. هؤلاء، علينا أن نشفق عليهم وعلى حالهم، ومن الواجب أن نتركهم ليرتاحوا قليلاً. حرقوا كل أوراقهم بدون سبب، ورصاصة الرحمة بعث بها أخونا الموريتاني محمد دلاهي في الدقيقة السابعة بعد الثلاثين. كان بإمكان منتخب المرابطين أن ينهي لقاء كرة مستديرة بأهداف كثيرة، لكن الأهم هو أن الرسالة وصلت.

هنيئاً لكل واحد بما زرعه، وبالخصوص هنيئاً لكل واحد بما حصده. لنا أخطاؤنا التي نحاول أن نصححها، لكن للآخرين فضائح يعسر أن تقوم وتصحح. ما الذي سيقولونه الآن في إعلامهم لمواطن جزائري يعرف ألاعيبهم؟ لا شيء.. لا شيء.

آخر الكلام في فيلم الرعب هذا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منهم، وهنيئاً للمنتخب الموريتاني الذي تأهل على حساب منتخب يتفنن في الخروج من الدور الأول. دعونا الآن نمر إلى الأهم.. ركنُ اليوم كان حقّاً مجرد استراحة، لدينا حقّاً أمور أهم بكثير من متابعة اجتهاد الآخرين في الإخفاق، والسلام.

(*) ركن بلال مرميد – مسؤول القسم الثقافي بميدي1 وميدي1تيفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى