خان يونس: مقتل 24 جنديا إسرائيليا خلال يوم واحد مع اشتداد المعارك في المدينة
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مقتل 24 ضابطاً وجندياً خلال الـ 24 ساعة الماضية، في أعلى حصيلة من الجانب الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن 21 جندياً من قوات الاحتياط قتلوا، يوم الإثنين 22 يناير/كانون الثاني، بالقرب من مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأوضح هاغاري أن مقتل الجنود جاء نتيجة انفجار صاروخ “آر بي جي” استهدف دبابة كانت تحمي القوات الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه، وقع انفجار في مبنيين من طابقين ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين.
وأشار هاغاري إلى أن المباني “انفجرت نتيجة الألغام التي زرعتها قواتنا فيها، حيث كانت على وشك تفجير المباني والبنية التحتية المعادية في المنطقة”.
وأضاف أنه تم إرسال فريق إجلاء لكنها “كانت عملية معقدة”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد، يوم الاثنين، مقتل ثلاثة ضباط في هجوم منفصل جنوبي غزة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي بدأ تحقيقاً في “كارثة” مقتل الجنود.
وقال في بيان إن “الجيش الإسرائيلي بدأ تحقيقاً في الكارثة، ويجب أن نأخذ العبر الضرورية ونبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على مقاتلينا”.
“أصعب أيام القتال”
وصفت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الـ 108 للحرب بأنه “أصعب أيام القتال” التي مرت على الجيش، منذ بدء التوغل البري للقطاع قبل نحو ثلاثة أشهر.
وعبر مسؤولون وسياسيون إسرائيليون عن حزنهم بعد إعلان مقتل 24 من الضباط والجنود، وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: “إن هذا الصباح هو صباح حزين وقاسٍ على حرب لا يوجد أعدل منها”.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الاثنين بأنه “أحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب”، وكتب على منصة إكس “باسم أبطالنا، ومن أجل حياتنا، لن نتوقف عن القتال حتى النصر المطلق”.
وكتب وزير الدفاع الاسرائيلي، يوآف غالانت، على منصة إكس: “إن هذه الحرب ستحدد مستقبل إسرائيل للعقود المقبلة، وإن مقتل الجنود الاسرائيليين وصية لتحقيق أهداف الحرب”.
وذكر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن هذه الأخبار “مفجعة” وتعهد بأن لا يذهب مقتل الجنود الإسرائيليين في غزة سدى، وفق تعبيره.
“تطويق خان يونس”
قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن قواته أكملت تطويق مدينة خان يونس جنوبي غزة، والتي شهدت خلال الأيام الأخيرة قصفا جوياً ومدفعياً مكثفا، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الفصائل الفلسطينية.
وقال الجيش في بيان له: “خلال اليوم الفائت، طوقت القوات خان يونس وعمقت العملية في المنطقة”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، أن الدبابات الإسرائيلية قصفت مستشفى ناصر في خان يونس، وقالت في بيان لها إن “الدبابات الإسرائيلية تطلق النار بكثافة على الطوابق العلوية بمبنى الجراحات التخصصية ومبنى الطوارئ في مستشفى ناصر في خان يونس، وتوقع عشرات الإصابات”.
وفي وقت سابق، اتهم الهلال الأحمر الفلسطيني الجيش الإسرائيلي بقصف مقره في خان يونس، ما أدى إلى إصابة أشخاص نزحوا للإقامة في ذلك المقر.
وتقدمت القوات الإسرائيلية للمرة الأولى إلى منطقة المواسي الساحلية غربي مدينة خان يونس، والتي أعلنتها إسرائيل منطقة “آمنة”.
وتقع مدينة خان يونس على بعد حوالي 10 كيلومترات من معبر رفح الحدودي مع مصر، وهي ثاني أكبر مدينة في القطاع كله بعد مدينة غزة، ويقدر عدد سكانها قبل الحرب الأخيرة بنحو 400 ألف نسمة.
ومنذ بداية الحرب في غزة، نزح ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص من أصل سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نحو جنوب القطاع.
وأدى تدفق العدد الكبير من النازحين إلى ضغط هائل على البنية التحتية للمدينة، التي تضم نحو ستة مستشفيات أهمها مستشفى ناصر الطبي.
ويعتقد قادة عسكريون إسرائيليون أن قادة من حركة حماس يختبئون في المدينة، التي ينحدر منها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن خلال الأسابيع الأخيرة سحب العديد من قواته من قطاع غزة في إطار الدخول إلى المرحلة الثالثة من الحرب.
ووفقاً للجيش الإسرائيلي فقد قُتل 217 جندياً منذ بداية التوغل البري للقطاع، من أصل 545 جندياً قتلوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقتل ما لا يقل عن 25,295 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، في العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة منذ ذلك الحين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.