هل تؤثر عملية “رعنانا” على المشهد السياسي في إسرائيل ومسار الحرب في غزة؟
في تطور نوعي للمواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل، شهدت مدينة رعنانا شمالي تل أبيب عملية دهس وطعن خطفت الأنظار مؤقتا من الحرب الضارية التي تشنها إسرائيل على غزة، وتطورات الموقف في جنوب البحر الأحمر حيث استهدفت القوات الأمريكية والبريطانية مواقع الحوثيين المدعومين من إيران بعد تصعيد هجماتهم على السفن تضامنا مع غزة.
وبينما كانت زخات الصواريخ التي تطلقها حماس وجماعات من غزة هي مصدر القلق الرئيسي للإسرائيليين، وفي الوقت الذي بدأ فيه القلق أيضا من احتمالية إطلاق الحوثيين صواريخهم شمالا صوب إسرائيل، جاءت هذه العملية لتنبههم بأنه ليس من الضروري أن يأتي الخطر من الجنوب أو من اليمن أو إيران فقد وقعت هذه العملية في وسط إسرائيل.
وقال الإعلام الإسرائيلي إن رئيس بلدية رعنانا طلب من السكان عدم الخروج إلى الشوارع.
جاء ذلك بعد يوم واحد من قيام الآلاف في تل أبيب بإحياء مرور 100 يوم على الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل حيث لقي 1200 شخص مصرعهم واحتجاز 250 رهينة في غزة من بينهم 150 مازالوا محتجزين مما أدى إلى شعور متزايد بفشل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة في تحقيق هدفها بإطلاق سراح أولئك الرهائن.
فلسطينيان نفذا العملية
قالت الشرطة الإسرائيلية ومسؤولون طبيون إن فلسطينيين اثنين نفذا عمليات دهس وطعن بتنسيق بينهما في وسط إسرائيل مما تسبب في مقتل امرأة سبعينية وإصابة 18 آخرين. بحسب وكالة رويترز للأنباء.
ووصفت الشرطة الحادث الذي وقع في رعنانا شمالي تل أبيب بأنه هجوم إرهابي، وقالت إنها اعتقلت اثنين مشتبها بهما وأضافت أن الاثنين ينتميان لعائلة واحدة في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة ودخلا إسرائيل بشكل غير قانوني.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن منفذي العملية في رعنانا هما محمد زيدات، البالغ من العمر 44 عاما، وأحمد زيدات، البالغ من العمر 24 عاما، وهما من بني نعيم في منطقة الخليل بالضفة الغربية، وكلاهما لا يحملان تصريح دخول إلى إسرائيل.
وقال آفي بيتون قائد شرطة المنطقة الوسطى للصحفيين في رعنانا حيث وقع الحادث “لقد خرجا معا في نفس الوقت إلى وجهتين مختلفتين وأخذا سيارتين ونفذا سلسلة من عمليات الدهس”.
وشرعت السلطات الأمنية الإسرائيلية في إجراء تحقيقات لمعرفة كيف وصل المنفذان لوسط إسرائيل وسط التشديدات المفروضة على الضفة الغربية، وعلى الطرق وكثرة الحواجز العسكرية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان هناك تنظيم فلسطيني يقف خلف منفذي العملية، أو أن العملية نُفّذت بشكل فردي.
تصاعد العنف في الضفة
وفقًا لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فقد كان الأسبوع الذي أعقب هجوم حماس هو الأسبوع الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن بدأ الإبلاغ عن القتلى في عام 2005، حيث قُتل ما لا يقل عن 75 فلسطينيًا على يد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين، وارتفعت حوادث عنف المستوطنين من ثلاثة في اليوم إلى ثمانية في المتوسط.
وقال مسؤولون فلسطينيون إنه في غارة واحدة على مخيم للاجئين الفلسطينيين، وغارة جوية نادرة في المنطقة، يوم الخميس 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 12 شخصًا، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن ضابطًا واحدًا قُتل.وقالت الأمم المتحدة إن هناك “خطرا حقيقيا” لخروج الأراضي المحتلة عن نطاق السيطرة.
ويقول السكان الفلسطينيون في الضفة الغربية إنه بينما يركز العالم أنظاره على الكارثة التي تتكشف في غزة، فإن المستوطنين الإسرائيليين يستغلون ذلك لدخول القرى وطرد المدنيين الفلسطينيين، بل وحتى قتلهم.
اليأس من نهاية الحرب
وجاءت هذه التطورات الأخيرة في ظل تصاعد التوترات بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر في غزة واليأس من إمكانية توقفها، وهي الحرب التي أسفرت بعد ما يزيد عن 100 يوم عن مقتل 24 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 60 ألف شخص وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع (نحو 1.9 مليون شخص)، فضلا عن تدمير شامل لقطاع غزة.
كما اتهمت منظمة “بيتسيلم” الإسرائيلية ( مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة)، السلطات الإسرائيلية بممارسة سياسة التجويع، بحق قطاع غزة.
وقال المركز في تقرير له مؤخرا إن جميع سكان غزة، وعددهم 2.2 مليون شخص “يعانون من الجوع ، كنتيجة مباشرة لسياسة إسرائيل المعلنة التي تحرمهم من الغذاء”.
وأشار تقرير”بيتسيلم” إلى أن واقع الجوع في قطاع غزّة “ليس من النتائج الجانبيّة، الناجمة عن الحرب، وإنّما هو نتيجة مباشرة لسياسة معلنة تطبّقها إسرائيل”. وأضاف أن سكان غزة يعتمدون تماما على الغذاء المجلوب من خارج القطاع “لأنّه يكاد لم تتبقّ لديهم أيّة إمكانيّة لإنتاج الغذاء بشكل مستقلّ”.
وأوضح المركز الحقوقي “بيتسيلم” أن “السلطات الإسرائيلية لا تسمح إلا بدخول جزء صغير من كمية المساعدات التي كانت تدخل قبل الحرب، مع فرض قيود على أنواع البضائع، بدلا من السماح بدخول ما يكفي من الغذاء إلى المنطقة”. مشددا على أن “السماح بدخول الغذاء إلى غزة ليس عملا خيريا بل هو التزام إيجابي بموجب القانون الإنساني الدولي، ورفض الامتثال لهذا الواجب يشكل جريمة حرب”.
هل تؤثر عملية “رعنانا” على المشهد السياسي في إسرائيل ومسار الحرب في غزة؟
هل يعكس اللجوء للدهس والطعن يأسا من إمكانية وضع نهاية للحرب على غزة ولمعاناة الفلسطينيين في الضفة؟
أم أن عملية رعنانا تمثل تطورا نوعيا في المواجهة حيث تم نقل الخطر لقلب إسرائيل؟
كيف تنظرون لمثل هذه العملية، إرهاب أم مقاومة؟
كيف تتوقعون الرد الإسرائيلي على هذه العملية سواء في غزة أو الضفة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الثلاثاء 16 يناير/ كانون الثاني
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس (تويتر سابقا) على الوسمnuqtat_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب