الدراما المغربية تتحدى الانتقادات وتتصدر “مشاهدات يوتيوب” في سنة 2023
استطاعت الدراما المغربية سنة 2023 أن تتحدى الانتقادات التي تطالها من طرف النقاد المغاربة والجمهور المتابع لها، لتثبت نفسها وتستحوذ على نسب مشاهدة عالية جعلتها تتفوق على باقي الإنتاجات المبرمجة في القنوات الوطنية.
وحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن موقع تحميل الفيديوهات “يوتيوب” فإن الأعمال الدرامية المغربية تصدرت اختيارات المغاربة على المنصة سنة 2023، وكانت الأكثر بحثا في البلدان المغاربية. وجاء في المرتبة الأولى المسلسل الاجتماعي المغربي “كاينة ظروف”، الذي عرض خلال الموسم الرمضاني السابق وحقق نجاحا كبيرا ونسب مشاهدة عالية.
وحل المسلسل الدرامي الجديد “إلا ضاق الحال”، الذي يعرض حاليا عبر القناة الأولى، في المرتبة الثانية كأكثر عمل بحثا على “اليوتيوب”، وهو مسلسل من إخراج مراد الخوضي، يناقش مواضيع جريئة تكسر الطابوهات، كما تكرم النساء، في قالب درامي اجتماعي، ويعرف مشاركة ثلة من النجوم والمشاهير المغاربة، أبرزهم الثنائي الفني دنيا بوطازوت وعزيز حطاب، وسعيد باي، وسحر الصديقي، وماريا نديم، وزهيرة صدقي، وهشام بهلول، ونفيسة بنشهيدة.
السلسلة الكوميدية “خو خواتاتو”، التي عرضت هي الأخرى شهر رمضان الماضي، وعرفت إقبالا كبيرا من الجمهور المغربي، جاءت في المركز الثالث، وكسرت قاعدة الانتقادات والهجوم الذي يتعرض له هذا النوع من الإنتاجات الفنية.
وجاء المسلسل الدرامي “طريق الورد” الذي عرض عبر القناة الثانية في المرتبة الرابعة، يليه الجزء الثاني من المسلسل الدرامي الشهير “المكتوب”، الذي تم بثه شهر رمضان المنصرم عبر القناة نفسها.
وقال السيناريست والمخرج المغربي عبد الإله الجواهري، في تصريح لهسبريس، إنه انطلاقا من معاينته يرى أن الدراما المغربية “مظلومة من طرف النقاد المغاربة وبعض شرائح الجمهور المتتبع”، مشيرا إلى أنها “ليست بذلك السوء الذي يكتب عنها بشكل عام، بل تجربة أصبحت تراكم إنجازات محترمة وتنافس دراما بعض البلدان العربية وتتفوق على الكثير منها، وتقدم إلى حد ما إنجازات يجب التصفيق لبعضها وتشجيع مهنية مبدعيها”.
وشدد المخرج عينه على أن “السيتكومات الرمضانية” “تؤكد سنة تلو أخرى فشلها، لعدم ملاءمتها تطلعات الجمهور المغربي لاعتبارات ثقافية وحضارية”، مضيفا أن الطريق طويل أمام صناع الدراما المغربية لكي يصلوا حقا إلى ما حققه رواد الدراما المصرية.
وتابع المتحدث ذاته بأنه يؤمن بأن اللحاق بالدراما المصرية “لم يعد أمرا مستحيلا على مغرب أصبح رائدا ومتفوقا في مجالات عديدة عربيا وإفريقيا، بل وعالميا، وشعب عنيد يفهم معاني التحدي وصنع المستحيل”، مردفا بأن “المغرب مقارنة مع سنوات قليلة خلت أصبح يطور مستوى الدراما ويفرد لها مكانة معتبرة”.