حرب غزة: هل يقبل نتنياهو بشروط حماس لاسترجاع الرهائن؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن العملية العسكرية في غزة ستتواصل بعد حصوله على ما سماه “تفويضا شعبيا”.
ففي جلسة لمجلس الوزراء عقدت مساء الأحد 17 ديسمبر/ كانون الأول، تلا نتنياهو نص رسالة قال إنها وصلته من أهالي بعض الرهائن والجنود الذين لقوا حتفهم في القتال، منحوه بموجبها “تفويضا شعبيا كاملا” للمضي قدما في القتال، معبرين عن رفضهم وقف الحرب في هذه المرحلة.
وشدد نتنياهو في الجلسة على مواصلة الحرب “حتى تحقيق كامل أهدافها، وتفكيك حماس، وإعادة جميع المختطفين، وجعل غزة مكانا لن يعود ليشكل تهديدا لإسرائيل”.
غير أن عددا من أهالي الرهائن الذين احتشدوا في مظاهرة مساء السبت، أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، طالبوا بوقف القتال، وبدء مفاوضات لإعادة الرهائن المتبقين.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية يوم الأحد عن مصادر حكومية وصفتها بالمطلعة بأن صفقة تبادل جديدة تمضي على قدم وساق وحذرت من أن “المفاوضات لإبرام صفقة إنسانية أخرى ستكون طويلة وشاقة”.
يأتي هذا في وقت رفعت حركة حماس سقف شروطها، وقالت على لسان أكثر من مسؤول فيها، إنها “لن تدخل في أي مفاوضات لتبادل الأسرى إلا بعد وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل من كامل تراب القطاع”. وأضافت أنها أبلغت الوسطاء بموقفها.
وتقف إسرائيل وحماس على طرفي نقيض، فبينما يصر نتنياهو على الاستمرار في شن حرب لا هوادة حتى اجتثاث مقاتلي حماس وتحرير الرهائن، يواجه ضغوطا كبرى داخلية وخارجية لتليين موقفه.
ويرى نتنياهو أن الفرصة المتاحة له اليوم ربما لن تتكرر لإقناع العالم أن حلم قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقطاع لم يعد قابلا للتطبيق بعد السابع من أكتوبر.
أما حركة حماس فترى أن ورقة الرهائن ثمينة وتسعى لتفويت الفرصة على نتنياهو وتريده أن يخرج بموقف الخاسر من هذه الحرب.
وتقول الحركة إنها لن تدخل أي مفاوضات إلا أذا وافقت إسرائيل على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ووقف الحرب نهائيا.
وتستند حماس في موقفها المتشدد هذا إلى ما تقول إنها “صلابة مقاتليها وحصيلة ضحايا القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع بعد أكثر من سبعين يوما من القتال”.
فقد أثبت الجيش الإسرائيلي عجزه عن تحرير بقية الرهائن، بل إنه قتل ثلاثة منهم عن طريق الخطأ وهم يطلبون النجدة الأسبوع الماضي.
وحتى اليوم لم تتمكن إسرائيل من دحر مقاتلي القسام، بل على العكس ترى حماس أن القوات الإسرائيلية تتكبد على نحو متزايد خسائر في الأرواح والعتاد مع استمرار القتال، وأن الرأي العام الإسرائيلي والدولي سيضغطان إن عاجلا أم آجلا لإقناع نتنياهو بوقف الحرب.
يوجد رئيس الوزراء نتنياهو بين فكي كماشة، فهو يسعى للتخلص من ضغط أهالي الرهائن، والحد من احتقان الشارع الإسرائيلي وسط جدل وخلاف حول جدوى حرب لا هي حررت الرهائن ولا هي قضت على حماس وسط خيبات متتالية.
كما أن الضغوط الخارجية عليه تتوالى من العواصم الغربية الداعمة لإسرائيل على نحو يومي بسبب الكوارث الإنسانية التي تسبب فيها القصف الإسرائيلي عبر مناطق القطاع واستمرار معاناة الفلسطينيين على نحو غير مسبوق.
كانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، عبرت عن قلق بلادها “البالغ” إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ”هدنة جديدة فورية ومستدامة” في الحرب بين إسرائيل وحماس، وذلك خلال زيارتها إلى إسرائيل يوم الأحد.
من جانبهما، أكد كل من وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، ونظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، يوم السبت “الحاجة العاجلة” لتحقيق “وقف دائم لإطلاق النار” في غزة.
من ناحية أخرى، يصوت أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مساء اليوم الاثنين على مشروع قرار يدعو إلى “وقف فوري ودائم للأعمال القتالية في غزة”.
ويأتي التصويت بعد أيام من استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار يدعو إلى “وقف إنساني” لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية التي تتعرض لقصف عنيف وعملية برية إسرائيلية ردا على هجمات حماس في السابع من أكتوبر.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوتت لصالح قرار غير ملزم لوقف إطلاق النار بأغلبية 153 صوتا.
وتقدمت دول عربية بمشروع القرار الجديد الذي سيتم التصويت عليه مدفوعة بتصويت أعضاء الجميعة العامة الكاسح لصالح وقف إطلاق النار في غزة.
ويدعو مشروع القرار، الذي صاغته دولة الإمارات العربية المتحدة واطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية، إلى وقف فوري ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول مواد الإغاثة بأمان ودون تعطيل إلى قطاع غزة.
كما يؤكد مشروع القرار التأييد لحل الدولتين في المنطقة ويشدد أيضا على ضرورة توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية.
لماذا يصر نتنياهو على استمرار القتال في قطاع غزة؟
هل يربك وقف إطلاق النار حسابات نتنياهو السياسية؟
لماذا ربطت حماس الإفراج عن الرهائن بإطلاق السجناء الفلسطينيين ووقف الحرب؟
هل يقبل نتنياهو بشروط حماس لدخول مفاوضات صفقة تبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين؟
هل يتمكن نتنياهو من الجمع بين استمرار القتال والتفاوض من أجل الإفراج عن الرهائن؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 18 ديسمبر/ كانون الأول
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب