دلالات استقبال العرباوي لقيادي انفصالي
الأربعاء 15 نونبر 2023 – 12:38
قالت وسائل إعلام جزائرية إن نذير العرباوي، الوزير الأول المعين حديثا من لدن عبد المجيد تبون، استقبل، الاثنين، ما يُسمى بـ”رئيس المجلس الوطني الصحراوي” لدى جبهة البوليساريو الانفصالية، حمة سلامة.
وأبرزت المصادر ذاتها أن الطرفين استعرضا، خلال هذا اللقاء، “آخر مستجدات القضية الصحراوية وآفاقها المستقبلية، والجهود التي يتعين مضاعفتها لحشد الدعم الدولي والتضامن مع الشعب الصحراوي الشقيق في مقاومة الاحتلال المغربي، وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره المكفول بقرارات الشرعية الدولية”.
وسجل مراقبون وخبراء في العلاقات الدولية أن “مسارعة” المسؤول الجزائري إلى استقبال قيادي في تنظيم اعترف منذ أيام فقط باستهداف المغرب بمقذوفات أودت بحياة شخص وإصابة آخرين بالسمارة بالصحراء المغربي “يؤكد إصرار الجزائر على ترسيخ عقيدة العداء تجاه المغرب وإخراج دعم الجمهورية الوهمية إلى العلن، بعدما ظلت تنفي صلتها لعقود، ثم ضمان استمرار النزاع المفتعل”.
في هذا السياق، وصف الحسين كنون، محام رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، خرجة العرباوي بـ”الأضحوكة” لتوجيه اهتمامه، في أيام تعيينه الأولى كوزير أول، إلى قضية خارجية، “في الوقت الذي كان يجب عليه أن يهتم بالقضايا الحقيقية للشعب الجزائري المتمثلة في التنمية والبناء والتشييد وبناء الإنسان،” واصفا ذلك بـ”السباحة ضد التيار”.
وأضاف كنون، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذا التصرف “يثبت أن قلة فقط من الحكماء في الجزائر ممن يؤمنون بأن إطالة هذا النزاع يضر بالمنطقة المغاربية والشعب الجزائري بالدرجة الأولى، في وقت تسير فيه المملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس في مسيرة النماء من طنجة إلى الكويرة بشكل عام وفي الأقاليم الجنوبية بشكل خاص موازاة مع حصوله على دعم دولي وأممي واسعيْن لمقترحه (الحكم الذاتي) في الصحراء المغربية”.
من جانبه، قال العباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الجزائر تحاول، عبر هذه الخرجات، “إقناع المنتظم الدولي بأنها راعية –حسب زعمها- لحقوق الأقليات؛ بينما يثبت واقع الأمر أنها تحتجز أشخاصا في مخيمات تندوف وتمنعهم من التنقل والتجوال والولوج إلى الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، فضلا عن مختلف أشكال الاضطهاد والتقتيل الممارسة في حقهم وغيرها من الجرائم التي وقفت عليها المنظمات الدولية؛ أهمها الأمم المتحدة”.
وأضاف الوردي، في حديثه إلى هسبريس، أن هذه التحركات من طرف النظام الجزائري “تفتقد إلى أية قيمة في ظل نجاح الدبلوماسية المغربية في إقناع مجموعة من الدول التي كانت تستقطبها الجزائر لتأييد أطروحة تقرير المصير”.