أخبار العالم

تنظيم مهرجانات سينمائية في مواعيد متزامنة يثير حفيظة المهنيين بالمغرب



خلف تنظيم مهرجانات سينمائية متزامنة سجالا واسعا، خاصة أنها تجعل الجمهور حائرا في تعددها، وقد يظلم البعض منها، دون أن يأخذ كل واحد حقه في الأضواء المسلطة والتغطيات الإعلامية والحضور الجماهيري للنجوم وأهل السينما والفن.

وبعد نهاية فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة انطلق مهرجان سيدي قاسم للسينما، يليه مهرجان سينما المؤلف بالرباط، ومهرجان فيلم المرأة بسلا، ومهرجان السينما والهجرة بأكادير، وهو الأمر الذي أثار انتقادات كثيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تضاربت حولها الآراء بين مؤيد ومعارض.

مسألة غير صحية

ياسمين بوشفار، الناقدة السينمائية وعضو الجمعية المغربية لنقاد السينما، قالت في تصريح لهسبريس إن “هذه المسألة غير صحية ولا تعطي فرصة للمواطنين المهتمين بالمجال الثقافي للاستفادة من هذه المهرجانات”، موردة: “على سبيل المثال مهرجان الرباط وسلا مبرمجان في الفترة نفسها، وعروض الأفلام مبرمجة في التوقيت نفسه، فكيف يمكن للناس مواكبتهما معا ومشاهدة الأفلام؟”.

وتابعت الناقدة المغربية: “التنظيم سيئ، لذلك تجب إعادة النظر في أجندة المهرجانات بالمغرب”، وزادت: “رغم أنه كان هناك مشكل الزلزال الذي تسبب في تأجيل البعض منها، إلا أن هذا لا يعني أن يتم تنظيمها في الفترة نفسها”.

وأبرزت المتحدثة ذاتها أن “المهرجانات هدفها استقطاب الجمهور للسينما والأفلام والإبداعات من حول العالم، لكن جمعها في التوقيت نفسه لن يحقق ذلك الهدف”.

التنظيم يجب أن يكون مشتركا

وقال بنيونس بحكاني، رئيس الاتحاد المغربي للمهرجانات السينمائية ومدير مهرجان السعيدية السينمائي، في تصريح لهسبريس، إن “التنظيم يجب أن يكون مشتركا بين مديري المهرجانات والمركز السينمائي المغربي ولجنة الدعم، كما يجب وضع برنامج توافقي وتوحيد تواريخ المهرجانات وفق توزيع جغرافي بمختلف مدن المملكة، يلتزم به الكل”، مضيفا أنه “في حال عدم صدور بلاغ الدعم تضطر بعض المهرجانات من أجل ترشيد نفقاتها للتأجيل، فتتداخل مع تاريخ مهرجان آخر، أو يتم إلغاؤها، ويكون هناك نوع من الخليط، وتتزامن المواعيد مع بعضها، ما يؤدي إلى تشتيت الجمهور والإعلام”.

وتابع المتحدث ذاته بأنه يحبذ أن يكون هناك تعاون من المركز السينمائي المغربي لتحديد المواعيد، “لأن هناك مهرجانات تقليدية لها تاريخها لا يجب تخريبها، ومهرجانات في فصل الصيف وأخرى في فصل الربيع”.

وأبرز بحكاني أن “الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز بالمغرب شهر شتنبر الماضي تزامن مع تنظيم مهرجان السعيدية، وشاءت الأقدار أن يكون الافتتاح في اليوم نفسه، فتوقف لأنها حالة خاصة”، موضحا أن “التأجيل لمرة واحدة ليس مشكلا، لكن المشكل يكمن في تنظيم 15 مهرجانا سينمائيا في ظرف 20 يوما، فهي عملية مستحيلة على جميع المستويات”.

نكبة الزلزال سبب التخمة

من جهته قال عبد الإله الجواهري، مخرج وسيناريست مغربي، عضو في لجنة الدعم، في تصريح لهسبريس، إن “مسألة تكاثف وتداخل المهرجانات السينمائية بالمغرب خلال شهري أكتوبر ونونبر تعود بالأساس إلى نكبة الزلزال التي فرضت على مجموعة من المهرجانات أن تغير تواريخها، فصارت هناك تخمة وتداخل يعتبره البعض غير معقول”.

وتابع الجواهري بأن “وجود مهرجانات سينمائية في مدن مغربية مختلفة لا يفسد للود قضية، على اعتبار أن كل مهرجان له جمهوره الخاص، وكل مدينة لديها حق في أن تحتفل على طريقتها؛ وهي مسألة عادية، خاصة أن المغرب يتوفر اليوم على 100 مهرجان سينمائي دولي ومتوسط، لذلك دائما ستكون الزحمة والتعاليق”، وزاد موضحا أنه يعتبر الأمر “مسألة صحية ودليلا على أن الحركة السينمائية بالمغرب بألف خير”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى