أخبار العالم

تتويج “الإمارات وقطر” يختتم “تحدي القراءة العربي” وسط إشادة بالتميز المغربي


أسدل حاكم دبي محمد بن راشد الستار على النسخة السابعة من “تحدي القراءة العربي” اليوم الثلاثاء بأوبرا دبي، بتتويج الفائزين في كل أصناف الجائزة المخصّصة ضمن هذه المبادرة القرائيّة، التي تعدّ، حسب المنظمين، “الأضخم على مستوى منطقة شمال إفريقيا والشّرق الأوسط، والعالم”، بما لها، وفقهم، “من غايات لاستئناف الحضارة العربية الإسلاميّة وتثمين نهضتها من خلال العلم والمعرفة”.

وتوّج الحفل الذي ترأسه محمد بن راشد، بحضور ولي عهد دبي حمدان بن محمد بن راشد، وسيف بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وعدد من الشّخصيات، كلاًّ من “بطل دولة قطر” عبد الله البري، و”بطلة دولة الإمارات” آمنة المنصوري، مناصفةً.

كما عرف الموعد أحداثاً مختلفة “طبعها الدّيني والفني والثقافي والاحتفائي”، بحيث بدأت الفعالية بإلقاء جماعيّ متناغم لمقتطفات من الأناشيد الوطنيّة للدّول المشاركة، ومنها المغرب.

وعُرض على الحاضرين محتوى بصري يحاكي الرهان الحضاري والإستراتيجي وراء “تحدي القراءة العربي”، مع تقديم فئة أصحاب الهمم المشاركين في هذه الدورة لأول مرة، وذلك عقب تلاوة الطالب عمر علي محمد من مصر آيات من القرآن. وبمجرد انتهاء المحتوى المعروض، صعد “القيصر” كاظم الساهر للمنصة لإلقاء فقرة موسيقية تتغنى بحلم “الوحدة العربيّة” وبمشروع الحضارة الوحدويّة.

وقبل إعلان البري والمنصوري “بطلين للقراءة في العالم العربي”، نودي عليهما إلى جانب أربعة آخرين إلى المنصة، بحيث كان، وفق لجنة التحكيم، هذا السداسي هو المتفوق في التصفيات النهائية، على مستوى الدول العربية المشاركة؛ وتأهل هذا السداسي: ملاك مسلم من تونس، وفاطمة محمد من البحرين، وعبد الله البري من قطر، ومحمد وليد من مصر، وآمنة المنصوري من الإمارات، ونعيمة رجوب من سوريا، من بين عشرين مشاركاً آخرين، ضمنهم بطلة المغرب ملاك عمراني.

وأثناء صعودهم إلى المنصّة قام المتأهّلون الستة بعرض إلقاء ارتجاليّ أمام الحضور، لمنح الحاضرين بأوبرا دبي فرصةَ الإدلاء بدلوهم في النتيجة النّهائية. وخلال هذه العمليّة “حصل البري بطل دولة قطر والمنصوري بطلة دولة الإمارات على العدد نفسه من الأصوات”، حسب ما أعلنته منشّطة الحفل، لتكون هذه “أوّل دورة من المبادرة يحصل فيها بطلان على الجائزة مناصفةً”، وقدمها لهما حاكم دبي محمد بن راشد.

وفي تصريح لجريدة هسبريس قال الفائز عبد الله البري: “شعوري لا يوصف الآن، فأنا أعتبر هذا التتويج انتصاراً للثقافة القطرية وللشعب القطري كاملاً”، مضيفا: “هذه أول مرّة يفوز فيها شخص يمثّل دولة قطر، وهذا يزيدني شغفاً لمواصلة القراءة والمزيد من القراءة، لكون هذه التجربة المحطة الرئيسية في حياتي”، متقدما بالشكر للوالدة التي “مهدت سبل النجاح وطوعت مفاتيحه”، ولـ”عبد الله أبو خلف، الذي قدم الدعم المعنوي والمساندة”.

من جانبها، قالت آمنة المنصوري، في حديثها إلى هسبريس، إن “هذا التتويج هو علامة على أن جهد وتعب كل طلاب الإمارات طوال الدورات السابقة لم يذهب سدى”، مردفة: “هذا تشريف وتكليف في آن. ومن دواعي الفخر إسعاد الشعب الإماراتي… كما أن هذا التتويج هو تحفيز كبير”، وزادت: “بعد هذه الجائزة أعتبر نفسي مجرد ممثلة لبلدي وأهلي، واستلامي هذا الدرع هو بداية لمشوار طويل من البحث والتعلم”.

عبد الكريم سلطان العلماء، المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أفاد في حديث مع هسبريس بأن “هذه المبادرة مازالت تواصل عملها الدؤوب في خلق جيل يقرأ، فخلال الدورات السبع كلها شارك ما يزيد عن 100 مليون طالب وطالبة في ‘تحدي القراءة العربي’، وهو ما يبين كل مرة أن هذا المشروع يحقّق النتائج المرجوة منه”، وزاد موضحاً: “كل الطلاب الذين شاركوا طيلة هذه السنوات يتحدثون لغة عربية سليمة وأنيقة تثلج الصدر وتدفع إلى الفخر”.

ورغم عدم تأهل المغرب خلال هذه الدورة، فقد أشاد سلطان العلماء بـ”التمثيل المغربي الذي يواصل التميز في كل دورة”، قائلاً: “حضرت في التصفيات بالمغرب، رأيت الطلبة والطالبات يتحدثون بعربية راقية، وأنا فخور بمشاركتهم كل سنة، ونتطلع منهم لمشاركة أكبر، فهي كميا وكيفيا تؤكد أن الرسالة الحضارية تصل من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق، وهذا دون أن نستثني طبعاً البلدان المغاربية الأخرى”.

وجرى خلال حفل هذا الصباح تتويج يوسف بنداود من تونس كفائز عن فئة أصحاب الهمم، التي تم استحداثها للمرة الأولى في تاريخ المبادرة، بحلوله في المركز الأوّل، بعدما تأهّل للنّهائيات مع كل من عبد الله السيد من مصر، وزياد العادي من عمان. وسيحصل الفائز على جائزة قدرها 200 ألف درهم إماراتي. كما فاز محمد الكوكباني من ماليزيا بجائزة بطل التحدي على مستوى الجاليات العربية في المهجر، وينال هذا الفائز جائزة قيمتها 100 ألف درهم إماراتي.

وفي ما يخص “المشرف المتميز”، المتوجهة للمشرفين الذين “عملوا على ترسيخ ثقافة القراءة لدى الطلبة وتحويلها إلى عادة يوميّة”، فقد كانت من نصيب المشرفة الأردنيّة سماهر السّواعي، التي كانت تتنافس على المركز الأول مع المشرف السعودي فؤاد الطلحي، والمشرفة الإماراتية نورة الشحي. وستحصل الفائزة، من بين 149826 مشرفا ومشرفة تقدموا، على جائزة قيمتها 300 ألف درهم إماراتي.

وبعدما حازت مؤسسة المختار جزوليت المغربية جائزة “المدرسة المتميزة” خلال الدورة السادسة من تحدي القراءة العربي، فإن الجائزة كانت هذه السنة من نصيب مؤسسة أردنية: “مدرسة الملك عبد الله الثاني للتميز”، وذلك غداة تأهلها في منافسة مؤسسة الشهيد الطيار علي محمد، التي تمثل مصر، وأيضا مدارس مواهب الوطن التي تمثل السعودية. وستحصد المدرسة الفائزة جائزة قيمتها مليون درهم إماراتي.

وبلغة الأرقام فإن المنظمين يعتبرون أن هذه الدورة من “تحدي القراءة العربي” سجلت مشاركة قياسية بلغت أكثر من 24.8 مليون طالب وطالبة، بينهم 22506 طلاب من فئة أصحاب الهمم، يمثلون أكثر من 188 ألف مدرسة في 46 دولة حول العالم، وتحت إشراف نحو 150 ألف مشرف ومشرفة قراءة. وهذه الأرقام تبدو للقائمين على المبادرة “إشارات تساعد في تأهيل الرهان الحقيقي: استئناف مشروع الحضارة العربية الإسلاميّة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى