أخبار العالم

هل تؤثر معارك “حماس وإسرائيل” على التعاون العسكري بين الرباط وتل أبيب؟



مع اندلاع المواجهات العسكرية بين حركة حماس الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، عادت إلى الواجهة الصفقات العسكرية المبرمة بين تل أبيب والرباط و”إمكانية تأثرها” على المستوى البعيد أو المتوسط.

وسط الحرب، بدأ الإعلام الإسرائيلي يثير موضوع الكلفة العسكرية للاجتياح البري المرتقب لقطاع غزة، إذ قالت صحيفة “كلكيست” العبرية إن “التكلفة العسكرية المبدئية تقدر بـ 18 مليار دولار”.

هذا الأمر يستحضر أيضا إمكانية “تأثر” السلسلة التصديرية للسلاح الإسرائيلي، باعتبار أن جل الشركات المصنعة للسلاح بتل أبيب “تركز” على الحرب مع حركة حماس، ما يشير إلى “احتمال تأثر الصفقات العسكرية المبرمة مع الخارج، في مقدمته الرباط”.

وقبل حرب أكتوبر، كان مسار التعاون الدفاعي بين الرباط وتل أبيب يسير في “منحى متصاعد”، ترسمه صفقات عسكرية على “أعلى مستوى”، أهمها الطائرات المسيرة، وأنظمة الدفاع الجوي، وأخبار حول دبابات “ميركافا”، وأيضا مصنعين للطائرات المسيرة عالية الدقة.

لكن في المقابل هناك سياسة تنويع الشركاء العسكريين التي تنهجها القوات المسلحة الملكية، والتي تتيح لها تغييب احتمال التأثر من غياب منابع السلاح التقليدية.

سيتأثر التعاون

محمد لعروسي، خبير أمني، يرى أن “تأثر الصفقات العسكرية والتعاون الدفاعي، أمر مرتقب على خلفية إقامة الجيش الإسرائيلي مخططات عسكرية في قطاع غزة، سواء على المستوى المتوسط أو البعيد”.

وقال لعروسي لهسبريس إن “العامل الأول الذي سيؤثر على التعاون العسكري المغربي الإسرائيلي، هو تركيز جيش تل أبيب من خلال جل مخططاته على الهجوم في غزة”.

وأضاف أن “الصفقات العسكرية بين تل أبيب والرباط يمكن أن تتقلص في الوقت الحالي”، مشيرا إلى أن “التأثير سيصل أيضا إلى اتفاقات أبراهام للسلام”.

وتابع الخبير الأمني ذاته بأن “المغرب أقام شراكة عسكرية وتكنولوجية جد متقدمة مع تل أبيب، لكن ذلك لم يؤثر على موقف الرباط من القضية الفلسطينية”، مبينا أن “هذا العامل من المؤكد أنه سيدفع المغرب لتأجيل تقدم هذا التعاون، مع استحضار أولوية بحث منافذ التسوية بين الطرفين”.

ولفت لعروسي إلى أن “المغرب لن يتأثر بتبعات جمود التعاون العسكري مع تل أبيب في هاته الفترة، لأن القوات المسلحة الملكية تعتمد بذكاء سياسة تنويع الشركاء العسكريين”.

لا تأثير في العلاقات العسكرية

من جانبه، سجل محمد الطيار، خبير أمني، أن “العلاقات بين تل أبيب والرباط من المستبعد أن تتأثر على خلفية الحرب في فلسطين، خاصة على المستوى الأمني والعسكري، لأن ذلك تحكمه مجموعة من الاتفاقات والمعاهدات الموقعة”.

وأضاف الطيار، في تصريح لهسبريس، أن “تأثر العلاقات بين تل أبيب والرباط بشكل كلي في العقود السابقة كان في سياق سياسي مختلف عن الوقت الحالي”، مشيرا إلى أن “العلاقات بين المؤسسات قوية للغاية وتصل إلى مستويات متقدمة، خاصة على المستوى العسكري”.

وفسر المتحدث ذاته أن “المغرب يفرق بين الاتفاقات الموقعة والمبرمة، وبين مواقفه من سياسة نتانياهو ومن العدوان تجاه الشعب الفلسطيني”.

وشرح أن “المغرب في الوقت الحالي يعمل على تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تجنبا للمزيد من الصراع”.

“قبل الحرب، سبق للمغرب أن استقبل قياديين من حماس، وذلك في إطار مساعيه المتجددة لإيجاد حل للنزاع الذي يبدو مسارا فقط لحرب مباشرة بين طهران وتل أبيب”، يقول المتحدث ذاته.

وخلص الطيار إلى أن “جلب أمريكا حاملات طائرات نووية وكاسحات للألغام في هذا الوقت الوجيز، يعني أن الأمر أكبر من حرب بين تل أبيب وحماس، بل هي من أكبر الحروب في المنطقة التي ستكون طهران عنوانها المقبل والبارز”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى