حرب غزة: إسرائيل تعزز تواجدها شمالاً، تحسباً لهجمات حزب الله
- Author, أنا فوستر
- Role, مراسلة بي بي سي في الشرق الأوسط
دوي الانفجار الأول يجعل الجميع يقفزون. لا نستطيع رؤية النيران لأن الظلام خيم على المكان، ولكننا نسمع صوت الطلقات. تبدأ بفرقعة قوية ثم أزيز وهي تعبر من سماء بلد إلى سماء آخر.
التوتر ملموس هنا على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان. الضجيج الذي ارتفع سببه إنذار أمني. احتمال تسلل من الشمال. النيران تسمح لإسرائيل بالبحث عن المتسللين في الظلام.
بما إن يترفع صوت صفارات الإنذار نهرول من سيارتنا إلى ملجأ رفقة فريق أمني. يتجمعون حول التلفاز لمشاهدة الأخبار، ويستمعون إلى إذاعة الجيش، ترقبا للأخبار. وتقول الشائعات إنها هجوم بمسيرة أو طائرة شراعية من الشمال.
تبين هذه المرة أنه إنذار كاذب. ولكن في الأيام القليلة الماضية وقعت حوادث تبادل إطلاق النار. فقد قتل الاثنين، ثلاثة جنود إسرائيليون في مواجهات مع متسللين، عبروا الحدود من لبنان. وزعمت حركة الجهاد الإسلامي أن المتسللين ينتسبون لها.
وقتل لاحقا ثلاثة من عناصر حزب الله، عندما هاجم الجيش الإسرائيلي مواقع في لبنان، رداً على قصف بالهاون.
وأرسلت إسرائيل جزءا كبيرا من قوات الاحتياط التي استدعتها عقب هجمات حركة المقاومة الإسلامية حماس، في الجنوب، لتعزيز قواتها على الحدود الشمالية.
ويصل جنود الاحتياط إلى نقطة التجمع تباعا استجابة لنداء الواجب، بالسيارات والحافلات. في موقف الحافلات جلس مجموعة من الجنود على الأرض للاسترخاء قبل بدء مهمتهم.
ويحدثك أغلب الناس هنا بفخر عن أقارب لهم يذهبون للخدمة في الجيش. أما الذين لما يأتي دورهم، على غرار أطباء التقيناهم، فقرروا شغل وقتهم في نقل الغذاء والماء وأغراض أخرى إلى زملائهم.
وعندما ذهبنا لاقتناء بعض الطعام، بعد يوم طويل من العمل، وجدنا أن كل شيء نفد من المحل القريب لأنه باع كل ما صنعه للجنود.
ويجري حشد القوات تحسباً لأي هجوم من الجانب الأخر والذي يشكل تهديدا كبيرا على الحدود الشمالية.
وتصنف بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخر حزب الله تنظيما إرهابيا، تماماً كما تصنف حركة حماس في غزة.
ويتمتع حزب الله المدعوم من إيران بتواجد قوي في لبنان، والاستحواذ على قوة كبيرة في بلاد ليس فيها حكومة منتخبة ولا رئيس في الوقت الحالي.
وفي 2006، دخل حزب الله في حرب مع إسرائيل أسفرت عن مقتل 1200 شخص، حين شهدت المنطقة تبادلا لإطلاق النار على الحدود بين حزب الله وإسرائيل لعدة أيام. وشاركت في المواجهات أيضا حركات المقاومة الفلسطينية الموجودة في لبنان.
وتكمن خطورة الوضع في أن يتصاعد التوتر ليفتح جبهات أخرى، قد تدفع إلى حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان، يمكن أن يكون لها صدى في المنطقة كلها.
وقد يكون لها تأثير على نطاق أوسع، وهو ما دفع بالولايات المتحدة تحديدا إلى مساعدة الجيش الإسرائيلي، وإلى التصريح للعالم بأنها مستعدة لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجمات.
ونفذت الولايات المتحدة كلامها بوصول أول شحنة أسلحة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وإرسال حاملة الطائرات الأمريكية شرقي البحر الابيض المتوسط.
وعلى المستوى الشعبي، يحاول الناس الدفاع عن أنفسهم، حيث يقول أديب أحد أفراد فريق الطوارئ، في قرية إسرائيلية تقع إلى جانب الجدار الحدود مع لبنان: “لدينا مجموعة صغيرة من المتطوعين. أعتقد أننا بحاجة إلى 20 شخصا على الأقل، لأننا على الحدود، ولكننا 5 فقط”.
يمكن رؤية أبراج المراقبة التابعة لحزب الله بوضوح، ويضيف أدين أن سكان القرى مثل قريته يشكلون بأنفسهم فرقا أمنية تحميهم من “الهجمات المحتملة”.
ويوضح: “نطالب دائما بالمزيد من الأفراد، والمزيد من الأسلحة. لا يمكننا الدفاع عن القرية بهذه الطريقة. نأمل أن توفر لنا الحكومة 30 شخصا”.
ويتحدث أديب عن زمن لم تكن فيه حدود تمر عبر القرية. ويقول”هذه المنظمات لا تفرق بين العرب واليهود. نحن عرب ولنا مسجد، ومع ذلك يواصلون إيذاء القرية”.
في اليوم الذي سبق لقاءنا، كان فريق أديب في مهمة، يقول عنها: “حدث تسلل من لبنان. فكان علينا أن نذهب إلى الملجأ. جميع سكان القرية”.
ويتابع: “فذهبنا نحن والجيش إلى نققطة الدفاع. وقع إطلاق نار وجرحى من جانبنا. نحاول أن نعيد الحياة إلى مجراها، ولكننا نطلب من السكان أن يكونوا دائما على مقربة من ملجأ”.