“مبادرة طموحة” تخلق مهنة جديدة للنساء وأمهات الأطفال في وضعية إعاقة
في مبادرة اعتبرها الذين أطلقوها طموحة، أعلنت مؤسسة الطاهر السبتي، بشراكة مع المدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء، عن مشروع خاص بالمرافقة المدرسية للأطفال المدمجين داخل قسم مدرسي عادي أو متخصص، من أجل تسهيل حياتهم المدرسية؛ وذلك بغاية المساهمة في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لهؤلاء النساء، واستقلالية الأطفال ذوي القدرات الخاصة في المدارس.
وحسب البيان الذي توصلت به هسبريس، استنادا إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبيئة التعليمية، فإن لهذا المشروع، الذي يحمل اسم “مهنة مرافق الحياة المدرسية، تمكين للنساء واستقلالية في المدرسة “، هدفين رئيسيين: الأول يتعلق ببعد “التعلم”، من خلال مرافقة النساء في وضعية الهشاشة لتعزيز بناء الذات. ويركز الهدف الثاني على بعد “رأس المال البشري”، الذي يعيق بناء قدرات النساء في وضعية هشة، من خلال برنامج تدريبي في مهنة مرافقة الحياة المدرسية. وسيعزز هذا المشروع الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لهؤلاء النساء، إضافة إلى استقلالية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس.
وسيوفر هذا المشروع، الذي يموله الصندوق الكندي لدعم المبادرات المحلية –FCIL، تدريبا لفائدة 25 امرأة من أمهات الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الدراسة أو من ذوي الإعاقة الغير المرئية. كما يتوجه هذا المشروع إلى الفتيات من الفئات الهشة الحاصلات على مستوى البكالوريا وما فوق، واللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 سنة وما فوق، اللواتي يرغبن في ممارسة مهنة مرافقي الحياة المدرسية.
وتفاعلا مع الموضوع، قالت دليلة موگاع، المسؤولة على التنمية ومركز التكوين بمؤسسة الطاهر السبتي، إن “هذا المشروع ينطوي على طموح مهم؛ نظرا لما له من أهداف استراتيجية تروم إدماج النساء وتمكينهن، ومواكبتهن تأكيدا لشروط الاستقلالية”، مشيرة إلى أن “هذا المشروع يخرج المرأة من الانعزال الدائم في البيت، بسبب رعاية أبنائها ويقدم لها تدريبا لدعم أفضل لهم؛ كما يوفر لها دعما نفسيا واجتماعيا”.
وأفادت موگاع، في تصريحها لجريدة هسبريس، بأن “هناك نقاشات لتحويل مهنة مرافقة الحياة المدرسية إلى وظيفة مهيلكة، وأن تصبح تكوينا مستقلا يتم تعميمه على كل المدارس العليا للأساتذة ولما لا بكليات ومعاهد المملكة”، موضحة أن “هناك طموحا أيضا لكي تلبي هذه الدفعات من النساء المتدربات احتياجات الموارد البشرية في قطاع التعليم الأولي تحديدا، وأن يشاركن تجاربهن مع الأمهات الأخريات”.
وأوضحت المتحدثة أن “الدراسة بدأت فعليا وستمتد حتى فبراير 2024، والنساء تبلين بلاء حسنا، وتظهرن حماسا واضحا للتعلم”، مسجلة أن “هذا التدريب سيتطرق لمجالات مفصلية؛ منها مجال المرافقة الاجتماعية والتعليمية، والتواصل المهني في العمل الاجتماعي، والتنمية الذاتية، وكذلك الشراكات بين المؤسسات والشبكات التي تشتغل حول الأطفال الذين يعانون أوضاعا صعبة أو من ذوي الإعاقة”.
وعن سياق الدراسة، أوضحت موگاع أن “الإشكالية التي التقطها المشروع هو أن الأشخاص الذين يتجاوزون 15 سنة ولا يشتغلون بلغت نسبتهم 80 في المائة حسب آخر إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، وهذه النسبة مقلقة جعلت الجميع يتجند للتفكير في آليات لإدماج النساء”، مؤكدة أنه “لا يقصي أية شريحة أو فئة من النساء؛ فضمنه من يتوفرن على الباكالوريا، وضمنه اللاتي لم يحصلن على أية شهادة، وأيضا ضمنه من سبق أن ولجن سوق الشغل سلفا”.
وأكدت المسؤولة على التنمية ومركز التكوين بمؤسسة الطاهر السبتي أن “هذا البرنامج يعرف بمهنة مرافقي الحياة المدرسية للأطفال، ويساهم في تأهيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية والذي لم تعرف العديد من الأسر والمؤسسات كيفية تنزيله”، معتبرة أنه “مشروع يشكل كذلك جوابا على أسئلة النموذج التنموي الجديد، الذي دعا إلى تأهيل الرأسمال البشري في إطار تكافؤ الفرص وتعزيز أماكن المساواة”.
ومن بين النقط المهمة التي تعرضها المسؤولة سالفة الذكر أن “هذا التدريب متنوع، فيه ما هو نظري وما هو تطبيقي؛ ولكن أيضا هناك شق يتعلق بالاستماع لشهادات المستفيدات ومتطلباتهن والحدود والإمكانات المتعلقة بالمشروع والفرص التي يتيحها والتحديات المطروحة”، مشددة على أن “هناك رغبة لكي تصبح هؤلاء النساء فاعلات في مجال التربية، خصوصا في المدارس العمومية”.
يذكر أن سعد العلمي اليونسي، مدير المدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء، وسعاد الطاوسي، المديرة العامة لمؤسسة الطاهر السبتي، وقّعا، يوم الأربعاء 13 شتنبر المنصرم بمقر المدرسة سالفة الذكر، اتفاقية الشراكة بين المؤسسة والمدرسة. وبموجب هذه الشراكة، ستضع “مدرسة الأساتذة” أطرها للتكوين النظري في هذا المشروع.