فعاليات أمازيغية: التهميش وراء فداحة الزلزال
ربطت إطارات أمازيغية الآثار الوخيمة للزلزال، الذي ضرب الأطلس الكبير يوم 8 شتنبر الماضي، على ساكنة المناطق المنكوبة وممتلكاتهم المادية ونظمهم الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية بـ”الوضع التنموي الهش والتفقير الممنهج” بهذه المناطق.
واعتبرت عشرات الإطارات المدنية والنقابية الأمازيغية، في بيان مشترك، أن المناطق الجبلية التي ضربها الزلزال عانت “من سنوات من التهميش قبل وبعد الاستقلال”.
كما ربطت الإطارات ذاتها قوة تداعيات الزلزال بـ”بعض الإجراءات البيروقراطية والارتجال في اتخاذ القرارات والتدخل لإنقاذ السكان العالقين تحت الأنقاض، خلال الساعات الأولى للفاجعة”.
وخلّف الزلزال، الذي ضرب مناطق واسعة من الأطلس الكبير وتضرر منه 2.8 ملايين نسمة، 2091 قتيلا و5500 من الجرحى، إضافة إلى انهيار 59647 بيتا في 2930 دوارا، حسب المعطيات التي قدمها فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية أمام لجنتي المالية والتنمية الاقتصادية بمجلسي البرلمان.
وسجلت الإطارات الأمازيغية “غياب الأحزاب السياسية كل أيام الفاجعة خلافا لديناميتها طيلة أيام الحملات الانتخابية في دواوير الجبال المنكوبة”، و”تخلف الشركات المنجمية المستغلة لمعادن المناطق الجبلية والتي كان ينبغي أن تكون الأولى بالتدخل لإعادة فتح الطرقات بسبب عامل القرب”.
كما انتقدت “تقاعس بعض الجماعات الترابية، وخاصة القروية ببعض المناطق المعنية مباشرة، وشركات التهيئة والبناء التي تربطها عقود وصفقات مع هذه الجماعات والتي توجد آلياتها بهذه المناطق وقت الزلزال، خاصة على مستوى تحريك واستعمال آلاتها وأجهزتها للإسراع بفك العزلة عن الدواوير المنكوبة وفتح المسالك والطرق أمام السكان والأفراد وفرق الإنقاذ في الساعات والأيام الأولى لحدوث الفاجعة”.
وأعلنت الحكومة أن الغلاف المالي، الذي خصصته لتقديم المساعدات الاستعجالية للأسر المتضررة من الزلزال والمساعدات المالية لإعادة بناء المساكن المنهارة كليا أو جزئيا، بلغ 8 مليارات درهم؛ في حين تم تخصيص 14 مليار درهم لفك العزلة عن المناطق المتضرر وتيسير الولوج إليها.
في هذا الإطار، دعت الإطارات الأمازيغية الفاعلين السياسيين والتقنيين الذين ستُوكل إليهم مهم إعادة إعمار الدواوير المتضررة من الزلزال إلى “التحلي بروح المسؤولية حتى لا تؤدي عملية الإعمار إلى طمس الغنى والتنوع الثقافي الذي تزخر به الجبال والقرى”، و”الحرص على احترام التراث المتفرد وتقاليد أنماط عيش كل منطقة”.
واعتبرت أن إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الأطلس الكبير تستدعي إشراك الباحثين الأنثروبولوجيين والاجتماعيين والمهندسين والفاعلين والمتخصصين في التراث والثقافة والمعمار الأمازيغي في المؤسسات واللجان والأوراش، سواء الاستعجالية أو المقبلة.