حرب غزة: هل تدعم إيران حماس لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل؟
- Author, سينا علي نجاد
- Role, بي بي سي الفارسية
في اليوم الذي شهدت فيه إسرائيل شن هجوم من قطاع غزة استهدف أراضيها، ووُصف بأنه الهجوم الأكثر دموية منذ الحرب العربية مع إسرائيل عام 1973، أثيرت تساؤلات بشأن دور إيران في دعم حماس، التي أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ العملية.
وقال غازي حمد، المتحدث باسم حماس، يوم السبت، خلال مقابلة مع برنامج “نيوزأور” على قناة بي بي سي، ردا على سؤال بشأن حجم الدعم الذي حصلت عليه حماس من إيران لتنفيذ هذه العملية: “أنا فخور بأن هناك العديد من الدول تساعدنا، إيران تساعدنا، ودول أخرى تساعدنا، سواء بالمال أو بالسلاح أو بدعم سياسي، لا بأس أن نفعل ذلك”.
وعلى الرغم من غموض رده إلى حد ما، فإنه لم ينف دعم إيران ردا على سؤال مباشر طرحته عليه بي بي سي.
وأدى الهجوم الأخير الذي شنته حماس داخل إسرائيل إلى مقتل المئات، كما تسببت الضربات الانتقامية الإسرائيلية على غزة في مقتل ما يزيد على 300 شخص، والعدد يزداد.
وتواجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضغوطا هائلة للرد على هذا الهجوم غير المسبوق.
وفي إيران، رحب يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، علنا بالعملية التي نفذتها حماس قائلا: “نعلن دعمنا لعملية طوفان الأقصى”.
ونُشر على حساب المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، مقطع فيديو على موقع إكس، تويتر سابقا، يظهر مجموعة كبيرة من المدنيين الإسرائيليين يفرون من هجوم، وحجُبت التغريدة لاحقا لانتهاكها سياسات منصة “إكس”، وأشير إلى ذلك على أنه ربما من أجل “المصلحة العامة”.
ودأب حسابه باللغة الإنجليزية، خلال الأيام الماضية، على تكرار عبارة له قال فيها: “النظام الصهيوني يحتضر”. ولا تعترف إيران بدولة إسرائيل وغالبا ما تشير إليها باسم “النظام الصهيوني”.
وفي إيران، احتفل أنصار الحكومة بهجمات حماس في ميدان فلسطين في العاصمة طهران ومدن أخرى، بينما أدان كثيرون في المعارضة الهجوم ونشروا رسائل دعم لإسرائيل، كما أعاد العديد من مؤيدي الحكومة الإيرانية على موقع إكس نشر مقاطع فيديو لحماس وهي تشن هجومها على إسرائيل ويشيدون بـ “الانتصار على إسرائيل”.
وقال البيت الأبيض إنه لم يرصد أدلة تربط إيران مباشرة بهجوم حماس، وعلى الرغم من ذلك قال مسؤول أمريكي بارز لصحيفة الغارديان: “ظلت إيران منذ فترة طويلة داعما رئيسيا لحماس والجماعات الأخرى التي تعتبر إرهابية”.
ويقول معارضو الاتفاق الأخير الذي أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع إيران، إن الاتفاق شجع إيران على دعم جماعات مثل حماس.
وتضمن هذا الاتفاق إطلاق سراح سجناء أمريكيين ورفع القيود المفروضة على 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية.
وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في تغريدة على منصة إكس: “لم يُنفق سنت واحد من هذه الأموال، وعندما تُنفق فإنها لا يمكن إنفاقها إلا على أشياء مثل الغذاء والدواء للشعب الإيراني”.
وعلى الرغم من ذلك رد شيو وانغ، الباحث الأمريكي الذي أُطلق سراحه من سجن إيراني عام 2019، على هذا الادعاء، وقال إن الاتفاق عزز بطريقة مباشرة الصراع الإيراني بالوكالة مع إسرائيل.
في ذات الوقت أشار عضو بارز في حماس في طهران إلى أن تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الدول العربية يمثل حاليا “التهديد الأكبر” للفلسطينيين.
وتأتي مثل هذه التصريحات في وقت بذلت فيه السعودية والولايات المتحدة جهودا على مدار الأشهر الماضية بغية تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية.
وقال أسامة حمدان، عضو حركة حماس، الأسبوع الماضي، خلال الاجتماع العام لـ “مؤتمر الوحدة الإسلامية” في طهران: “التهديد الأهم الذي يواجه فلسطين في الوقت الراهن هو سعي النظام الصهيوني إلى تطبيع العلاقات مع مختلف الدول”.
وشدد على أن “تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني يعد ظلما لكل الفلسطينيين”، مضيفا: “علينا أن نقف ونقاوم مثل هذه الخطة”.
في ذات الوقت قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، خلال اجتماع ضم سفراء عدد من الدول الإسلامية إن “مقامرة تطبيع العلاقات” مع إسرائيل “خسارة كاملة” .
وقد يكون توقيت مثل هذه التصريحات، الذي يتزامن مع هجوم حماس، من قبيل الصدفة وأكثر ارتباطا بجهود التطبيع أو، كما يقترح بعض المحللين، إشارة إلى أن الإيرانيين “كانوا على دراية إلى حد ما بعملية حماس”.