لماذا تهاجمنا الكلاب الأليفة؟ – BBC News عربي
تصاعد الجدل مؤخراً بشأن حوادث هجوم الكلاب الأليفة على البشر وتسببها في بعض الحالات بوفاة الضحية في أكثر من دولة.
وأدّت هذه الهجمات في بعض الدول إلى اقتراح تعديل القوانين الخاصة بحظر سلالات معيّنة من الكلاب تصنف على أنها خطرة.
ونتحدث هنا بشكل خاص عن حالات هجوم الكلاب الأليفة التي يربيها أشخاص، وليس تلك الضالة في الشوارع.
وانقسم المهتمون بين مؤيد ورافض لوضع قوانين تتعلّق بحظر سلالات معيّنة.
وسجّلت بريطانيا في الأشهر الأخيرة تصاعداً لافتاً في عدد هجمات الكلاب.
وتدخّل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان بعد الجدل حول هجمات تسببت بها سلاسة “إكس أل بولي” بشكل خاص.
ووعدا بوضعها على لائحة الحظر ما أثار غضب مالكيها.
كما شهدت دول عربية نقاشاً بشأن اقتناء الكلاب “الخطرة”، بعد رصد حوادث مماثلة.
وتسبّب هجوم كلب من نوع بيتبول بوفاة المواطن محمد الماوي في مصر في مارس/آذار من هذا العام. كما أدى هجوم آخر في لبنان لكلب من نوع دوبرمان على مالكه الشاب إلى وفاة الأخير.
ويرى البعض أن المشكلة تكمن في أن بعض أنواع الكلاب، شرسة أو عدائية ويجب حظرها. لكن البعض الآخر يرفض هذه النظرية، ويشير إلى أن الخطأ هو خطأ الإنسان الذي يقتني أو يتاجر بتلك السلالات.
ما أسباب هجوم الكلاب على البشر؟
تهاجم الكلاب من تراه دخيلاً غريباً على منزل بغياب مالكيه، أو معتدياً عليها أو على عائلتها أو أصحابها البشر، لكن هناك أسباب أخرى بحسب الخبراء، أهمّها الخوف.
- تهاجم الكلاب عند شعورها بخطر ما وبالحاجة للدفاع عن نفسها.
- تبدي سلوكاً عدائياً للبشر في حال تعرضت سابقاً للأذى والضرب والمعاملة السيئة لوقت طويل، فتفقد الثقة والأمان حتى في مالكها.
- تكون في مزاج سيء حين تعاني من مشاكل صحية: سوء تغذية أو آلام أو جروح أو أمراض غير ظاهرة.
- تظهر العدائية إن كانت كلاباً غير اجتماعية، لم تعتد حضور الأشخاص والأطفال والحيوانات الأخرى: مثل الكلاب التي تربط بحبل أو توضع في مكان ضيق أو على سطح مبنى بمفردها طوال اليوم.
- حين تكون مدرّبة بشكل خاطئ على الهجوم والحماية، ولا تستمع إلى نداء صاحبها عند مناداتها.
- لكن هناك وجهات نظر تقول إن بعض الكلاب تملك أطباعاً عدائية بسبب طبيعة سلالتها أو تركيبة جيناتها الوراثية، وتهاجم لأنها شرسة من دون أن يكون السبب مرتبطاً بظروف معيّنة أو بخلل في التدريب أو التربية.
ما هي سلالات الكلاب المحظورة؟
رغم أن حوادث عقر الكلاب المسجّلة غير محصورة بسلالة معيّنة، إلا أن بعض سلالات الكلاب تسجّل أرقاماً أعلى من غيرها، وبعضها قد يتسبب بقتل الضحية.
وتختلف سلالات الكلاب المحظورة في كل بلد بحسب المعايير التي تحددها السلطات.
وقد تكون الكلاب التي تعرف بانتمائها أو تحدّرها من فصيلة بيتبول، القاسم المشترك بين أغلب لوائح الحظر في الدول التي تعتمد قوانين لمنع سلالات معيّنة.
يُضاف إلى البيتبول، الكلاب التي تملك بنية جسدية ضخمة وتُوظّف عادة في مهام مثل حماية وحراسة الأشخاص والممتلكات والحظائر ومنها كلاب التوسا، الماستيف، والدوغو الأرجنتيني، والبوربول.
وحُظرت هذه الكلاب إما بسبب ارتباطها بهجمات على البشر وإما بسبب الاعتقاد السائد بأنها خطرة.
وأصدرت بريطانيا، وهي المرجع العالمي في تصنيف نوادي سلالات الكلاب، قانوناً لحظر الكلاب الخطرة عام 1991، تضمّن حظر أربع سلالات فقط.
لكن السلطات البريطانية قررت أن تحظر كلاب “إكس أل بولي” بحلول نهاية العام الحالي. وهذه المرة الأولى التي تضيف فيها سلالة جديدة على اللائحة منذ صدور القانون.
قانون حظر الكلاب المصنفة بأنها خطرة على البشر، تعتمده عدة دول عربية مثل تونس والمغرب والإمارات والسعودية.
ولا يوجد في لبنان والأردن قانون يحظر الكلاب على أساس نوع السلالة، بل هناك قوانين تحاسب مالكي الكلاب بناء على شكوى إزعاج أو سلوك خطر.
وأصدرت سلطات دائرة عمّان الكبرى في الأردن، قانوناً يفرض حيازة ترخيص خاص على من أراد اقتناء كلب مهما كان نوعه.
وأقرّ مجلس النواب المصري قانوناً صدر في مايو/أيار رقم 29 لعام 2023، لحظر 16 نوعاً بعد الهجوم الأخير الذي أدى إلى مقتل محمد الماوي. وقالت الناشطة المدافعة عن حقوق الحيوانات دينا ذو الفقار إن القانون “أقرّ على عجل ودون دراسة دقيقة”.
وحضرت ذو الفقار جلسات مناقشة هذا القانون مع الهيئة العام للخدمات البيطرية في مصر، في أغسطس/ آب الماضي، لتحديد شروط الاقتناء ومنع التهجين وحصر لائحة الحظر بأربع سلالات وفقاً للقانون البريطاني. لكن القانون لم يصبح نافذاً بعد.
كلاب من صنع الإنسان
هُجنت سلالات الكلاب القوية أو الضخمة على يد البشر للمساعدة في صيد الحيوانات الكبيرة (الخنازير أو الغزلان) أو المدافعة عن القطيع ضد الذئاب أو المصارعة أو حماية ملكية كبيرة، أو للمشاركة في مسابقات ورهانات مصارعة الكلاب التي كانت شائعة في الولايات المتحدة وأوروبا قديماً كما هو الحال مع البيتبول.
وأثبتت بعض الدراسات أن هذه الحيوانات أصبحت تصلح لمرافقة البشر منذ وقت طويل، بعد تحويل آلاف منها للعيش في منازلنا.
وصُمّمت هذه الكلاب عبر التزاوج بين عدة أنواع كبيرة وقوية على مدى سنوات، ليحصل الكلب في نهاية المطاف على الشكل والحجم والقوة التي سيوظفها البشر.
خبير سلوك الحيوانات هدج (بشارة) حتّي من لبنان، يقول إن “الهجمات تزيد لأن الكلاب تزيد، ولأنّ مجتمعنا أصبح متقبلاً للكلاب أكثر من قبل”.
“لكن مجتمعنا لا يعامل الكلب بالشكل الصحيح، ولا يملك لا الخبرة لاختيار الكلب المناسب”، وفق ما يرى حتّي.
ويضيف” إن هناك نوعين من الكلاب – كلاب الوظيفة أو المهام وكلاب الاستعراض. يجب الحفاظ على كلاب المهام ولكن مسألة اقتناء أو إنتاج كلاب الاستعراض تصرف غير إنساني”.
يشير حتّي إلى أن سلالات “الكلاب الموجودة هي من صنع الإنسان”.
ويؤكد أن الكلب الوظيفي صُنع كي لا يتعب ولديه قوة تحمل وطاقة مهولة.
يتابع قائلاً: “عندما لا يتمكن الكلب من إخراج هذه الطاقة الكبيرة، يُصاب بالحصر النفسي أو يتملّكه القلق، وقد يتحول سلوكه إلى سلوك تدميري”.
عندها تبدأ المشكلة – وفق ما يرى حتّي – مع وضع هذا الكلب في قفص، أو باعتماد مالكيه على الصراخ والعقاب، “فيفقد الكلب الثقة في أقرب الناس إليه”.
ويقول بشارة إن عامل الخوف والقلق ينتقل أيضاً في جينات الكلاب، وإن الخوف يتحول إلى شراسة عند بلوغ الكلاب سنّ 11 شهراً. “وأمام الخوف، يملك الكلب خيارين، الفرار أو الهجوم، وذلك بحسب الظروف التي يتواجد فيها”.
البيتبول و البولي: كلاب خطيرة أم مجرد سمعة سيئة؟
إذا قمنا على سبيل المثال ببحث على الإنترنت باللغة العربية عن كلاب البيتبول – الموجودة على أغلب لوائح الحظر – سنرى نتائج يشير أغلبها إلى أنها كلاب شرسة وعدائية ومحظورة.
أما باللغة الإنجليزية والفرنسية، سنرى أن أغلب المعلومات تشير إلى عكس المفهوم السائد.
سترى الوجهين المتناقضين تماماً لهذه الكلاب. مشاهد تظهرها مخيفة وقوية أو تهاجم أشخاصاً وكلاباً أخرى، ومشاهد تظهرها لطيفة ومحبوبة ومتقبلة لجميع الكائنات وأحياناً كسولة.
ولا تصنف كلاب البيتبول ضمن سلالات الكلاب العريقة، بل ينظر إليها على أنها كلاب هجينة من كلاب البولدوغ وأنواع كلاب تستخدم في الصيد، وجرى العمل على تطوير هذه السلالة في القرن التاسع عشر.
محمد سميمي مدرّب محترف ومربي كلاب من الدار البيضاء في المغرب، يقول لبي بي سي نيوز عربي إنه “لا توجد مشكلة مع البيتبول إن حظي بالتربية السليمة في ظروف نقية ونظيفة وجيدة”. وإن صورة البيتبول العدائية “تعود أسبابها إلى مالكيه”.
“كلاب ذكية جداً وعاطفية”
فيكتوريا ستيلويل خبيرة في سلوك الكلاب وتدريبها بين بريطانيا والولايات المتحدة، تقدم برنامجاً تلفزيونياً شهيراً على إحدى قنوات “أم بي سي ” بعنوان “أنا أو الكلب”، وتعرض في كل حلقة معالجة مشكلة ناتجة عن سلوك الكلاب الأليفة في المنازل.
تقول في حديث مع بي بي سي نيوز عربي، إنّ “كلاب البولي أو البيتبول وغيرها، كلاب هُجنت في الأساس لمواجهة الدببة أو الثيران كما يدل اسمها (بول = ثور)”.
وتضيف: “حتى الكلاب التي هُجنت لاستخدامها في مصارعة الكلاب، هُجنت أيضاً لتكون قريبة جداً من الإنسان واجتماعية”.
تملك فيكتوريا ستيلويل أكاديمية لتخريج المدربين ومساعدة الأشخاص والمؤسسات التي تقتني كلاباً، وتؤكد أنّ “البيتبول والبولي كلاب قابلة للتدريب بشكل فعال جداً وهي كلاب ذكية جداً ويمكن أن تكون عاطفية جداً. وستفعل أي شيء لتسعدك”.
وتتابع فيكتوريا ستيلويل: “أعمل دائماً مع كلاب البيتبول ولي الكثير من الخبرة مع هذه الكلاب، وطيلة عملي معها على مدى 20 عاماً، لم أتعرض لأي هجوم أو أذى، باستثناء مرة واحدة حين حاول أحدها مهاجمتي”.
سلاسة سيئة أم إنسان غير مسؤول؟
يقول محمد سميمي من المغرب إن كلاب اللابرادور كانت مسؤولة عن عدد كبير من الحوادث في الولايات المتحدة، ولكنها ليست محظورة، “الأمر ليس له علاقة بنوع السلالات”.
ويعطي مثالاً من تجربته في تربية الكلاب، إذ تعامل مع سلوك عدائي صادر عن كلب لا يتخطى وزن سلالته 4 كيلوغرامات.
يقول إن “80 بالمئة من الأخطاء ناتجة عن أخطاء البشر”.
على سبيل المثال، بعد تربية كلاب الدوبرمان على مدى عقود بطريقة معينة، تحوّلت وظيفتها الأساسية وغرائزها لتصبح كلاباً تشارك في عروض الجمال، وتعيش في المنزل.
من جهتها، تقول دينا ذو الفقار إن الحوادث غير متعلقة بنوع السلالة: “يمكنني أن أربي كلباً من نوع “لولو” (صغير الحجم) وأجعله شرساً”.
خبير تربية السلالات اللبناني جهاد الحاج يقول لبي بي سي نيوز عربي: “لا توجد سلالة سيئة. هناك ميل عند بعضها للحماية أكثر من غيرها وبعضها لديه القدرة الجسدية على الإيذاء”.
لكنه يقول إن الكلب يستطيع أن يتعلم “إدراك قوته وحجمه بدءاً من طفولته أثناء اللعب”.
أين يخطئ البشر؟
من الواضح أن هذه السلالات تحتاج اهتماماً والتزاماً خاصاً، إضافة إلى الكثير من الوقت والمساحة اللازمة لاقتنائها وتربيتها.
قد تبدأ المشكلة منذ اتخاذ قرار تربيتها في منزل صغير أو في مدينة مزدحمة، أو اصطحابها من دون خبرة في التعامل مع الكلاب القوية والنشطة ومن دون الاطلاع عن معلومات بشأنها.
وعادة ما ينصح الخبراء في سلوك أو تدريب هذه السلالات، بعدم اقتنائها لمن لا يملك الخبرة.
- الاستخدام السيئ
من خلال نظرة سريعة على عدد صفحات مقتني كلاب البيتبول والبولي على وسائل التواصل الاجتماعي، نلاحظ إقبالاً على تربيتها في البلاد العربية.
لا يقتني الجميع هذه الكلاب بغرض الحماية أو المرافقة. البعض يقتنيها للتباهي والاستعراض، أو التجارة أو المشاركة في مسابقات قتال الكلاب رغم حظرها قانونياً.
ترى فيكتوريا ستيلويل إنها “كلاب قابلة للتدريب بشكل كبير، وتفعل ما تأمرها به، لذلك استخدمت للقتال ولتكون متفاعلة وشرسة”.
تشبه الخبيرة هذه السلالات إلى جانب كلاب الشرطة بالسيارات الأقوى والأسرع في السباق، وتقول: “إن لم تعرف كيف تقودها، يعني أنك لم تعرف كيف تربي كلبك، عندها ستكون هناك مشكلة. يجب أن تتأكد من أن كلبك لا يشكل خطراً على الإنسان”.
- تجّار الكلاب والتهجين العشوائي
الجزء الثاني من المشكلة وفق ستيلويل “هم مربو الكلاب للمتاجرة”، ويطلق عليهم أيضاً اسم أصحاب مزارع الكلاب. يدرك هؤلاء أن “هناك من يدفعون الكثير من المال للحصول على ما تستطيع تلك الكلاب تقديمه”.
تقول: “يهجنون تلك الكلاب أو الوحوش الضخمة عبر التزاوج. أنا أحمّلهم المسؤولية. فبعض هذه الكلاب غير متسلسلة جينياً بالشكل صحيح – وألوم الأشخاص الذين يشترونها لأنهم لا يعرفون ما تحتاج إليه من عناية”.
ويرى جهاد الحاج أنّ “قدرة الكلاب، قوتها، ولياقتها، وحتى مشاكلها الصحية، تنتقل بالوراثة”.
بعض الكلاب ترث مشاكل صحية عائلية، مثل تلك الناتجة عن التزاوج بين الأقارب، أو مع كلاب مريضة.
- سوء التربية والتدريب
المعاملة السيئة وتعنيف الكلاب من الأسباب التي يقول خبراء سلوكيات الكلاب، إنها تؤدي إلى عدوانية وعدم ثقة لدى الكلاب.
يملك جهاد الحاج شركة “إليت دوغز”، لاستيراد وتربية الكلاب إلى لبنان ودول أخرى في الشرق الأوسط.
يقول لبي بي سي نيوز عربي: “التعنيف على أنواعه يخلق مشاكل نفسية وعصبية لدى الكلاب. نحن نمنع زبائننا حتى من الصراخ على كلابها”.
ويوصي الخبراء بتلبية احتياجات الكلاب المتعلقة بغرائزها الأساسية مثل الشم واللعب والجري، وبالمتابعة الصحية والتغذية الجيّدة، وبمنحها المساحة اللازمة والحرية عند الحاجة.
وينصحون بأن تتلقى الكلاب التي تنتمي إلى سلالات كبيرة أو قوية أو رياضية، تربية وعناية خاصة، وتدريبات لاستبدال وظائفها وتحويل تركيزها وتهدئتها وتكييفها مع العالم الخارجي، ومع الأصوات والسيارات والطيور والكلاب الأخرى والبشر.
وينبغي أن تمارس هذه الكلاب اللعب والرياضة والتمارين والحركة بانتظام لإخراج طاقتها الكبيرة.
وأدّت الزيادة في الإقبال على اقتناء الكلاب، إلى انتشار واتساع سوق تدريبها والتجارة بها.
لكن تدريب الكلاب يمثل تحدياً، لا سيما التدريب على الدفاع والحماية. وقد يؤدي الخطأ في التدريب إلى عدم امتثال الكلب للأوامر وإلى وقوع حوادث.
ولا ينبغي تركها بمفردها إلاّ بعد التأكد من أنها لطيفة وآمنة ومعتادة على الإنسان والحيوانات الأخرى. والأهمّ التأكد من أنها تستمع إلى مالكها وتعود إليه في حال مناداتها.
هل يساهم حظر سلالات معيّنة في منع حوادث هجمات الكلاب؟
يؤكد خبراء تربية الكلاب الذين تحدثت معهم بي بي سي نيوز عربي، أن الحظر ليس حلاً عملياً.
تقول فيكتوريا ستيلويل إن هناك سلالات أخرى قد تهاجم البشر، ويمكن لكلب صغير أن يتسبب بمقتل طفل أحياناً.
تضيف: “بالطبع هذا ليس خطأ الكلاب، بل خطأ البشر، لكننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه ونحن هنا الآن، وينبغي القيام بشيء ما”.
تقول إن “الحظر قد يكون حلّاً مع الأسف”، لوقف التجارة بهذه السلالة. لكنها تضيف: “ما يقلقني هو أن قانون الكلاب الخطرة (البريطاني) لم يفلح”. وأنّ الحظر “يطال أيضاً كلاباً بريئة سلوكها جيّد وآمن، وكذلك مالكي الكلاب الذين يتصرفون بمسؤولية”.
وتابعت بالقول: “لننظر إلى ولايتي كولورادو ودنفر الأمريكيتين، حيث يوجد قانون لحظر البيتبول منذ 20 عاماً. لا تزال المستشفيات تسجل أعداداً هائلة من عقر الكلاب وأغلبها من سلالة “غولدن ريتريفر”، وهو كلب يستخدم للمعالجة النفسية ومساعدة الكفيف.
“لا ينبغي أن يُقتل أحد بسبب هجوم كلب”
تقول ستيلويل في حديثها لبي بي سي نيوز عربي “حين تفكّر أن هناك 30 هجوماً قاتلاً بسبب الكلاب كل عام، مقارنة مع وجود 90 مليون كلب في الولايات المتحدة، ستجد أن هذا رقم صغير. لكن ومع ذلك، لا يمكنك قول هذا لوالدين خسرا ابنهما بسبب هجوم كلب”.
وأضافت: “لا ينبغي أن يُقتل أحد – ولا أي طفل بسبب هجوم كلب. لهذا أتفهم موقف الحكومة، نحتاج لفعل شيء حيال ذلك”.
هل يوجد حلول أخرى؟
في بريطانيا تدخلت مجموعات مختصة في سلوك الكلاب وتدريبها لتنظيم محاضرات وندوات مجانية تشرح كيفية التعامل مع طباع وخصائص كلاب إكس أل بولي.
وعرضت المساعدة في التدريب على استخدام ووضع كمامة على فكّ الكلاب.
وإضافة إلى الحلول التي تقضي بمنع التهجين والتجارة العشوائية، هناك مسؤولية على مالكي الكلاب، مثل تثقيف أنفسهم، والاستعلام، والتدريب، وتفير العناية الجيّدة.
وهناك مسؤولية تترتب على مهجني وبائعي هذه الفصيلة من الكلاب، إذ لا ينبغي فصل الجراء عن أمها في وقت مبكر.
يقول محمد سميمي إنه يعطي الزبون الكلب الذي يناسب بيئته وظروفه، وليس وفق لون الكلب والشكل الذي يعجبه.
“لا يمكن لأحدهم اقتناء كلب من نوع مالينوا وهو يعيش في شقة 60 متر مربع”.
أما جهاد الحاج، فيقول إنهم يراقبون صحة وطباع أم وأب الجراء التي يبتاعونها لزبائنهم، ويبحثون عن معلومات تتعلق بالأجداد.
“نتابع أيضاً الزبائن الذي يختارون كلاباً قد تسبب المتاعب في حال عدم تربيتها بالشكل الصحيح”.
من الحلول التي تطرح للحد من سوء التربية، وبالتالي الهجمات العدائية، فرض ترخيص لاقتناء بعض سلالات الكلاب التي تملك بنية جسدية ضخمة أو قوية والتي غالباً ما يتسبب هجومها بأضرار جسدية.
“يجب أن تمتلك رخصة لاقتناء هذه الكلاب كما هو الحال بالنسبة لرخصة امتلاك سلاح قاتل”، يقول جهاد الحاج. ويرى أنّ على الأشخاص امتلاك مؤهلات معينة لتربيتها.
يضمّ هدج (بشارة) حتّي صوته إلى الأصوات المطالبة بنوع من ترخيص لاقتناء كلب. ويوصي أيضاً بأن تعالج مشاكل السلوكيات عند ظهورها، وعدم الإنتظار.
ويرى حتي إخصاء الكلاب والحدّ من النسل من الحلول الممكنة. “هجّنا حيوانات تتكاثر من دون حدود، وليس هناك ما يفترسها، ولدينا علاجات ولقاحات لوقايتها، فأصبح لدينا كمية كبيرة من الكلاب، أكثر مما نحتاج”.
من جهتها، تقول فيكتوريا ستيلويل إننا “نحتاج إلى تشريع لفرض شروط على من يريد اقتناء كلب حتى ولو كان من سلالة شيواوا”.