“زلزال الحوز” يعزز التضامن بين ساكنة مركز شيشاوة والمنكوبين في المداشر
على مستوى تجزئة المسيرة وسط مدينة شيشاوة، تجند أفراد من الهلال الأحمر المغربي لجمع المساعدات الغذائية والأغطية والملابس، قبل تنقيلها صوب الدواوير المنكوبة التي ضربها الزلزال منذ ليلة الجمعة.
شباب أعدوا مستودعا على مقربة من مقر عمالة شيشاوة، هناك يتلقون التبرعات بغرض تجميعها وترتيبها قبل تحميلها في وسائل النقل صوب مجموعة من الدواوير التي تعيش وضعا مأساويا، بعدما فقد أصحابها كل شيء.
ووفق ما وقفت عليه جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن النساء كُنّ على رأس المواطنين المسارعين إلى المشاركة في هذه العمليات التضامنية، حيث توافدت كثيرات منهن على مركز الهلال الأحمر المغربي لتقديم المساعدات.
نادية واحدة من النساء اللواتي حللن بمكان وجود عناصر الهلال الأحمر المغربي. وقد أبت هذه المواطنة رفقة إحدى صديقاتها إلا أن تشارك في حملة التبرع لفائدة المغاربة الموجودين هناك في دواوير أداسيل وامغارن وتاوريرت وغيرها.
وأكدت هذه المتبرعة، التي جلبت بواسطة سيارتها الخاصة مجموعة من السلع الغذائية، أن التضامن مع هؤلاء الجرحى والمعطوبين والذين فقدوا منازلهم أمر وواجب ديني ووطني، مشيرة إلى أن الوقوف معهم في هذه الأزمة يتطلب تحركا من طرف الجميع.
وشددت المرأة، في تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “المغاربة ألفوا التضامن والتآزر فيما بينهم؛ وبالتالي، نحن نقف، اليوم، بجانب إخوتنا في هذه المحنة على اعتبار أن هذا الوضع كان يمكن أن نكون نحن فيه”.
ودعت المتحدثة جميع المواطنين بمدينة شيشاوة إلى تقديم المساعدة من خلال جمع التبرعات بغاية إرسالها إلى أعالي الجبال، حيث يوجد الكثير من القرويين الذين فقدوا منازلهم ومؤونتهم.
وعلى المنوال نفسه، أبى رجل ستيني إلا أن يقدم مساعدة لدعم المتضررين، مؤكدا أن هذا عمل يراد به مؤازرة الساكنة في الجبال، قائلا: “الناس متضررين، ولي قدر يعاون بشي حاجة لوجه الله، غادي يخلصوا الله”.
من جانبها، اعتبرت رجاء، ابنة شيشاوة، أن الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان بهذه المناطق مؤلم ويتطلب تحرك الكل من أجل مساعدتهم على تجاوزه.
وقالت: “أغلبية السكان فقدوا كل شيء ولم تعد لهم مؤونة. لذلك، أناشد القلوب الرحيمة بأن تقوم بجلب المساعدات كيفما كانت؛ بالنظر إلى أن السكان لم يعودوا يملكون شيئا، لإيصالها إلى هؤلاء المواطنين”.
محمد سعيد الحسني، عضو المكتب الإقليمي للهلال الأحمر بشيشاوة، سجل أنهم، كمتطوعين، انطلقوا، منذ الساعات الأولى للفاجعة، في العمل من خلال الوجود بالمستشفى الإقليمي محمد السادس لتقديم المساعدة للأطقم الطبية عقب بداية توافد المعطوبين.
ولفت الحسني، ضمن تصريحه، إلى أن عناصر المنظمة تنقلت صوب موقع الزلزال بالدواوير المتضررة بتنسيق مع السلطات، حيث “يوجد أفراد الهلال الأحمر المغربي في هذه المداشر لتقديم يد المساعدة والمؤازرة للمتضررين”.
وشدد المتحدث نفسه على أن السكان بهذه المناطق تضرروا كثيرا جراء الزلزال؛ ذلك أن المباني هدمت ودواوير لم يعد لها أثر، الشيء الذي يجعل المواطنين يفترشون الأرض وينتظرون المساعدة.
وتابع المسؤول في الهلال الأحمر المغربي أن هذه الفاجعة جعلت ضرورة جمع تبرعات ومساعدات غذائية وألبسة ضرورية، مشيرا إلى أن المواطنين تفاعلوا مع ذلك وبدؤوا يتوافدون على المراكز المخصصة لهذه الغاية ويقدمون الدعم من أجل إيصاله صوب السكان في أعالي الجبال.