طائرات عسكرية تنقل ضحايا الزلزال إلى المستشفيات.. وقرى معزولة في إيغيل
تسابق فرق الإنقاذ الزمن من أجل الوصول إلى ضحايا الهزة الأرضية بمنطقة الحوز، حيث لجأت إلى طائرات الهليكوبتر لنقل المساعدات الإنسانية الطارئة للساكنة القريبة من مركز إيغيل الذي يعد بؤرة الزلزال، بالنظر إلى صعوبة المسالك الجبلية التي عمقت عزلة القرى نتيجة الانهيارات الصخرية المتكررة.
وتحوم الطائرات العسكرية حول القرى المعزولة بجبال الحوز، حيث عاينت هسبريس توزيع القفف الغذائية على الأسر المحلية بعد وصول الطائرات إلى المداشر التي طالتها الهزة الأرضية، خاصة بقرى تينمل وتلات نيعقوب وإجوكاك، الأمر الذي خفف معاناة الساكنة التي ظلت بدون طعام طيلة ساعات.
ووضعت السلطات العمومية وحدات متنقلة للاتصالات من أجل توفير شبكة الهاتف المنقطعة طيلة اليومين الماضيين بهذه القرى، بالإضافة إلى وحدات مؤقتة لحل مشاكل الكهرباء، مما قد يساهم في تسهيل عمليات الإنقاذ التي باشرتها العناصر الميدانية منذ ليلة الجمعة.
كما استغلت القوات العمومية الطائرات العسكرية من أجل نقل المصابين على وجه السرعة إلى مستشفيات مدينة مراكش، على اعتبار أن الطريق الجبلية المؤدية إلى قرية إجوكاك شهدت عدة انهيارات صخرية، الأمر الذي أخر وصول سيارات الإسعاف إلى المنطقة.
وفي قرى مركز إجوكاك بالحوز انتشرت روائح الجثث، التي ما زالت مدفونة تحت الأنقاض إلى حدود الساعة، وهو ما تسبب في استياء الأهالي، الذين دعوا إلى تسريع الجهود المبذولة، لكن انهيار قرى بأكملها أخّر العمليات الميدانية التي لم تتوقف طيلة الـ48 ساعة المنصرمة.
ودخلت مجموعة من الجمعيات المحلية على الخط، بتنسيق مع وزارة الداخلية، من أجل توزيع المساعدات الغذائية على الأسر بالقرى الجبلية ذات العلو المرتفع، ولمساعدة السلطات العمومية التي تواصل بعث الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية إلى المداشر.
وتوجد مجموعة من الدواوير التي لا يزال سكانها يبيتون في الخلاء لكونهم لم يتوصلوا بعد بالمساعدات الغذائية والخيام، بمن في ذلك سكان قرية حْنايْن التي حلت بها هسبريس، ووقفت عند الواقع الاجتماعي الصعب الذي تكابده الأسر بفعل انقطاع الكهرباء.
إلى ذلك، ما زالت عدة قرى معزولة بضواحي مركز إيغيل، الذي تضرر بشكل أكبر من كارثة الزلزال، الأمر الذي فاقم معاناة الأسر التي فقدت أقرباءها جراء الفاجعة، حيث لم تنجح فرق الإنقاذ في استخراج عشرات الجثث إلى حدود كتابة هذه الأسطر بالعديد من القرى، خاصة تلك المجاورة لمركز الزلزال.
وتحولت أغلب مباني القرى الجبلية التي حلت بها هسبريس بنواحي تحناوت إلى ركام، لكونها كانت قريبة من بؤرة الزلزال الكارثي، الذي خلف مئات الضحايا وعشرات المصابين، فيما لا تزال العناصر الميدانية مستمرة في إنقاذ المصابين واستخراج جثث الموتى.