مناورات أرمينيا تُقلق روسيا.. هل اقترب إشعال التوتر بالقوقاز
الإعلان عن المناورات المشتركة تزامن مع انتقادات يريفان، بأن قوات حفظ السلام الروسية فشلت في الحفاظ على النظام في الطريق الرابط البري الوحيد بين أرمينيا وجيب ناغورني كراباخ “ممر لاتشين”، وهي المنطقة المتنازع عليها مع أذربيجان.
بحسب خبيران تحدثا لموقع “سكاي نيوز عربية” تُعد المناورات الأرمينية الأميركية أحدث مؤشر على ابتعاد الجمهورية السوفياتية السابقة عن حليفتها التقليدية روسيا.
لماذا تشعر موسكو بقلق؟
تمتلك روسيا قاعدة عسكرية في أرمينيا وتعتبر نفسها القوة المهيمنة في منطقة جنوب القوقاز التي كانت حتى 1991 جزءا من الاتحاد السوفياتي.
كما تحتفظ موسكو بقوات لحفظ السلام في المنطقة للتأكد من الالتزام بتنفيذ الاتفاق الذي أنهى الحرب بين أرمينيا وأذربيجان في 2020 وهي الثانية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
يقول الخبير والباحث الروسي في العلاقات الدولية، تيمور دويدار، إن الولايات المتحدة دائمًا تبحث عن منافذ لها في القوقاز لمنازعة روسيا نفوذها الإقليمي التاريخي، والهدف الأميركي في القوقاز دومًا هو الحدود الروسية والسيطرة على البلدان الصديقة لروسيا.
ويُضيف تيمور دويدار في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن رئيس أرمينيا يحاول دائمًا أن يفلت من أي تحالفات في المنطقة مثل الدفاع المشترك، ويحاول أن ينتقد روسيا الاتحادية في أمور سياسية وعسكرية واقتصادية رغم أن موسكو كانت على الدوام داعمة لأرمينيا في المعضلة بينهم وبين أذربيجان.
ويأتي الهدف من المناورات كما يراها الباحث الروسي تيمور دويدار ترتبط بعدد من النقاط الهامة:
- الرئيس الأرميني يحاول أن يتقوى بأي ظهير عسكري قوي في مواجهة حدودية أزمة لا تنتهي مع أذربيجان.
- محاولة النظام الأرميني إمساك العصا من المنتصف بعدم إدارة ظهره لروسيا أو معاداة الغرب في نفس التوقيت.
- تظل المناورات الأرمينية الأميركية تعكير لصفو الأجواء بين يريفان وموسكو رغم إعلان حسن النوايا.
- تؤمن يريفان أن موسكو منشغلة إلى حد كبير وجهدها العسكري منصب على الحرب في أوكرانيا وغير ملتفتة لمساندة الأصدقاء حاليًا.
أهداف أميركية
يقول الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، إن الولايات المتحدة استغلت توتر في العلاقات بين أرمينيا وروسيا خلال الفترة الأخيرة، لا سيما، بعد تصريحات رئيس وزراء أرمينيا بأن الاعتماد على موسكو في مسألة توفير الأمن كان خطأً استراتيجيًا في ظل التوتر على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان ونشر الأخيرة جنودًا وعتادًا عسكريًا على الحدود رغم انضمام يريفان لمعاهدة منظمة الأمن الجماعي.
ويوضح يسري عبيد، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن هناك إيمانا واسعا في السياسة الأرمينية حاليًا أن روسيا خذلتهم في حفظ أمنهم أمام تحرشات أذربيجان على الحدود في كراباخ وبالتالي فإن البديل الأمن للأرمن هو الولايات المتحدة وحلف الناتو.
- تحاول الولايات المتحدة تفتيت ما يعرف بوحدة “أصدقاء روسيا” واستمالة أرمينيا بوعدها بالانضمام إلى مظلة حلف الناتو.
- تدرك واشنطن أن تغذية أي عداء بين حلفاء الأمس (روسيا وأرمينيا) سيشعل الأجواء في القوقاز بشكل موسع.
- ذكاء أميركي باستغلال نزاع متجدد (مستمر منذ أكثر من 30 عامًا) بين يريفان وباكو لتهديد أمن القوقاز وخلق أزمات جديدة لموسكو في محيطها الإقليمي بزمن الحرب.
- فتح جبهة قلق سياسي لموسكو على الحدود الروسية سيؤرق إدارة فلاديمير بوتين.
- نجاح أميركا في استقطاب رجالات روسيا في المنطقة القوقازية سيعمل على تفتيت الكتلة السوفياتية التي يسعى بوتين لإحيائها.
ويتوقع يسري عبيد، أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي وسيكون هناك رد في منطقة القوقاز لا سيما في ظل تصعيد أرميني باستضافة مناورات مع الولايات المتحدة قرب حدود موسكو.