“عمرة البدل” لماذا أثار التطبيق جدلاً في مصر؟
“تخيل تؤدي عمرة لأحبابك بأقل من 4000 جنيه مصري”
تحت هذا العنوان المصاحب لمقطع مصور، عرض أحد صناع المحتوى الديني في مصر تجربته في استخدام تطبيق يتيح لمستخدميه استئجار مؤد للعمرة نيابة عنهم مقابل مبلغ من المال.
في مقابل 4000 جنيه مصري فقط، أي نحو 129 دولارا، يستطيع مستخدم التطبيق أداء العمرة بالوكالة، بل ويمكن تخفيض هذا المبلغ باستخدام “برومو كود” حصري لمتابعي صانع المحتوى.
المقطع المصور لاقى انتقادات لاذعة واتهامات بـ”التربح والتجارة باسم الدين”، لكن في المقابل دافع صاحب المحتوى عن التطبيق ودفع بالأدلة الشرعية التي يراها تجيز هذا النوع من التطبيقات.
آلية عمل التطبيق
“عمرة البدل” تطبيق أطلقته مؤسسة سعودية عام 2019، تصف نفسها بأنها “وسيط” بين الراغبين في أداء عمرة لأنفسهم أو لذويهم، وبين طلاب العلم وحفظة القرآن من المقيمين في مكة والقادرين على أداء العمرة بالنيابة مقابل أموال.
يختار مستخدم التطبيق خدمة من ثلاث بأسعار مختلفة: إما عمرة في رمضان أو عمرة في باقي الأيام أو عمرة مستعجلة، وهي الأعلى بين الاختيارات.
وعند إتمام عملية الدفع – غير القابلة للاسترداد بحسب سياسة التطبيق – يرسل مؤد العمرة بالنيابة فيديو له أمام الكعبة أو أثناء أداء المناسك وهو يردد اسم صاحب العمرة.
“عمرة البدل” ليس التطبيق الوحيد الذي يتيح هذه الخدمة، بل تتعدد التطبيقات والمؤسسات التي تتيح هذه الخدمة في السعودية وخارجها.
“سلعة وليست عبادة”
تقول إلهام شاهين أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية لبي بي سي إن “الإخلاص واستحضار النية هو ركن رئيس في أداء أي شعيرة دينية ولا سيما العمرة”، وبرغم إقرارها جواز الإنابة أو الوكالة في أداء الحج أو العمرة عن المتوفى أو المريض، تقول إنه “لا يجب أن يتحول الأمر إلى سلعة”.
وتضيف قائلة: إنه من الجائز دينيا توكيل أحد الأشخاص بأداء العمرة وإعطائه أموالا مقابل اقتطاع جزء من وقته، لكن هذا التطبيق الذي يحول أداء العمرة إلى مصدر للتكسب أفرغ الشعيرة من ركن أساسي فيها وهو “إخلاص النية”.
جدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي
في السياق نفسه اشتعل الجدل بين المغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول التطبيق فرأي بعضهم أن التطبيق لا يجوز استخدامه بسبب وجود اختلافات فقهية حول إجراء العمرة عن المتوفيين من الأساس فيما دافع آخرون عن الفكرة موضحين أن العلماء أجازوا السماح بالقيام بالعمرة بدلاً عن أفراد عائلاتهم الذين لا يستطيعون أداءها.
فقال أحمد إنه تم التقدم ببلاغ للجهات الأمنية بتطبيق العمرة بالإنابة
من جهته سخر مصطفى التلواني من التطبيق متسائلاً لو كان بالإمكان استخدام التطبيق للأحياء لزيادة حسناتهم
أما محمد فلفت أنه هناك خلاف فقهي من الأساس حول الموضوع وما كان يجب على أي داعية التشجيع على استخدام هذا التطبيق
علماء ”موافقون“
فيما دافع البعض عن التطبيق موضحين أن العلماء سمحوا بإجراء العمرة بالنيابة عن أحد أفراد العائلة
من جهته طالب أبو عمر من الجميع فهم مقصد الداعية المصري من التطبيق وعدم رميه بالتهم جزافاً
المهندس رامي دافع عن الداعية المصري مؤكداَ على نيته الحسنة في تلك الدعوة