ساكنة جهة سوس ماسة أبرز المستفيدين من محطات تحلية المياه في المغرب
لتجاوز أزمة الجفاف وتوفير الماء الشروب وكذلك مياه السقي الخاصة بالمساحات المزروعة، اتجه المغرب نحو إنجاز مشاريع تحلية المياه في مختلف جهات المملكة، حيث أعطيت الانطلاقة لتشييد عدد من المحطات وتطوير بعضها.
معطيات توصلت بها هسبريس تفيد بشروع سكان بعض الجهات في الاستفادة من هذه المحطات، خاصة على مستوى جهة سوس-ماسة، وهي واحدة من أهم الجهات التي تعد محطات التحلية منقذا لها، سواء على مستوى مياه الشرب أو الري، خصوصا وأن تأثيرات الجفاف بالمنطقة تمتد إلى المستوى الوطني، وذلك من خلال ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية.
سكان إنزكان آيت ملول وأكادير الكبير باتوا يستفيدون من محطة التحلية الموجودة بجماعة الدويرة باشتوكة آيت باها، وامتد تأثيرها الإيجابي إلى الصعيد الوطني، بحيث خلق نوعا من التوازن على مستوى أسعار الخضر والفواكه التي يتم إنتاجها بالضيعات الفلاحية بالجهة.
ويتوفر المغرب حاليا على 9 محطات فقط لتحلية المياه، تبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية 147 مليون متر مكعب سنويا، منها 85 مليون متر مكعب سنويا موجهة للماء الصالح للشرب.
وتعتبر محطة اشتوكة، التي بدأ العمل بها سنة 2022، إحدى أبرز وأكبر محطات تحلية المياه في البلاد وفي إفريقيا، بلغت تكلفتها 4.41 مليار درهم، وتبلغ سعتها 275 ألف متر مكعب في اليوم كمرحلة أولى، على أن تصل إلى 400 ألف متر مكعب يوميا على المدى البعيد، ويتوقع أن توفر المحطة، التي بدأت فعلا في تغطية النقص الحاصل في التزود بالماء الصالح للشرب في أكادير، وهي ثمرة شراكة بين القطاع العام ومجموعة إسبانية، الماء الصالح للشرب لحوالي 800 ألف شخص في مرحلة أولى، على أن توفر مياه السقي لـ 15 ألف هكتار.
وتم إعطاء الانطلاقة لعدة مشاريع أخرى تهم محطات تحلية مياه البحر بعدة مناطق في المملكة، تمت برمجتها في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027، أهمها محطة في جهة الدار البيضاء – سطات بسعة تقدر بـ 300 مليون متر مكعب في السنة.
وبخصوص جهة الداخلة الساقية الحمراء، فإن إنجاز المحطة قد تعثر بسبب بعض الإشكالات المرتبطة بالصفقات وفتح الأظرفة، إلا أن الوزير الوصي على القطاع سبق أن أكد قرب انطلاق أشغالها.
وفيما يتعلق بمحطة آسفي، وهي المحطة التي تعرف تقدما مهما في أشغالها، لكونها تستفيد من تمويل المكتب الشريف للفوسفاط، فإن الأشغال المرتبطة بها تسير بشكل جيد.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للماء 2009-2030 إلى بناء 20 محطة في أفق سنة 2030، وتم تحديد ثمن بيع الماء المحلى للاستعمال في السقي، انطلاقا من محطة اشتوكة، في 5.4 دراهم للمتر المكعب، علما أن السعر سابقا كان يتراوح بين 1.5 و3 دراهم.
لتحلية ماء البحر انعكاسات بيئية خطيرة، وهو ما كشفه تقرير صادر عن الأمم المتحدة سنة 2019، مبرزا أن قرابة 16 ألف محطة لتحلية المياه، في جميع أنحاء العالم، تنتج كميات أكثر من المتوقع من المياه شديدة الملوحة ومواد كيماوية سامة مثل الكلور والنحاس، مما يشكل خطرا على البيئة.
وأوضحت الدراسة أنه لكي تنتج محطات التحلية 95 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، فإنها تنتج أيضا 142 مليون متر مكعب من المياه شديدة الملوحة كل يوم، أي بزيادة 50 في المئة عن التقديرات السابقة.
وتسعى الاستراتيجية الوطنية للماء 2009-2030 إلى تعبئة 400 مليون متر مكعب من المياه سنويا في أفق 2030.