أخبار العالم

غرق الأطفال في الصهاريج المائية يسائل واقع التنمية الاجتماعية بقرى المغرب



تزايد معدل حالات الغرق داخل الصهاريج المائية البلاستيكية الموجودة في الضيعات الزراعية، بالنظر إلى توافد الأطفال والشباب عليها بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية بسبب درجات الحرارة المفرطة.

وأشارت مصادر جمعوية إلى غرق العديد من الأطفال والمراهقين في هذه الصهاريج المائية غير الصالحة للسباحة، الأمر الذي استنفر السلطات المحلية التي كثفت من عمليات المراقبة بالضيعات الفلاحية.

وأدى غياب المسابح العمومية بالجماعات الترابية ذات الطابع القروي إلى إقبال الشباب على الصهاريج الموضوعة في الضيعات الزراعية، وهو ما يشكل خطراً على حياتهم؛ لأنها غير صالحة للسباحة في الأصل.

لذلك، دعا نشطاء المجتمع المدني المتتبعون لحيثيات الموضوع السلطات العمومية إلى تسييج هذه الصهاريج المائية، مع تحسيس الآباء والأمهات بضرورة مراقبة الأبناء وتحذيرهم من السباحة في هذه الفضاءات الفلاحية.

وغالباً ما يصل عمق الصهاريج المائية البلاستيكية المعدة للسقي إلى خمسة أمتار على الأقل، وتسهم المادة البلاستيكية التي تغلق جوانب الصهريج في غرق الأطفال بسبب عامل الانزلاق.

وقامت السلطات المحلية، بمعية الجماعات الترابية ومصالح الوقاية المدنية، بحملات تحسيسية متنوعة في الشهرين الماضيين بعدد من المناطق القروية قصد التوعية بمخاطر السباحة في بحيرات السدود والصهاريج المائية.

عبد الواحد زيات، رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، قال إن “هذه الصهاريج المائية تشكل بالفعل خطراً كبيرا على أبناء العالم القروي، مما يتطلب ضرورة تسييج الضيعات التي تتوفر عليها لتفادي السباحة فيها”.

وأضاف زيات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عمق المشكل لا يكمن حقيقة في تفادي الولوج إلى الصهاريج البلاستيكية، بل يتجلى في غياب المسابح العمومية بأقل تكلفة بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود”.

وأوضح الفاعل المدني أن “الأطفال يتجهون إلى الصهاريج المائية لعدم التوفر على مسابح عمومية مجانية، خاصة أن أسر العالم القروي والجبلي ليست لها الإمكانيات لإرسال أبنائها إلى المسابح المصنفة التي توجد غالبا في الفنادق”.

وأردف بأن “موضوع المسابح تكرر كثيرا إلى درجة أن البعض اعتبره عادياً، لكنه يطرح واقع التنمية الاجتماعية بالقرى والمداشر التي يجب على الحكومة أن تخصص لها برنامجاً طموحاً لتشييد المرافق العمومية المطلوبة”.

وذكر زيات بأن “القرى توجد خارج التاريخ لأنها تفتقد إلى أبسط الخدمات الأساسية، دون أن تتحرك الجماعات الترابية والسلطات العمومية لمعالجة هذه المشاكل التي ما زالت موجودة في مغرب 2023”.

وأشار رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب إلى أن “صندوق تنمية العالم القروي خصّص فقط للمسائل الفلاحية، وأغفل الجوانب الاجتماعية والتنموية الأخرى المرتبطة بالأطفال والساكنة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى