دونالد ترامب: انتخابات جورجيا تضع الرئيس السابق أمام أول اختبار
- Author, كايلا إبستين
- Role, بي بي سي نيوز
أدلى أحد المتهمين مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشهادته خلال التحقيق الذي جرى في قضية التدخل في انتخابات جورجيا، أثناء محاولته نقل قضيته إلى المحكمة الفيدرالية.
تمثل جلسة الاستماع لرئيس موظفي البيت الأبيض السابق “مارك ميدوز”، تحدياً كبيراً تتم مراقبته عن كثب من قبل المدعي العام فاني ويليس. وإذا نجح ميدوز، فقد يمهد ذلك الطريق أمام ترامب والمتهمين الآخرين لنقل قضاياهم أيضاً.
واتهم ترامب وميدوز و17 آخرون بالتآمر لقلب نتائج انتخابات جورجيا لعام 2020.
واستسلم جميع المتهمين التسعة عشر في سجن مقاطعة فولتون الأسبوع الماضي، بما في ذلك ترامب، الذي خضع للمحاكمة للمرة الأولى. وتشير ملفات المحكمة الصادرة يوم الإثنين إلى أنه سيتم استدعاؤهم في 6 سبتمبر/أيلول القادم، حيث من المتوقع أن يقدم كل منهم حجة مختلفة.
ونفى ترامب، المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة عام 2024، ارتكاب أي مخالفات، وقال إن المدعي العام له “دوافع سياسية”.
أما “ميدوز” فهو متهم بترتيب مكالمات واجتماعات يزعم أن ترامب ضغط فيها على مسؤولي الانتخابات لتغيير فرز الأصوات لصالحه، وهو متهم أيضاً بالابتزاز وجناية “انتهاك القسم”.
وقال ميدوز ومحاموه إنه كان يتصرف بصفته موظفاً فيدرالياً، وبالتالي يجب نقل قضيته من محكمة الولاية إلى المحكمة الفيدرالية.
وبعد ما يقرب من ثلاث ساعات من الإدلاء بشهادته، ووفقاً لصحيفة “أتلانتا جورنال كونستيتيوشن”، قال ميدوز: “لم أفعل أي شيء خارج نطاقي كرئيس للموظفين”.
وأفادت صحيفة “بوليتيكو” أن دوره منحه “مسؤولية واسعة جداً”، وأن الحكومة الفيدرالية لديها مصلحة مشروعة في ضمان “انتخابات دقيقة ونزيهة”.
وكان من المتوقع أن تعرض “ويليس”، وهي المدعية العام لمقاطعة فولتون، قضيتها أمام المحكمة، فيما اعتبر تحدياً لأقوال “ميدوز”، بأن الإجراءات لا ينبغي أن تظل في محكمة الولاية.
محاولة لنقل السلطات القضائية
ووجهت ويليس، والتي تنتمي للحزب الديمقراطي، اتهامات لولاية جورجيا، مما يعني أنه في الوقت الحالي ستشرف على القضية محكمة الولاية في مقاطعة فولتون، التي تشمل منطقة أتلانتا.
ولكن بموجب عملية تعرف باسم “الإزالة”، يمكن للمتهمين أن يجادلوا بأن قضاياهم يجب أن تُحاكم في محكمة اتحادية إذا كانوا يتصرفون بصفتهم موظفين فيدراليين. ويقدم “ميدوز”، الذي شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في وقت وقوع الجرائم المزعومة، هذه الحجة.
وكتب محاموه في دعوى قضائية حديثة: “للسيد ميدوز الحق في رفض التهم الموجهة إليه، لأن السلوك الذي بدر منه وأسفر عن التهم الواردة، حدث خلال فترة ولايته وكجزء من خدمته ككبيرموظفي البيت الأبيض”.
وترأس القاضي الأمريكي ستيفن جونز، المعين من قبل أوباما، جلسة الاستماع يوم الإثنين.
كما قدم أربعة متهمين آخرين، وهم: المسؤول السابق بوزارة العدل “جيفري كلارك”، والنائب عن جورجيا “شون ستيل”، والرئيس الجمهوري السابق لجورجيا “ديفيد شيفر”، و”الناخبة المزيفة” “كاثي لاثام” طلبات أيضاً للـ”إزالة”.
وقال خبراء قانونيون لبي بي سي إن محامي ترامب قد يحاولون رفع دعوى لنقل القضية أيضاً.
“ميدوز” هو أول من يحصل على جلسة استماع، مما يجعل محاولة عزله اختباراً رئيسياً لمعرفة ما إذا كان المتهمون الآخرون قد يحذون حذوه أم لا.
إيجابيات نقل القضية إلى المحكمة الفيدرالية
قد تتوفر أسباب إيجابية، تشجع المدعى عليه على نقل قضيته إلى المحكمة الفيدرالية.
وجود هيئة محلفين أوسع وأكثر تنوعا من الناحية السياسية، فمثلاً مقاطعة فولتون، التي تضم أتلانتا، هي مقاطعة ديمقراطية بقوة، تشمل الولاية الفيدرالية لشمال جورجيا منطقة أوسع، بما في ذلك بعض المقاطعات الجمهورية، ولكن لا يمكن ضمان وجود هيئة محلفين أكثر ودية في المحكمة الفيدرالية.
خسر ترامب العديد من المقاطعات المحيطة بأتلانتا في انتخابات عام 2020.
ومن شأن التحول إلى ولاية قضائية فيدرالية أن يضع القضية على مسار أكثر سلاسة من خلال محاكم الاستئناف الفيدرالية وربما إلى المحكمة العليا الأمريكية، التي تتمتع بأغلبية محافظة بفضل تعيينات ترامب.
قد يؤدي الانتقال إلى المحكمة الفيدرالية أيضاً إلى إمهال المحامين الذين يمثلون “ميدوز” والمدعين الآخرين بعض الوقت أثناء انخراطهم في المناورات القانونية المتعلقة بالتحويل إلى المحكمة الفيدرالية.
ومن المزايا المحتملة الأخرى أنه لا يُسمح عادةً باستخدام الكاميرات في قاعة المحكمة الفيدرالية.
ولكن حتى لو تم نقل أي من القضايا إلى المحكمة الفيدرالية، فلن يتمكن ترامب ولا أي جمهوري يتولى البيت الأبيض في عام 2024 من إصدار عفو عن هذه الجرائم المزعومة.
وتمتد سلطة العفو التي يتمتع بها الرئيس إلى الإدانات المتعلقة بالجرائم الفيدرالية، وليس جرائم الولاية.
وتعني عملية العفو المطولة في جورجيا أن أي تأجيل قانوني سيستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، في حال حدث.