حرائق اليونان: يُعتقد أن معظم الضحايا من المهاجرين غير الشرعيين
لا تزال الحرائق التي اندلعت في اليونان وأودت بحياة 20 شخصا يُعتقد أن معظمهم من المهاجرين غير الشرعيين، مشتعلة، وقد امتدت على سفوح التلال المجاورة لأثينا ومنطقة إيفروس القريبة من الحدود مع تركيا، رغم جهود فرق الإطفاء للسيطرة عليها.
ويُعتقد أن 18 شخصا من ضحايا الحريق هم من المهاجرين غير الشرعيين الذين تسللوا إلى اليونان مؤخرا، واختبأوا في الغابات الواقعة شمالي مدينة ألكسندروبوليس القريبة من الحدود التركية، وسط اتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل المهاجرين مسؤولية الحرائق، رغم أن سبب اشتعالها لا يزال مجهولا.
ومنذ خمسة أيام، يتواصل اشتعال النيران في مناطق قريبة من المدينة، وإلى الغرب على طول الساحل، كما تحاول فرق الإطفاء أيضا الحيلولة دون امتداد الحريق من سفوح جبل بارنيثا إلى مناطق الشمال الغربي من العاصمة أثينا.
وتسببت الرياح القوية في عرقلة جهود فرق الإطفاء وكذلك الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والتي وصلت إلى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت).
تسلل إلى داخل حلقة النار
عثر رجال الإطفاء على جثث ضحايا الحريق يوم الثلاثاء بالقرب من كوخ في غابة داديا خارج قرية أفانتاس إلى الشمال من مدينة ألكسندروبوليس.
وقال بافلوس ماريناكيس، المتحدث باسم الحكومة اليونانية إن وجود الشبان في الغابة قد أودى بحياتهم، مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ حذرت من انتشار الحرائق، كما أرسلت رسائل نصية بوجوب إخلاء المنطقة.
ويواجه المهاجرون غير الشرعيون الذين يحاولون التسلل إلى اليونان عبر تركيا بهدف الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي العديد من المخاطر، كالتعرض للضرب أو السرقة أو الاعتقال أو الإجبار على العودة تركيا، أو الغرق في مياه البحر الأبيض المتوسط. وقد أُضيف الآن الحصار وسط حلقة من الحرائق المشتعلة في شمالي اليونان إلى المخاطر السابقة.
وقال المتحدث باسم خدمة الإطفاء، يانيس أرتوبيوس، إنه لم ترد تقارير عن أن سكانا محليين قد فقدوا في الحريق، ما يرجح فرضية أن ضحايا الحريق هم من الأشخاص الذين دخلوا الأراضي اليونانية مؤخرا عبر حدودها الطويلة المتعرجة مع تركيا على طول نهر إيفروس.
ويعتبر نهر إيفروس المعبر الرئيسي بالنسبة لأعداد كبيرة من الأشخاص الذين يسعون جاهدين للوصول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، كما توفر لهم الغابة الشاسعة على الجانب اليوناني الغطاء المناسب للتخفي والاختباء.
وحسب الطبيب الشرعي المحلي فإن جميع الضحايا من الذكور، وبينهم قاصران. وقد عثر على الجثث المحترقة في دائرة قطرها كلم واحد تقريبا.
ونقلت الجثث إلى مدينة إلى ألكسندروبوليس، ويعتقد أن التعرف على القتلى سيكون صعبا، وأن السلطات ستحتاج إلى مساعدة من أقاربهم في ذلك.
وقال شخص سوري لبي بي سي إنه يخشى أن يكون ابن عمه البالغ من العمر 27 عاما قد قضى نحبه في الحريق، لأنه لم يتمكن من التواصل معه منذ أربعة أيام. وكان الشاب المفقود ضمن مجموعة من السوريين والأفغان والعراقيين، كانوا يأملون في اتباع الطريق المعتاد عبر الغابة.
وأكد الشخص السوري أن المهاجرين غير الشرعيين لا يمكن أن يتصلوا بالسلطات اليونانية طلباً للمساعدة، رغم الأمر بإخلاء المنطقة، خشية إعادتهم إلى تركيا.
وتقول الشرطة اليونانية إنه ومنذ بداية شهر أغسطس/آب فإن نحو 900 شخص يحاولون يوميا التسلل إلى اليونان عبر حدودها مع تركيا، وقد تم القبض على مئات المتاجرين بالبشر.
وقد حاولت مجموعة من الشباب خلال الليل الصعود إلى شاحنة تنتظر الدخول إلى اليونان من معبر إيبسالا الحدودي مع تركيا. وتمكن أحدهم من الاختباء متمددا على ظهرها، في حين اختفى الآخرون في الظلام عندما تم رصدهم.
غضب واتهام المتسللين بالتسبب بالحريق
ويحمّل كثير من السكان الغاضبين في القرى المحيطة بألكسندروبوليس مسؤولية اندلاع الحرائق للمهاجرين غير الشرعيين الذين يتسللون من الحدود، ويختبئون في الغابة قبل التوجه إلى داخل اليونان.
ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن المهاجرين هم السبب في اندلاع هذا الحريق في غابة داديا.
وأثار مقطع فيديو مصور في منطقة ألكسندروبوليس ضجة في اليونان، ويظهر فيها رجل “يعتقل” بشكل تعسفي مهاجرين غير شرعيين، ويسجنهم في مقطورة متصلة بسيارته، ويتهمهم بـ “محاولة حرق اليونانيين”، ثم يفتح باب المقطورة ليظهر خلفه عدة شبان مذعورين.
وقالت الشرطة إن الرجل قد اعتقل مع شخصين آخرين يُشتبه بأنهما ساعداه، وأضافت أن الشبان عددهم 13 وهم من سوريا وباكستان.
وفي تطور منفصل، دعت المدعية العامة للمحكمة العليا في اليونان جورجيا أديليني إلى إجراء تحقيق مزدوج في أسباب الحرائق في منطقة إيفروس وفي حوادث العنف العنصري المزعومة ضد المهاجرين غير الشرعيين بعد مقتل 18 شخصا في غابة داديا.