حرب السودان: غضب بسبب الوضع الصحي “الكارثي” في البلاد
وصل الوضع الصحي في السودان إلى مستوى حرج، خاصة في ظل الاشتباكات المتواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ولجأ سودانيون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن استيائهم من حالة النظام الصحي وتوجيه نداءات عاجلة لتزويد المستشفيات بالمعدات اللازمة لمساعدة المرضى.
وأطلقت منظمة الإغاثة الدولية “أطباء بلا حدود” نداءً للسلطات السودانية لمنح تأشيرات للمهنيين الطبيين الأجانب، مما يسمح لهم بمواصلة تقديم الدعم لإحدى آخر المستشفيات العاملة في البلاد.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصف مغردون إمكانية خروج أعضاء أطباء بلا حدود من السودان “لأسباب بيروقراطية”، بأنه “انتهاك إنساني وفشل دبلوماسي”، وأعربوا عن قلقهم من تبعات هذه الأزمة.
وأكدت “أطباء بلا حدود” أن تأشيرات الجراحين والممرضين والأخصائيين الطبيين الأجانب تنتظر منذ أكثر من ثمانية أسابيع.
إذ قالت كلير نيكوليه، المسؤولة عن عمليات الإغاثة في أطباء بلا حدود، إن “تأشيرات العديد من مقدمي الخدمة الصحية” الذين يساعدون المستشفى التركي في الخرطوم “أوشكت على الانتهاء ما يعني أنّه ينبغي عليهم مغادرة البلاد”.
وأضافت: “لدينا فريق جاهز للسفر ليحلّ محلّ هؤلاء لكنّه لم يفعل لأنّه ليست هناك تأشيرات”.
حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية
تفاقمت الأزمة الإنسانية في السودان بسرعة، ليس فقط بسبب الحرب، بل أيضًا بسبب تحديات المجاعة والفيضانات وانتشار الأمراض مثل الملاريا والكوليرا.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن أكثر من 40% من سكان السودان يعانون من الجوع، وهو رقم مضاعف مقارنة بالعام السابق. وتزيد ندرة الأدوية واللوازم الطبية والكهرباء والمياه النقية بسبب تفاقم الأزمة.
كما يتداول سودانيون بشكل مستمر نداءات من المستشفيات الميدانية وغيرها، للتبرع بالدم والكوادر الصحية.
وتشير نقابة أطباء السودان إلى أن 70% من المستشفيات المجاورة لمناطق النزاع اضطرت لوقف عملها.
بالإضافة إلى ذلك، استهدف 19 مستشفى بهجمات، وأخلي 22 مستشفى آخر بالقوة منذ بداية النزاع.
وأضاف بيان اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أنه “في مدينة الجنينة، تظل جميع المرافق الصحية خارج الخدمة بعد تعرضها للهجوم والنهب”.
ويتبادل طرفا الصراع اتهامات بتحويل المستشفيات إلى ثكنات عسكرية.
كما انتشرت مشاعر الاستياء والحزن بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الوضع الصحي في السودان.
وعبّروا عن استيائهم من ما وصفوه بـ”التجاوب الضعيف” للحكومة في مواجهة هذه الأوضاع المأساوية.