الهجرة غير الشرعية: غرق أم ورضيعها أمام السواحل الإيطالية
- Author, شارلين آن رودريغيز
- Role, بي بي سي
قضت أم ورضيعها من بين 6 مهاجرين بعدما غرقت ثلاثة زوارق في البحر الأبيض المتوسط.
وقتل أربعة أشخاص على الأقل، بينما يوجد 51 آخرون في عداد المفقودين، بعدما غرق زورق قبالة سواحل جزر قرقنة التونسية يوم الأحد.
وفي حادث منفصل، قتلت المرأة ورضيعها، البالغ من العمر عاما واحدا، وسجل 30 مفقودا، بعدما غرق زورقان اثنان، قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وانتشل خفر السواحل جثتي الرضيع وأمه، التي هي من بوركينا فاسو.
ويعتقد أن الزورقان المتجهان إلى لامبيدوزا أبحرا من ميناء صفاقس التونسي، وعلى متن الأول 48 شخصا والثاني 42 شخصا.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر قضائي أن جميع المهاجرين الذين كانوا على متن الزورق الغارق قبالة جزر قرقنة من دول أقريقيا جنوب الصحراء.
وأفاد مسؤولون تونسيون أيضا أنهم عثروا عل جثث 10 مهاجرين في أحد الشواطئ القريبة من صفاقس.
وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن مسؤول تونسي، أن الجثث عثر عليها بين الجمعة والسبت خلال عاصفة يبدو أنها أغرقت زورقهم.
وتقول السلطات التونسية إن المدينة الساحلية أصبحت المعبر المفضل للمهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا.
وقال المسؤولون في صفاقس، الواقعة على بعد 130 كيلومتر من لامبيدوزا، إنهم يعملون على تحديد جنسيات الضحايا، ولكنهم يعتقدون أن أغلبهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وقالت السلطات الإيطالية إنها فتحت تحقيقا في الحادث.
وكشف فرق خفر السواحل الإيطالية أنها أنقذت 57 مهاجرا، عندما غرقت زوارقهم يوم السبت، على بعد 46 كيلومترا، جنوب غربي لامبيدوزا.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، في وقت سابق، أن 30 مهاجرا في عداد المفقودين.
وتأتي هذه المأساة بعد كارثة زورق اليونان التي قضى فيها 78 شخصا، وسجل فيها مئات المفقودين.
وجاء في تقرير بثته قناة العربية من تونس أن 34 مهاجرا آخرين أنقذوا يوم الأحد، بعدما كانوا عالقين في منطقة صخرية، قرب لامبيدوزا.
وأنقدت دوريات بحرية إيطالية، وجمعيات خيرية، في الأيام الاخيرة، 2000 شخص آخرين، وصلوا إلى الجزيرة.
ووفر الصليب الأحمر الدولي للمهاجرين الطعام، والماء، والألبسة، وبطانيات الطوارئ الحرارية.
ولكن خفر السواحل يقولون إن أحوال الطقس السيئة، ونوعية الزوارق غير الملائمة، تعيق عمليات الإنقاذ.
ففي بعض الأحيان يسرق المهربون المحركات من الزوارق في البحر، حتى يعيدوا استعمالها.
وتوجه قائد الشرطة، إيمانيولي راتشيفاري، برسالة إلى المهربين لعلهم يتوقفون عن إرسال المهاحرين في هذه الأحوال الجوية السيئة، قائلا: “توقعات الطقس سيئة جدا في الأيام المقبلة،عساهم أن يتوقفوا. إنهم يلقون بهم إلى التهلكة”.
وتقول المنظمات غير الحكومية إن حكومة اليمن المتطرف جعلت مهمتهم أكثر صعوبة بإقرار قوانين تلزم سفن الإنقاذ باستعمال موانئ بعيدة.
ونبهت الجمعيات إلى أن هذه القوانين ترفع تكلفة الإبحار، وتخفض من زمن الدوريات البحرية، لفرق الإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط، ومناطق الكوارث المعروفة.
وذكر وزير الداخلية الإيطالي أن عدد المهاحرين عبر البحر تضاعف هذا العام ليصل إلى 92 ألف شخص مقارنة بعدد 42600 المسجل في الفترة نفسها من عام 2022.
ومنذ مارس آذار هذا العام، تضاعفت محاولات العبور من صفاقس إلى جزرة لامبيدوزا، بعدما اتهم الرئيس التونسي، قيس سعيد، المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، بمحاولة تغيير طبيعة المجتمع التونسي.
ولقي أكثر من 1800 شخص حتفهم في المعبر الرئيسي من شمال أفريقيا إلى أوروبا، الذي يعتقد أنه الأكثر فتكا بالناس في العالم.
وترجح المنظمة الدولية للهجرة أن تكون الأرقام الحقيقية أكبر بكثير. وقال المتحدث باسم المنظمة، فلافيو دي جياموكو: “الكثير من الجثث يعثر عليها في البحر، وهذا يعني أن هناك سفن غرقت دون أن نسمع عنها”.