الانتخابات الإسبانية: فوز حزب الشعب المحافظ دون تحقيق أغلبية
تشير النتائج غير النهائية للانتخابات البرلمانية الإسبانية إلى تقدم حزب الشعب المحافظ (بي بي) لكن دون أغلبية واضحة.
ومع فرز حوالي 91.67 في المئة من الأصوات حتى الآن، حصل حزب الشعب على 136 مقعدا.
ويأتي الحزب الاشتراكي في المركز الثاني بـ 122 مقعدا، بينما يحتل حزب فوكس اليميني المركز الثالث بـ 33 مقعدا، يليه حزب اليسار سومار بـ 31 مقعدا.
ويشترط القانون الإسباني الحصول على 176 مقعدا لتشكيل الحكومة. وبما أن حزب الشعب لم يحصل على الأغلبية المطلقة، فسيتعين عليه الآن الدخول في ائتلاف مع أحد الأحزاب لتشكيل الحكومة.
ومن المحتمل أن يلجأ زعيم حزب الشعب، ألبرتو نونيز فيجو، إلى تشكيل ائتلاف مع حزب فوكس اليميني المتطرف لتشكيل الحكومة.
لكن فيجو بدا أقل حماسا لاحتمال تشكيل ائتلاف حاكم مع اليمين المتطرف. ففي مناظرة التلفزيونية، قال فيجو إن زعيم حزب فوكس أباسكال لن يكون عضوًا في حكومة حزب الشعب المحتملة “إذا لم أكن بحاجة إلى الأصوات”.
وإذا ما تم ذلك، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها حزب قومي يميني متشدد السلطة منذ وفاة الدكتاتور الفاشي فرانسيسكو فرانكو عام 1975.
وأجريت الانتخابات في ظل انقسام حاد تعيشه إسبانيا بين اليسار واليمين، وتزامنت مع موجة من الحر الشديد تضرب البلاد.
ويستهدف فيجو التراجع عن الكثير من إصلاحات حكومة سانشيز الاشتراكية، لكنه قد يحتاج إلى دعم حزب فوكس اليميني المتشدد لتكون لديه أغلبية مقاعد البرلمان الإسباني – البالغ عددها 350 مقعدا – لتشكيل الحكومة.
ومن المعروف أن زعيم حزب فوكس سانتياغو أباسكال – السياسي القومي الإسباني – اكتسب الجزء الأكبر من شعبيته بفضل معارضته الشرسة للانفصالية الكاتالونية، والنسوية، وتبني سياسات مناهضة للهجرة.
وكان فيجو قد تعهد بأنه إذا تم انتخابه، سوف يخطط للتراجع عن سلسلة الإصلاحات التي أدخلتها الحكومة اليسارية، بما في ذلك القوانين التي تعالج إرث ديكتاتورية فرانكو القومية وتسهيل الانتقال بين الجنسين. كما يريد مراجعة تشريعات القتل الرحيم والإجهاض الجديدة.
وناشد فيحو الناخبين منحه أصواتا كافية “للخروج من المأزق” الذي دخله المشهد السياسي في البلاد. وقال “الأغلبية القوية التي لا تحتاج إلى الاعتماد على المتطرفين أمر بالغ الأهمية حتى نتحرك إلى الأمام”.
وتعرض السياسي المحافظ لضغوط شديدة في المراحل الأخيرة من حملته الانتخابية بسبب صداقة جمعته بمارسيال دورادو، وهو تاجر مخدرات سيء السمعة من غاليسيا، في التسعينيات من القرن العشرين. لكن فيجو أكد أنه لم يكن على علم بالأنشطة الإجرامية لدورادو في ذلك الوقت.
وحقق حزب الشعب المحافظ مكاسب في الانتخابات المحلية والبلدية في مايو/ أيار الماضي على حساب الحزب الاشتراكي ومُنيت أحزاب أخرى بخسائر في تلك الانتخابات.
مع ذلك، شُكلت جبهة موحدة لليسار في الانتخابات العامة تحمل اسم “سومار”، وتجمع تحت مظلتها 15 حزبا تحت نفس الراية، بما في ذلك تحالف يونيداس بوديموس. وتستهدف جبهة سومار، بقيادة وزيرة العمل الكاريزمية يولاندا دياز، الحصول على المركز الثالث قبل حزب فوكس اليميني المتشدد بما يمنح سانشيز فرصة لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
في المقابل، شكل حزب الشعب عشرات الائتلافات والشراكات الحاكمة على المستوى المحلي.
وحذرت الأحزاب اليسارية من أن فوز فيجو قد يفتح الباب أمام اليمين المتشدد للمشاركة في الحكومة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تراجع حقوق المهاجرين والنساء ومجتمع الميم.