الانتخابات الإسبانية: انقسام الشديد بين اليمين واليسار تزامنا مع موجة الحر الشديد
تواجه إسبانيا انقساما حادا بين اليسار واليمين في الانتخابات التي تزامنت مع موجة من الحر الشديد تضرب البلاد.
ويشغل بيدرو سانشيز منصب رئيس وزراء إسبانيا منذ عام 2018.
ويأمل رئيس الوزراء أن تكون إصلاحاته الحكومية الاجتماعية، وإدارته للأزمات، وإدارة شؤون الاقتصاد الذي يظهر أداء قويا جوازا لمروره إلى فترة ولاية جديدة بعد أن تقنع الناخبين بإبقائه في منصبه.
لكن حزبه جاء في ترتيب متأخر في استطلاعات الرأي بعد حزب الشعب المحافظ بقيادة ألبرتو نونيز فيجو الذي قد يحتاج إلى دعم اليمين المتشدد في إسبانيا.
وهذه هي الانتخابات العامة الإسبانية الأولى التي تُجرى وسط موجة حار شديد في منتصف الصيف، وهي موسم عطلات للإسبانيين.
وأثار فيجو، منافس رئيس الوزراء الإسباني في الانتخابات الحالية والبالغ من العمر 61 عاما، جدلا أثناء حملته الانتخابية عندما شكك في إدارة فرز أصوات الناخبين عبر البريد بعد أن ارتفع عدد الأصوات عبر هذه الوسيلة إلى 2.5 مليون صوت.
ومن المقرر أن تستمر أبواب مراكز الاقتراع مفتوحة أمام 37 مليون ناخب إسباني حتى الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي الأحد.
ويستهدف المرشح المحافظ التراجع عن الكثير من إصلاحات حكومة سانشيز الاشتراكية، لكنه قد يحتاج إلى دعم حزب فوكس اليميني المتشدد لتكون لديه أغلبية مقاعد البرلمان الإسباني – البالغ عددها 350 مقعدا – لتشكيل الحكومة.
ومن المعروف أن زعيم حزب فوكس سانتياغو أباسكال – السياسي القومي الإسباني – اكتسب الجزء الأكبر من شعبيته بفضل معارضته الشرسة للانفصالية الكاتالونية، والنسوية، وتبني سياسات مناهضة للهجرة.
وقال سانشيز: “سيكون هذا الانتصار للتقدم ضد التخلف، لصالح المستقبل ضد الماضي، للحقيقة ضد الأكاذيب. وبينما اليمين يركز على إطلاق أكاذيب، نركز نحن على عودة قوية”.
وتزعم بيدرو سانشيز، 51 سنة، أول ائتلاف حكومي في إسبانيا في تاريخها المعاصر. وكان هذا الائتلاف يتكون من حزب سانشيز وتحالف يونيداس بوديموس اليساري.
ونجحت إدارته في اجتياز وباء كورونا، وعبور كارثة ثوران بركاني في جزيرة لا بالما الكناري، والتقليل من آثار الحرب في أوكرانيا على إسبانيا في الوقت الذي يحقق فيه انخفاضا مطردا في معدل البطالة والحفاظ على وتيرة تقدم الاقتصاد الإسباني، أحد أسرع الاقتصادات نموا في أوروبا.
ولم تحظى هذه القضايا بالقدر الكافي من التركيز أثناء الحملة الانتخابية من وجهة نظر سانشيز، وبدلا من ذلك، واجه رئيس الوزراء الإٍسباني انتقادات لاذعة لاعتماد حكومته على الدعم البرلماني للانفصاليين أثناء التعامل مع قضايا إقليمي الباسك وكتالونيا.
ويرى اليمين السيد سانشيز كمستحوذ نفعي على السلطة مستعد للتحالف مع أعداء الديمقراطية الدستورية الإسبانية من أجل البقاء في منصبه.
وقال فيجو إنه إذا تم انتخابه، فسوف يخطط للتراجع عن سلسلة الإصلاحات التي أدخلتها الحكومة اليسارية، بما في ذلك القوانين التي تعالج إرث ديكتاتورية فرانكو القومية وتسهيل الانتقال بين الجنسين. كما يريد مراجعة تشريعات القتل الرحيم والإجهاض الجديدة.
وناشد فيحو الناخبين منحه أصواتا كافية “للخروج من المأزق” الذي دخله المشهد السياسي في البلاد. وقال “الأغلبية القوية التي لا تحتاج إلى الاعتماد على المتطرفين أمر بالغ الأهمية حتى نتحرك إلى الأمام”.
وتعرض السياسي المحافظ فيجو لضغوط شديدة في المراحل الأخيرة من حملته الانتخابية بسبب صداقة جمعته بمارسيال دورادو ، تاجر مخدرات سيئ السمعة من غاليسيا، في التسعينيات من القرن العشرين. لكن فيجو أكد أنه لم يكن على علم بالأنشطة الإجرامية لدورادو في ذلك الوقت.
وحقق حزب الشعب المحافظ مكاسب على الأرض في الانتخابات المحلية والبلدية في مايو/ أيار الماضي على حساب الحزب الاشتراكي ومُنيت أحزاب أخرى بخسائر في تلك الانتخابات.
مع ذلك، شُكلت جبهة موحدة لليسار في الانتخابات العامة تحمل اسم “سومار”، وتجمع تحت مظلتها 15 حزبا تحت نفس الراية، بما في ذلك تحالف يونيداس بوديموس. وتستهدف جبهة سومار، بقيادة وزيرة العمل الكاريزمية يولاندا دياز، الحصول على المركز الثالث قبل حزب فوكس اليميني المتشدد بما يمنح سانشيز فرصة لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
في المقابل، شكل حزب الشعب عشرات الائتلافات والشراكات الحاكمة على المستوى المحلي.
وتحذر الأحزاب اليسارية من أن فوز السيد فيجو قد يفتح الباب أمام اليمين المتشدد لدخول الحكومة الوطنية، ما قد يؤدي إلى تراجع حقوق المهاجرين والنساء ومجتمع الميم.