مكاسب المغرب في قضية الصحراء تدفع دي ميستورا إلى جس نبض الجزائر
في لقاء “غير رسمي”، أثار ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، الملف مع أحمد عطاف، وزير الخارجية الجزائري.
وكشف موقع “بوست أنتيرناسيونال” الإيطالي أن “اللقاء عقد بالجزائر العاصمة، كأول مرة منذ تعيين أحمد عطاف على رأس الدبلوماسية الجزائرية”.
ووفق المصدر عينه، فإن “اللقاء ناقش سبل الدفع بالحل السياسي لقضية الصحراء، وكذا دور الجزائر في الملف، إلى جانب استئناف الموائد المستديرة”.
ويأتي هذا اللقاء بعد إحاطة دي ميستورا مجلس الأمن بالأوضاع في الصحراء المغربية؛ وهي الخطوة التي انتقدتها جبهة البوليساريو، مشيرة إلى “وجود جمود في المشاورات منذ تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة”، وفق تعبير التنظيم المستقر على أرض الجزائر.
ويتزامن التحرك الأخير للمبعوث الأممي مع توالي الاعترافات الدولية المؤكدة مغربية الصحراء؛ وهو المعطى الذي يتقارب زمنيا مع اللقاء المنعقد من أحمد عطاف، الأخير الذي خرجت وزارته لـ”التنديد” بخطوة الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء.
تغيرات بالجملة
عبد الفتاح الفاتيحي، المختص في ملف الصحراء، سجل أن “الأمم المتحدة تستوعب حتمية إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء، في ظل تنامي الدعم الدول لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.
وأورد الفاتيحي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “المبعوث الشخصي يحتفظ بطلبات تنفيذ توصيات القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء، ولاسيما ما يتعلق بالجلوس إلى الموائد المستديرة للمفاوضات حول الصحراء أو لإجراء توصية إحصاء سكان مخيمات تندوف”.
وتابع المتحدث عينه: “هذا الاجتماع هو اختبار من المبعوث الأممي إلى الصحراء للجزائر حول مدى تطور موقفها بخصوص قضية الصحراء”، مبرزا أن “الاجتماع تحسيس للجزائر بمستوى التغيرات الدولية من قضية الصحراء، وأفق تقييم مواقفها على ضوء هذه التحولات الجديدة، فضلا عن الالتزام بتنفيذ توصيات قرارات مجلس الأمن الدولي”.
وشدد المختص في ملف الصحراء على أن “الاجتماع يشكل ضغطا على الموقف الجزائري، الذي لا يزال يرفض التجاوب مع مطالب الشرعية الدولية بخصوص التزام مشاركتها كطرف أساسي في الموائد المستديرة تحت إشراف دي ميتسورا”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “هذا الاجتماع جاء لتسجيل آخر مواقف الجزائر حيال النزاع، لتدوينها في التقارير المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي الذي ينتظر أن يجتمع في أكتوبر المقبل لإعادة تجديد ولاية بعثة المينورسو إلى الصحراء”.
مد دولي يدعم المغرب
سجل نور الدين باحداد، محلل سياسي مختص في قضية الصحراء، أن “اللقاء يحمل توصيات غير مباشرة إلى الجزائر قصد استكمال مفاوضات الموائد المستديرة، باعتبارها طرفا أساسيا في النزاع المفتعل”.
وأورد باحداد، في تصريح لهسبريس، أن “الأمم المتحدة تسير في سياق غلق ملف نزاع الصحراء على أساس الموقف المغربي، تماشيا مع المد الدولي الداعم لمغربية الصحراء”.
واعتبر المتحدث أن “المغرب يسير في الطريق الصحيح لإنهاء الملف لصالحه بعد طول عقود”، مؤكدا في الوقت عينه أن “الاعتراف الإسرائيلي سيكون دافعا قويا للتحرك الأمم المتحدة في اتجاه رغبة المجتمع الدولي”.